بقلم سامي جواد كاظم
في 8/4 وليس في 9/4 حدث السقوط الفعلي اما الرسمي والعلني هو يوم سقوط الصنم 9/4في 8/4/ 2003 ونحن نعانق المذياع لالتقاط اخبار بلدنا من خارج بلدنا كنا دائما نعرج على اذاعة بغداد لنسمع الصحاف وذلك لنتاكد ان الحكومة لا زالت موجود ة في هذا اليوم وبعد ان تجاوزت الساعة العاشرة لم نسمع الغراب الفتان قلنا حصل شيء خرجت في شوارع بغداد وفي منطقة معينة وجدت اصحاب الزيتوني واليشامغ الحمر قد افترشوا الارصفة ولا علاقة لهم بالمارة فعلمت ان هنالك شيء قد حصل ، ومن الاذاعة البريطانية حيث اكدت وصول القوات الامريكية الى الضفاف الشرقية لنهر دجلة حيث فندق فلسطين مريديان مع انزال الدبابات بالاباتشي والكوبرا على القصر الجمهوري رافقه تطويق وزارة النفط دون بقية مؤسسات الدولة ، عندها جال في خاطري اين صدام الان .
المهم تركت المذياع على اذاعة بغداد لاعرف ما استجد فانقطع البث نهائيا عندها علمت ان السقوط قد حصل حيث اتضح ان الصحاف كان على سطح مبنى الاذاعة والتلفزيون في الصالحية وهو يشاهد بعينه الدبابات الامريكية التي انزلت في القصر الجمهوري مع ما وصلته من اتصالات بوصول القوات الامريكية الى فندق فلسطين مريديان عندها نزل وطلب من المنتسبين والعاملين في المبنى الدفاع عن انفسهم او الانسحاب ففضلوا الانسحاب فخرج من المؤسسة وتلثم بيشماغه الاحمر حتى لا يعرف واوقف سيارة ( بيك اب ) عند ساحة ملك فيصل واتجه صوب الرصافة .
في الساعة الحادية عشر ونصف عاود البث لاذاعة بغداد باغاني صدامية حيث اذكر كانت اغنية لياس خضر واخرى لابو الليثين وثالثة لم اعرف مطربها فاجبرت نفسي على الاستماع لهذه الاغاني حتى اعلم ما يستجد الا ان هذه الاغاني الثلاثة تتكرر باستمرار قلت حينها ان هذا يعني تشغيل جهاز الارسال الكترونيا حيث يدور البث بشكل متكرر ، هنا استفحل اصحاب البدلات الزيتوني عند سماعهم الاغاني فنهضوا ليمارسوا مهامهم القمعية كنقطة تفتيش الا ان احد هذه النقاط ترك الجنود ضابطهم فتوعدهم بالعقوبة فقالوا له ان كانت هنالك حكومة باقية لانتظر موعد اذان الظهر حتى اتاكد اكثر وبالفعل حان موعد الاذان ولازالت الاغاني الثلاثة تتكرر، هنا خرجت الى الشارع ثانية فاذا باصحاب البدلات الزيتوني قد انسحبوا نهائيا من الشوارع.
في اليوم التالي أي 9 نيسان سمعت سقوط الصنم وانا في شوارع بغداد اتجول رايت شابين يرتديان الزيتوني وهما يحملان بنادقهما ومعهما الجعب يسيران باتجاه احدى الشوارع الخدمية للخط السريع حتى توقفت سيارة ( بيك اب دبل قمارة ) يقودها اصحاب الزيتوني فتكلموا معهما فركب احد الشابين واعطى الثاني بندقيته لزميله مع جعب المخازن وقفل راجعا عندها التقيته فسالته ما الخبر؟ قال عرضوا علي ان التحق معهم وكافة المصاريف والرواتب هم يتكفلون بها او الانسحاب ففضلت الانسحاب وزملي فضل الالتحاق ، هنا جال في خاطري ما سيقدم عليه البعثيون بعد السقوط من اسالة انهار الدم ولا دليل لي اثبت لكم نبوءتي الا الله عز وجل عالم الغيب .
هذه التواريخ ترتبط بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر حيث تم اعدامه من قبل الطاغية يوم 8 نيسان وسلم الى ذويه فجر 9 نيسان بعد ان تم قطع التيار الكهربائي على محافظة النجف لغرض التسليم وتم الدفن يوم 9 نيسان ، حيث اتفق اليومان السقوط الفعلي والعلني مع الاعدام الفعلي والعلني
https://telegram.me/buratha