( بقلم : عمران الحسني )
حول السيد مقتدى الصدر أمر حل جيش المهدي إلى المرجعية الرشيدة , وقال الناطق باسمه الشيخ صلاح ألعبيدي أن الأمر مرهون بيد العلماء والمراجع الدينية في قم والنجف , ويبدوا أن الأخوة في التيار الصدري لا يطلعون على ما يصدر من مكاتب المراجع العظام من بيانات وفتاوى , رغم تواجدهم في النجف الأشرف مركز المرجعية , ولا باس من تذكير الأخوة بالكتاب الذي أصدره الحاج حامد الخفاف مسئول شؤون المرجعية في بيروت , والذي صدر في عام 2006م وكان بعنوان – النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني دام ظله في المسالة العراقية – وفيه مجموعة من البيانات التي تدعوا إلى سيادة القانون وتؤكد على حصر السلاح بيد الدولة , وغيرها الكثير من البيانات والفتاوى التي تحرم الدم العراقي وتدعوا إلى احترام القانون والقضاء , وهذه متوفرة في أكثر من مكان وفي مناسبات عديدة وعلى مدار السنوات الخمسة الماضية , بل تناولت بعض الفتاوى والبيانات حتى المخالفات المرورية وإطلاق النار بشكل عبثي وعشوائي في المناسبات ,
وأكد المرجع الكبير الأمام السيستاني دام ظله أكثر من مرة وخلال لقاءاته المستمرة مع المسئولين والعشائر والنخب الثقافية والدينية على ضرورة نزع السلاح وحصره بيد الدولة , وهذا أيضا ما يؤكده باستمرار وكلاء المرجع الكبير , سواء الذين تم اغتيالهم واستشهدوا أو الذين حفظهم الله برعايته , ونفس الكلام صدر عن المراجع الكرام سماحة السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ إسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي حفظهم الله جميعا , ويمكن الرجوع إلى مواقع المراجع على شبكة الانترنيت للاطلاع على المزيد, وهكذا يصبح تحويل الأمر للمرجعية أمر مثير للدهشة والاستغراب , ويتساءل عدد من المراقبين ,
لماذا لا يحل السيد مقتدى جيش المهدي وهو الذي أسسه ؟ ولماذا الإصرار على اخذ أمر صريح بحل الجيش من المرجعية ؟ علما انها ليست المره الاولى التي بصدر فيها مثل هذا التصريح ,فقد سبق للسيد مقتدى وأعلن أن جيش المهدي هو جيش المرجعية , رغم انه عند تأسيس الجيش لم يستشر أي من المراجع , ووقتها لم يعلق احد من المراجع على هذا التصريح , ومع افتراض حسن النية في هذا الطلب , يشخص المتابع للشأن العراقي بشكل عام والتيار الصدري بشكل خاص , يلاحظ نقطه في غاية الخطورة والغرابة لازمت التيار وجيش المهدي منذ تشكيله بعد سقوط النظام , وهي القدرة على صناعة الأزمة والفشل في الخروج منها , ليس لديهم حسابات للربح أو الخسارة , فعند خلقهم لأي أزمة لا يهمهم حجم الخسائر مثلما حصل في الأزمة الأخيرة , ويفاجئون الجميع حينما يظهر أنهم لا يمتلكون أي رؤية لإدارة الأزمة , أو كيفية الخروج منها ,
وهذا حصل في جميع الأزمات التي صنعوها , العسكرية منها والسياسية , ودائما يبحثون عن مخلص للخروج من الإحراج الذي يضعون أنفسهم فيه , ويخرجون بتنازلات كبيرة , وكنا نتمنى عليهم أن يستفيدوا من التجارب العديدة التي مرت بهم , و يبدوا أنهم لا يراجعون تجاربهم ولا يحاولون الاستفادة من أخطاؤهم , أي يعيشون ليومهم , وهناك شبه في عملهم وعمل المقبور صدام والذي انتهج نفس الأسلوب , يصنع الأزمة ولا يعرف كيف يخرج منها , ثم يقدم التنازل تلو التنازل حتى يأتي بريماكوف لإنقاذه , وقبل صدام كان عبد الناصر والذي انتهج نفس الأسلوب وفشل , فصناعة ألازمة بحاجه إلى قاده من طراز خاص , مثل غاندي الذي خلق أزمة وجلب الاستقلال للهند , ونيلسون مانديلا الذي خلق أزمة استطاع من خلالها إنهاء التميز العنصري في بلاده , ونحن متيقنين بان التيار لا يملك قاده من هذا الطراز , فلا الشيخ صلاح غاندي , ولا النائب فلاح شنشل مانديلا , لذلك على الأخوة في التيار أن لا يدخلوا أنفسهم في أزمة مره أخرى , وان يمتلكوا الشجاعة لحل الجيش , فهم أصحاب فكرة التأسيس , ويستطيعون الحصول على عشرات الفتاوى من ارشيف المرجعية الرشيدة تساعدهم في مسعاهم هذا , واعتقد أنهم لو سارعوا لحل الجيش ستكون المرة الأولى التي يصنعون أزمة ويستفيدوا منها ولنا وقفه لشرح ذلك .
https://telegram.me/buratha