بقلم : سامي جواد كاظم
بات من المسلمات ، ما من عمل ارهابي يحدث في المنطقة العربية حصرا دون ذكر بقية دول العالم الا وللاصابع الوهابية حضور، وبالنسبة للتي لا تتضح معالم المتورط في هذه الازمة او تلك فانها بعد حين ياتي الاقرار اما من المتورط نفسه او من خلال الخلاف الذي يدب بين افراد العصابة الواحدة والذي نتيجته تكون الفضائح ، او من خلال وسائل يعتمدها المخالف في سبيل كشف الحقيقة .
بعض الازمات يكون الحدس هو الدليل على ان الوهابية لها دور فيها ولكن هذا لا يؤخذ به منطقيا او على اقل تقدير اعلاميا ما لم يكن مفعم بالادلة العقلية او التحليل المنطقي وبالرغم من ذلك يكون قابل للنقاش والرفض .
الان اذكر حادثة قديمة ولكن ابعادها لا زالت حاضرة في العقل العراقي كما وانها ليست الاخيرة انها احداث الزركة وما اثير حولها من اخبار متضاربة كما وان الدولة العراقية لم تتعمد الى نشر كل فصول التحقيق مع المتورطين في حينها وذلك اما لمتطلبات الوضع السياسي العراقي المتأزم او لوجود فجوات في الاعترافات بالرغم من ذكر بعض وسائل الاعلام لبعض التحقيقات التي استطاعت ان تحصل عليها من خلال علاقتها مع بعض الاطراف المعنية بهذا الشان او قد يكون من هربها له موقف سلبي مع اسماء متورطة ذكرت في التحقيق .
ومن بين الاسماء التي ذكرت واحدثت ضجة اعلامية على الاقل من صاحب الشان هو الدكتور اياد علاوي والذي اعتبر احدى همزات الوصل بين السعودية والوضع الداخلي العراقي . وهنا كان يجب على علاوي اما عدم المبالاة لهذه الادعاءات او الرد المنطقي ،اما انه يستنكر ويندد بالحكومة والمالكي وانه سيقاضي المالكي على ذلك فهذه ليست وسيلة للرد كما وان المالكي لم يصرح ان علاوي متورط في احداث الزركة .
واليوم وانا اطالع بعض التقارير التي تتحدث عن الدور السعودي الوهابي المشبوه في المنطقة وخصوصا العراق ولبنان وفلسطين لفت انتباهي دورهم في العراق فقط دون غيره لانه هو الذي يعنيني فقد ذكر هذا التقرير الصادر من المواقع السعودية المعارضة لال سعود كيفية تدخل الوهابية في الشان العراقي حيث ذكر ( أما في العراق، فللسعودية نوعان من التمثيل شعبي ورسمي. على المستوى الشعبي، يتعمّد التمثيل السعودي في العراق بالدم الحرام، حيث تخوض الجماعات السلفية المسلّحة غزواتها الوهمية ضد الأبرياء في الأسواق والشوارع، وحتى المدارس ورياض الأطفال.. على المستوى الرسمي، فقد تكفّل جهازان أمنيان وطنيان بامتياز: جهاز الإستخبارات العامة، ومجلس الأمن الوطني بنوعين من العمليات: دفع الأموال للجماعات المتطرّفة في الداخل للقيام بعمليات مسلّحة من أجل تخريب العملية السياسية، وتقديم كل التسهيلات المالية واللوجستية والتنظيمية للحركات المهدوية التي تتفجر كألغام متوالية في الجنوب العراقي. لقاءات تنسيق مكثّفة أجراها الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة، مع رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، وأطراف أردنية ومصرية وأخرى عراقية مرتبطة بجهاز المخابرات الذي يقوده محمد الشهواني، البعثي السابق والحليف الممتاز للمخابرات المركزية الأميركية، بدأت بالعاصمة البريطانية ثم تواصلت في عواصم أخرى عربية وأجنبية منها عمان والقاهرة.
بعد فشل حركة (جند السماء) في شهر محرم من العام الماضي 1428هـ، عقد الأمير مقرن لقاءات عدة (من بينها لقاء على يخت الأمير) مع إياد علاوي وعدد من مهندسي الفتن، أعضاء في المخابرات العراقية والإردنية والمصرية، من أجل تأهيل حركات مهدوية أخرى. في أحد اللقاءات عبّر علاوي عن خيبة أمله بعد موت (المهدي المصنّع بعثياً والمموّل سعودياً = القرعاوي)، حيث طمأن الأمير مقرن صاحبه بأن موت هذا المهدي لن يغلق الباب أمام صناعة نماذج مهدوية أخرى وقال بالحرف: لا تخف، هناك مهدي ثانٍ، وثالث، ورابع..) هذا التقرير جاء عقب القضاء على احداث الزركة .
ولو اردنا الاستدلال على صحة الفعل الوهابي فان هنالك اكثر من دليل على ذلك منها مثلا اولا : مع تاكيد القرن مقرن بان هنالك ثان وثالث جاء اليماني بعد الكرعاوي وبنفس الاسلوب وادعاء نفس الفكرة ، كما وان هنالك دلائل تشير لتورط السعودية في الشان البصري اضافة الى بقية الدول وطالما ان الطرف الابرز في ازمة البصرة هو جيش (المهدي ) فهذا دليل صدق على صحة التقرير
ثانيا : المعلوم للكل الدعم السعودي لحركة اياد علاوي وما قدمت من امكانات مالية تساهم في الدعاية الانتخابية لحركته ( 350 الف دولار) قبل الانتخابات الاخيرة كما وان السعودية غالبا ما تثني على علاوي .
ثالثا : كل التقارير الامريكية وغيرها من التقارير تثبت نفس الدور الذي اشار اليه هذا التقرير عن كيفية التدخل الوهابي السعودي في الشان العراقي ، كما وان لفكرة المهدي ابعاد عقائدية لدى الشيعة وهي نقطة خلاف قوية مع الوهابية فانها لم تستطع تفنيد هذه الفكرة اصلا لهذا عمدت الى خلق مثل هكذا جماعات حتى تحاول تشويه هذا المعتقد وهيهات لهم ذلك .
اذا لا زال يفكر مقرن بن عبد العزيز في خلق حركات مهدوية اخرى وما على الشعب العراقي الا الحذر واليقظة من هذه العصابات التي تؤهلها للقيام بالاعمال الارهابية في العراق الدوائر الاستخباراتية السعودية .
https://telegram.me/buratha