المقالات

بفكر الحسين (ع) ننصف اليهود ونحقق التعددية

1585 15:26:00 2008-04-07

بقلم : سامي جواد كاظم

بيدر من المصطلحات انهالت على الساحة الاسلامية منشأ بعضها الغرب والبعض الاخر المسلمون وأدى هذا الى اختلاط الافكار والاوراق ، ومن هذه المصطلحات التي يعيب بها العلمانيون الاسلاميين هو التعددية واتهام الفكر الاسلامي بالاحادية ، ولعل الكل يذكر الزوبعة التي اثارتها وفاء سلطان من قناة الجزيرة والتي اتهمت الاسلام بكثير من السلبيات واحداها الاحادية ورفض الاخر وكررت هذه التهمة من خلال لقاء معها اجراه موقع افاق من على شبكة الانترنيت .

والجهل هذا يتحمله الطرفان الطرف الاسلامي لعدم التوضيح والعلماني لعدم الاطلاع ، ولو اطلعوا على فقه وعلوم اهل البيت (ع) تحديدا وتمعنوا في الابعاد الفكرية لكل كلمة يقولها المعصوم مع الحكم بحيادية ومن غير العواطف السلبية المشحونة بها صدروهم اعتقد انهم سيسيرون في جادة الحق ويتراجعون عن كثير من الافكار السلبية التي اتهموا بها الاسلام .

وطالما الحديث عن التعددية اذكر هذه الرواية للامام الحسين (ع) والتي علق عليها الشيخ عبد العظيم البحراني في كتابه من اخلاق الحسين (ع) فكان تعليقه ناقص ونظر اليه من الجانب الخلقي دون الجوانب الاخرى والتي تعد من صميم واقعنا الذي نعيشه اليوم .

الرواية تقول  ( يقول الحسين (ع) عن النبي (ص) افضل الاعمال بعد الصلاة ادخال السرور في قلب مؤمن بما لا اثم فيه ، فاني رايت غلاما يواكل كلبا فقلت له ذلك .فسمعه عبد فقال للحسين (ع) : يابن رسول الله اني مغموم اطلب سرورا بسروره لان صاحبي يهودي اريد افارقه فاتى الحسين (ع) الى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له فقال اليهودي : الغلام فداء لخطاك وهذا البستان له ورددت عليك المال فقال (ع) وانا قد وهبت لك المال قال قبلت المال ووهبته للغلامفقال الحسين (ع) اعتقت الغلام ووهبته له جميعا فقالت امراته قد اسلمت ووهبت زوجي مهري فقال اليهودي وانا اسلمت واعطيتها هذه الدار)

بما ان الجانب الخلقي واضح ولا يستحق تعليق فاني اعلق واعقب على هذه الرواية من جوانب اخرى وهي :الجانب الاول :الانتباه الى نوع السرور الذي يدخله المؤمن بقلب اخيه المؤمن هو ان يكون لا اثم فيه ، وهذا امر مهم لان هنالك الكثير ممن يجاملون لاجل ارضاء وسرور الغير على حساب مباديء الاسلام فيتحمل الاثم بسبب ذلك

الجانب الثاني : وهو المهم جدا حيث يظهر من الرواية ان اليهودي يعيش حياة سعيدة في ظل الاسلام لدرجة انه يملك عبد مسلم لخدمته ومن غير اعتراض الحكومة الاسلامية في ذلك الوقت ، وكم من يهودي يملك عبد مسلم ولا سيما الكل يذكر سلمان المحمدي كيف اعتقه رسول الله (ص) من مالكه اليهودي .

الجانب الثالث : هو تصرف الامام الحسين (ع) اذ عرض المال على اليهودي لشراء العبد من غير اجباره على عتق العبد ومن غير ثمن كما وانه لم يفرض الحسين (ع) عليه ثمن بخس لشراء العبد ، ومن هذين الجانبين يتضح ان قمة التعددية وعدم الغاء الاخر كانت تمارس في ظل الحكومة الاسلامية كما وانه لا احراج في التعامل مع اليهودي لما فيه مصلحة للاسلام ولا يجوز انكار الديانة اليهودية .

يقول الامام علي (ع) لو ثنيت لي الوسادة لحكمت اهل التوراة بتوراتهم واهل الانجيل بانجيلهم واهل الفرقان بفرقانهم ( بقرانهم ) من هذا الحديث يتضح ان التشريع اليهودي والمسيحي لتنظيم حياة اليهودية والمسيحية موجودة في كتبهم وان الامام علي (ع) لم يلغي ذلك بل اقره من خلال حديثه هذا والا لما تطرق الى هذا اصلا ،ولكن يبقى الاسلام افضلهم ، وهذا علي (ع) الذي كان يسير مع يهودي في طريق واحد قاصدا كل واحد منهم جهة فكان الامام علي (ع) يحادث اليهودي ويجامله من غير التجريح بمعتقده وعندما وصل اليهودي الى ما كان يبغي تعجب فقال للامام علي (ع) الم تقل انك تنشد الكوفة فقال نعم قال اليهودي اذا عقبنا الكوفة فقال الامام علي (ع) ان من خلقنا هو مسايرة ضيفنا الى باب داره فتعجب من هذا الخلق وعلى اثرها اسلم فهذا يعني ان اليهود كانوا يعيشون في المجتمع الاسلامي مع تمتعهم بكامل حقوقهم والا لتحرج اليهودي من ذكر ديانته للامام علي (ع) .اما اليهود الذين تباكت عليهم وفاء سلطان وادعت ان الاسلام شردوهم وقتلوهم مستشهدة ببني النضير والقنيقاع الذين ألبوا الاحزاب على الاسلام من غير ان يراعوا العهود والمواثيق التي قطعوها مع رسول الله (ص) ، فاصبحوا داء وخيم على المجتمع الاسلامي فكان لابد من طردهم دون غيرهم من اليهود الذين التزموا بعهودهم ومواثيقهم بل وحصلوا على امتيازات من النبي ما كانوا يحصلون عليها في بلدانهم .

هنا على المسلمين وخصوصا الموجودين في بلاد الغربة الانفتاح على اهل البلاد الذين هم فيها واظهار الوجه الحق للاسلام وعليهم ضبط الموازين من غير التجاوز على مباديء الاسلام ، فالتشدد مرفوض ، وانا اجزم ان كثير من الابعاد الخلقية التي تحكي عنها كتبنا نجد الغرب يتصفون بها .

الجانب الرابع : طبيعة اليهود والنصارى الذين كانوا في ذلك الزمن من المؤكد ان اخلاقياتهم تختلف عن ما موجود في هذا الزمن فهل لو تصرفنا مع يهود اليوم او نصارى اليوم كما تصرف المعصومون (ع) معهم سيعتنقون الاسلام اعتقد لا ولكن على اقل تقدير سنضمن شرور الاشرار منهم دون الخيرين حيث ان المجتمعات اليهودية والمسيحية لا تخلوا من شخصيات وعقول معتدلة تنظر الى الاسلام بعين الانصاف . فشتان بين افكار ابن لادن والظواهري والوهابية وبين افكار الائمة المعصومين (ع) في اتجاه المذاهب الاخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود
2008-04-09
اعتقد اننا بالعقيده الاسلامية الحقة المتمثله بمذهب اهل البيت نستطيع ان نطاول الامم المتحضرة ونسابقها حضاريا ومن ثم نسبقها وخير مثال هو الحضاره الاسلاميه المتالقة في عصر العباسيين رغم الفسادالذي كان عليه حكام بني العباس فان التألق الشديد للفكر الاسلامي الحق استطاع ان ينفذ بين ركام الفساد وان يثبت اصالته وغلبته ويقود الحضاره.أما الان فاننا ولفتره ماقبل بن لادين واتباعه كان عندنا فرصه ان نخرج للعالم ونشارك ببناء الحضاره ثم اخذت تتوالى علينا الحركات المتطرفه ذات الافكار المعاديه للتواصل مع العالم
سامي جواد كاظم
2008-04-08
العلماني هو الذي ينكر الاسلامي فكيف يتم التواصل بين الاثنين مع العلم كان لي مقال في هذا الصدد عنوانه الاسلام كله مفروض والعلمانية ليست كلها مرفوضة . تخيل اياد جمال الدين يقول كيف يكتب في الدستور ان الدين الاسلامي هو دين الدولة فيفسر ذلك بقوله هل الدولة تصلي او تصوم ، بربكم كيف الرد على هكذا عقول تدعي العلمانية ؟ اخيرا شكري للاخوة المعقبين على مقالي
ابو حيدر
2008-04-07
السيد سامي رعاك الله يا ليت لو ذكرت رواية سلمان وكيف اعتقه الرسول(ص)اما فيما يتعلق ب..وفاء سلطان فقد تابعت بعض مقالاتها ومقابلاتها عبر الانترنت ما لفت نظري وجلب انتباهي انها سمت الامام علي -ع- ب{المفكر الاسلامي} ما يشير الى انها ربما طالعت او قرئت شيئا عنه-ع- وهو ما اشرت اليه في بداية المقال بان الجهل يتحمله الطرفان ...وربما اهم حلقة مفقودة بين الاسلامي والعلاماني هو التواصل بهدف البحث عن الحقيقة وايجاد المشتركات بين الطرفين على الاقل للبناء عليه وايجاد ارضية التواصل لا الانقطاع والتهجم الاعمى
عبد المطهّرين
2008-04-07
السلام عليكم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ,السلام عليك سيدي العزيز سامي الخلق وجزاك المجازون ما يجازون ورزقنا فَضلةَجزائك ,ومن هنا أتذكر معك الكريم اليهودي الذي كان يتسوّل في شوارع الكوفة ورآه سيد العدالة بعد أخيه رسول العدالة فقال الأمير لابن عباس حيث كان معه ماهذا يابن عباس رجل يتسوّل في البلد؟ فقال ابن عباس لأمير الناس بعد أخيه أنْظُرْهُ يا أمير المؤمنين فنظر إليه الأمير فقال وإن يك ُ يهوديّاً وعندها فرض له سيدُ العادلين بعد أخيه كما يُفرض للمسلمين من بيت المال هذا هو الأسلام ولكن أخْفَوْهُ !
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك