بقلم: جميل الحسن
الطريقة التي تمت بها تصفية السيد رياض النوري تؤكد وبلا شك ضلوع جيش المهدي في هذه العملية ,خاصة وان هناك مؤشرات وادلة عديدة تؤكد ضلوع جيش المهدي بهذه العملية . ومن خلال مراجعة سيناريو الاغتيال يتضح بان جيش المهدي قد اقدم على عملية الاغتيال تلك من اجل تصفية الحساب مع رياض النوري والمعروف عنه ميله الى حل جيش المهدي والدخول في العملية السياسية ونبذ مظاهر العنف والسلاح . وبحسب افادات شهود العيان والروايات المتداولة بشان الحادث فان مسلحين تابعين لميليشيا جيش المهدي كانوا يستقلون سيارة من نوع بطة دون لوحة تسجيل استهدفوا النوري عند خروجه من بيته الواقع في حي العدالة في مدينة النجف في تمام الساعة 1:45 ظهرا و اطلقوا رصاصتين على رأسه و اربعة رصاصات على صدره و اردوه جريحا و لقى حتفه فور وصوله الى المستشفى.حيث ذكر شهود عيان بان النوري لم يبد اي مقاومة تجاه المسلحين لكونهم من المعروفين لديه و عند اقترابهم له فتحوا النار عليه و فروا من المكان الى جهة مجهولة.ومن خلال قراءة الحادث وتفاصيله فان جيش المهدي يحاول وبشتى الطرق والمحاولات تصفية الرموز القديمة للتيار الصدري والمعروفة بخطها المعتدل من اجل ايصال رسالة الى باقي الاطراف والشخصيات الاخرى في التيار من اجل اقصائهم وتخويفهم وبانهم سوف يلاقون نفس مصير رياض النوري .كما ان هذه العملية تكشف حدة الصراعات والتي بدات تستفحل بين قيادات ورموز التيار الصدري والذي بدا يدخل الان مرحلة الانهيار ,بعد ان اخذت الخلافات والصراعات تستفحل بين اقطابه ورموزه ,ودخول جيش المهدي طرفا مباشرا في هذه الصراع وتبنيه قرارا خطيرا بتصفية الرموز القديمة للتيار وخاصة تلك المعروفة بنهجها المعتدل والتي يعتبر السيد رياض النوري واحدا منها ,حيث كان احد المقربين من السيد محمد صادق الصدر مع باقي الرموز الاخرى. ان عملية الاغتيال هذه تكشف ايضا قيام المجاميع المتطرفة في التيار الصدري وبالتحالف مع جيش المهدي بمحاولة السيطرة على قيادة التيار الصدري وتبني مواقف وخطابات متشددة والاستمرار في سياسة تصعيد الموا قف والازمات واثارة الاضطرابات وتهديد الامن والاستقرار وافتعال الاشتباكات المسلحة مع القوات الامنية العراقية ومحاولة الاستمرار في سياسة تحدي الدولة . ان هذا الحادث وبحسب القراءات والمعطيات الموجودة سوف تكون له انعكاساته وتداعياته الكبيرة والتي ستصيب التيار الصدري باثارها القاتلة ,اذ انها ستجعل باب الصراع مفتوحا مابين الطرفين ,حيث ستحدث اعمال اغتيال وتصفيات متبادلة ما بين الطرفين ,فضلا عن مزيد من الانقسامات في داخل التيار الصدري والذي من المؤكد انه سيشهد خروج شخصيات اخرى منه ,بالاضافة الى محاولة عدة رموز واطراف اخرى في التيار الى اقناع عدة فصائل في جيش المهدي بالعمل لصالحه مما يجعل الصراع مفتوحا ودائما وعلى كافة الاحتمالات . وما من شك فان عملية تصفية النوري تحمل موافقة اكيدة من قبل مقتدى الصدر في التخلص من شخصية كانت تنافسه في قيادة التيار وتحاول ان تناى بالتيار عن سياساته العاصفة والتي تمتاز بالطيش والتهور والتخبط والفوضى ,فضلا عن رغبة مقتدى في ازاحة هذه الشخصيات التي تنافسه في الزعامة وتعتبر نفسها ان لها الحق في قيادة التيار والتي برايها ان مقتدى لايصلح لها في ظل الفشل والتراجع الكبير الذي اصاب التيار في الاونة الاخيرة والذي كشفت عنه وبوضوح الحداث الاخيرة في البصرة وعدد اخر من المحافظات. يذكر ان السيد رياض النوري هو من المقربين لمقتدى الصدر و قد انعزل في الاونة الاخيرة من الساحة الاعلامية و السياسية لوجود خلافات بينه و بين مقتدى الصدر حول منهجية القيادة و من المعروف ان السيد رياض النوري من الذين يمثلون الخط المعتدل في التيار الصدري و من الذين كانوا يؤيدون حل ميليشيا جيش المهدي. يذكر ان ميليشيا جيش المهدي شهدت انقسامات كبيرة في صفوفها في الاونة الاخيرة و يعتقد ان المجاميع المتطرفة في التيار الصدري و بالتنسيق مع مسلحين جيش المهدي اغتالوا النوري.يضاف ان اغتيال النوري من قبل ميليشيا جيش المهدي الاجرامية دليل اخر على رفض هذه المجاميع لكل الاصوات المعتدلة في التيار الصدري و خارجه.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha