لاكثر من اسبوع خلا والقنوات الفضائية بين حزينة باكية يائسة واخرى فرحة باسمة متفائلة متخذةمن هذا التناقض تعبيرا لذكرى مرور خمس تسعات ، خمس تسعات لن اتبعها بكلمات تعريف لها لانني بهذا ساكون من احد طرفي التناقض فاما خمس تسعات لسقوط النظام الدكتاتوري واقامة دولة جديدة واما خمس تسعات للاحتلال واقامة دولة غير شرعية وبين ارهاب ومقاومة وعراقية وشرقية وفرات وعربية عشنا خمس تسعات .
اشرق صباح التسعة الخامسة واصبحت معه عازمة ان اكون بعيدة عن تراكمات افكاري ومعتقداتي لبرهة فلطالما اتهمت المقابل من انه منغلق في تفكيره وخشيت ان يصيبني ذات الداء رغم ثقتي العالية بما اعتقد غير انني احببت ان اجرب ليس الا .
تلقفت جهاز كنترول التلفاز وقضيت ساعات في دوان حول فلك القنوات العراقية بكل اتجاهاتها ،ثغور باسمة واخرى عابسة البعض ولد في تلك التسعة الابتدائية والاخر مات على اعتابها ،لن اسطر مواقف وكلمات حضرها معي الملايين من متابعي وطننا الذي احتجز في ثغور الحقيقة والكذب على وجوه تلك الشاشات .
كنت عازمة على ان لا اكتب في هذا اليوم ربما لزحام الكلمات أو لخشية من تسجيل تفائل وفي قلبي مسحة حزن فاكون كاذبة اوخوف من نبرة حزن اكون بها جاحدة لنعمة الله التي اغدقها علينا بخلاصنا من ذاك الطاغية وبينما انا متحيرة من امري وجدت نفسي في دوامة متابعة برامج قصيرة بعضها اظهر جرائم صدام فغرقت في حزن عميق وبكاء عال وبعضها اشار الى تسعة حزينة لشهيد سعيد هو السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية الطاهرة رحمهما الله فشعرت بالاباء والرفعة الغصة معا واخر اظهر محاكمة صدام وقرد البعث برزان وهو يتسلق على شجرة الرذيلة ليقطف منها مفرداته القذرة ونوباته الهستيرية التي اضحكتني .
اغلقت جهاز التلفاز ولارى وجهي على الشاشة كانت ترسم ما كنت ابحث عنه في يوم التسعة الخامسة فقد كنت متحيرة في احساسي غير انني رايته مرسوما على وجهي الذي شهد ابتسامة ثغر مع دموع تساقطت من مقلته بدا لي غريبا يجمع الفرح والحزن ، كان هذا هو ما شعرت به اليوم ، سعيدة لانني خلال خمس تسعات مضت حصلت فيها على انسانيتي الضائعة في متاهات الظلم وظلام متعمد وان كان الظلام لم ينجلي بعد غير انني على اقل تقدير قد حصلت على بعض الحقوق والحقوق المهمة من انسانية وحق للكلام والحرية مع الضرائب من ارهاب وخوف من جبناء البعث الصداميين .
بعد خمس تسعات ابتسم باكية مستبشرة خيرا رغم كل الابتلائات الجديدة فدمائنا لازالت تنزف في دروب الشهادة واللون الاسود لم يغادرنا لكننا نرسم ابتسامة على وجوهنا نقتل بها من يعادينا فنحن من ربتنا طفوف الغاضرية فهي من علمتنا ان نتقدم رغم الحزن والالم .
اللهم اهدي من خلت روؤسهم من المنطق من الجهلاء الذي يريقون دمائهم فدائا لجهلهم وانتقم لنا ممن يقتادهم لهذا الدرب وممن علينا بتسعة سادسة يهنى فيها كل الناس ونحصد فيها ثمار جهود من يحاولون اعدال كفة الميزان نحو الحق .
كل عام وانتم بالف خير وعافية يامن بتواصلنا معهم يزداد سرورنا وعزيمتنا ولم ولن اجد ابيات للشعر تصف التسعة الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة وصفا دقيقا غير ابيات الشهيدة الصدر وهي تقول انا كنت اعلم ان درب الحق بالاشواك حافل خال من الريحان ينشر عطره بين الجداول لكنني اقسمت اقفو السير في ركب الاوائل فلطالما كان المجاهد مفردا بين الجحافل ولطالما نصر الاله جنوده وهم الاوائل فالحق بخلد في الوجود وكل من يعدوه باطلساظل اشدو باسلامي وانكر كل باطل
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha