المقالات

♦️ الانتخابات و المصالح الخاصة♦️


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

▪️إن المصالح العامة ، و المصالح الخاصة من العبارات التي يكثر استخدامهما في المجتمعات الإنسانية ، و هي من لوازم الحياة ، فلكل نوع مجاله ، و حدوده ، و ربما المعروفة لدى الكثير من أفراد المجتمع ، و خصوصاً أصحاب البصائر النيّرة ، و الرؤى المعتدلة ، و إذا عَرف كل إنسان مسؤولياته ، و واجباته انتظمت الحياة ، أما إذا قُدمت المصالح الخاصة على المصالح العامة، فهنا تكمن المشكلة ، و تتعالى الصيحات بالإصلاح ليتحقق للمجتمع استقراره ، و تقدمه ، و رقيه.

▪️إن بعض المجتمعات الإسلامية للأسف الشديد اليوم تعاني من تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة في الكثير من شؤون الحياة ، وقد أشتهر تسمية ذلك بين الناس بالفساد الإداري ، و أي فساد ، و ضرر أعظم من التعدي على المال العام ، و الحقوق العامة ، و التساهل في ذلك دون خوف من الله تعالى ، أومن خلقه .

▪️ إن التعدي على المصالح العامة تعدٍّ على حقوق المجتمع بأكمله ، و ضرر يلحق بالجميع ، بل هو في الحقيقة جريمة في حق المجتمع لما له من آثار سلبية خطيرة ، و لا نبالغ في القول أن ذلك أصبح مشكلة متلازمة مع المجتمعات النامية و منها بعض المجتمعات في العالم الإسلامي .

▪️ و لا شك أن الثورات التي قامت مؤخراً في بعض المجتمعات الإسلامية تؤكد بجلاء تام أنها عبارة عن ردود أفعال طبيعية لتفشي سيطرة المصالح الخاصة على المصالح العامة، و هذه المشكلة الخطيرة من الأسباب الرئيسة التي جعلت أكثر المجتمعات الإسلامية في تخلف ، و موضع ازدراء من المجتمعات المتحضرة اليوم.

▪️إن الإسلام بتشريعاته السامية أرسى دعائم المجتمع بحفظ الحقوق العامة ، والخاصة من التعدي بأي صورة من صور التعدي ، فلا يجوز لأحد كائن من كان أن يتعدى ، أو يستخدم سلطته في تحقيق مصالحه الخاصة البتة .

▪️إن سيرة نبينا محمد الخاتم ( ص ) و الائمة من اهل بيته ( ع ) ، و الصحابة ضمن منهج الاسلام الحقيقي ( رض ) ، وسلف العامل من العلماء ( حفظ الله الباقية و قدس الله اسرار الماضيين ) زاخرة بالمواقف الناصعة ، و المشرقة في المحافظة على المصالح العامة، و عدم استخدام المصالح الخاصة، بل جعلوا مصالحهم الخاصة مسخرة لخدمة المصالح العامة .

محل الشاهد :

▪️ ان سبب فشل ادارة العباد و البلاد و الويلات التي تعيشها الامة اليوم ليس هي من طبيعة نظام الانتخابات  ااكد ليس نظامها الوضعي فحسب ، لا و الف لا ، و انما سوء اختيار الامة للمرشحين ، من خلال تقديم المصالح الخاصة باختيار ذلك المرشح على اسس لا قيمة لها قبال مصلحة الاسلام الحقيقي ، الكل توجه باختياره الى النظر ضمن دائرة  مصلحتة ، و ان كان هذا الاختيار يضر بمصلحة البلد و العباد العامة .

▪️ على الامة ان تعترف بتحملها لمسؤولية ما وقع وما سيقع من سوء الادارة  و الفساد في مفاصل الحكم و ذلك من سوء اختيارها المبني على اسس [بماذا ينفعني ] ذلك المرشح ، و ليس على اساس ماذا ينفع الامة باكملها ذلك المرشح ، هنا كان الخلل و وقع الظلم و الفساد .

▪️احبتي ...يجب علينا الالتفات و الخروج من الغفلة ، و النظر ان الاختيار للمرشح مسؤولية شرعية ، و اعانة على الاثم ان كان مفسد و من هو ليس جدير بالمسؤولية .

▪️نعم لا مانع من ان تنتخب من هو ضمن دائرة معرفتك الاجتماعية سواء كان كانت تلك المعرفة ( اسرية او عشائرية   او الحزبية ) ، و لكن بشرط ان يكون في ذلك الاختيار براءة لذمة الشرعية بحيث يكون ذلك المرشح يحمل مؤهلات النجاح و الثبات على المبادئ الاسلامية و الانسانية ، و اما في حال كان من تعرفه  لا تتوفر فيه المؤهلات المرجوة ، ممكن هنا تنتقل الى ترشيح اخر ، يحمل صفات التي يكون فيها ذلك الاخر مؤهل .

 ▪️ المهم النظر لمصلحة الاسلام و الوطن ، و اترك مصلحتك الذاتية الحصرية ، لان كل البلاء اليوم هو بسبب معيار الاختيار ضمن المصلحة الخاصة

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك