بقلم : سامي جواد كاظم
انا لا ابرر ولا ادافع عن احد ولكني اتساءل عن الاسباب التي جعلت التيار الصدري ومسلحيه يتمادون في تصرفاتهم هذه التي باتت تسبب الاحراج لقياديه قبل مواليه .
هنا اسال هذا السؤال كم مجموعة مسلحة اقدمت على اتعس مما اقدم عليه مسلحي التيار الصدري وعالجتها الحكومة كما تعالج الازمة في البصرة ؟ هنا يتبادر الى الذهن الجماعات المسلحة العائدة الى طارق الهاشمي وعدنان الدليمي حصرا دون غيرهم من حارث الضاري والجنابي والدايني على اعتبار هذه الجماعات باتت واضحة الموقف وانسحبت من العملية السياسية برمتها هذا مع وجود مذكرات اعتقال بحقهم أي انهم يعتبرون هاربين من العدالة ، يضاف الى ذلك شخصيات لا تتورع من الاقدام على أي عمل يؤدي الى جريان الدم العراقي .
بالامس القريب اعتقلوا وعثروا على ادلة دامغة تدين الدليمي وزمرته واكتفت الحكومة باعتقال المتسببين ، ولكن قابله ضغوط دليمية امريكية باصدار قرار العفو العام والذي بدات علاماته السلبية تلوح في الافق ومن ارض الفلوجة حيث جاء الاعتراف منها قبل غيرها ان المطلق سراحهم عاودوا العمل الارهابي في مدينتهم ، من المسؤول عن هذا ... الحكومة ام الدليمي ام الامريكان ؟ وكائن من يكون ولكن المتفق عليه هو الضحية انه المواطن العراقي الفلوجي .
بعد هذا التغاضي والتمادي عن هذه العصابات مصحوبة بالمصالحة المشؤومة ادى الى فتح الباب على مصراعيه امام أي جماعة مسلحة تعلن عن نفسها ، فكانت الجماعات المسلحة التابعة الى التيار الصدري والتي لو قارناها بالتنظيمات المسلحة الاخرى نجد ان امورهم التنظيمية لا يمكن لها ان تقارن مع الامور التنظيمية للجاماعات المسلحة الاخرى التي تمارس الاجرام بشكل منتظم ودقيق وعلى اقل تقدير من غير كشف هوياتهم امام الملا والذي هو عكس التيار الصدري حيث باتت قياداته المسلحة معروفة للعلن .
هذا لا يبرر لهم أي التيار الصدري ان يقدموا على ما اقدموا عليه في البصرة ومشاركة مع مدينة الثورة والشعلة .ان العصابات التي تعود للدليمي والهاشمي جاءت لاسباب صحيحة حيث بعد مرور عقود من الزمن يعبثون بارض العراق يرون انفسهم فجأة على الهامش بل وتعرضهم للمحاكمة على ما اقترفوه ومن جانب اخر عرفوا حجمهم الحقيقي في العراق وانهم الاقلية فهذا الامر استدعاهم اللجوء الى المليشيات المسلحة .
اما انتم التيار الصدري هل انتم الاقلية ؟ هل كنتم تتمتعون بمزايا في زمن الطاغية فقدتموها الان ؟ هل هنالك استحقاقات شرعية وقانونية سلبت منكم ؟ حتى ولو صح الافتراض الثالث فهل هذا يعني اللجوء الى السلاح ؟ فمن برايكم الخاسر من هذه التصرفات ؟
بعد كل هذا هل تتوقعون من الحكومة العراقية الرضوخ لمطالبكم والانسحاب من البصرة ؟ قد تتشبثون بهذه القشة على امل ان يتم التعامل معكم كما تعاملت الحكومة مع الدليمي وعصاباته ولا اعتقد ان هذا استنتاج صحيح لان الدليمي جاء الى البرلمان وكتلته معه بضغوط امريكية اما انتم فقد تم الغاء مشاركتكم في الانتخابات الاولى بضغوط امريكية بريمرية وهذا واضح للعيان ولا يحتاج الى دليل .
الاوضاع اليوم وما نتج عنه من تصرفات صدرية تبنى على احدى فرضيتين هو اما ان التيار الصدري يقوم باعماله هذه بعد ما اخذ الضوء الاخضر من القوات الامريكية وغدروا به الامريكان او انهم لا يبالون بحجم القوة العسكرية الامريكية والافتراضان لا يصبان في مصلحة التيار الصدري ولا في مصلحة الشيعة في العراق ، ولكم ان تتيخلوا حجم الفرح والغبطة الذي هم عليه التوافق وحرافيشها على ما يحدث الان في البصرة والثورة ، من السبب ؟ هل من الصحيح ان نقول المالكي هو السبب ؟ اعتقد هذا تجني على الواقع والحقائق ، فالمالكي رئيس حكومة لكل العراقيين هو ملزم بتطبيق القانون على الكل واذا ما نفذ احد منه فهذا يعود اما لضغوطات من اجندة خارجية اقوى منه سببها الوضع الراهن الذي هو في العراق او نتيجة الاهمال والخيانة من بعض اجهزة الدولة والتي يتفشى فيها الفساد الاداري والمالي . التيار الصدري بحاجة الى انتخابات داخلية لاختيار قيادة تكون مقبولة من قبل الاوساط العراقية كافة حتى يتسنى لها التعايش مع الوضع الراهن هذا .
https://telegram.me/buratha