المقالات

هل مات عليًّ..أم عاشْ ؟!

1356 2021-05-03

 

  🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

عندما تغلق البصيرة ، فإن بوصلة الوعي تتحول صوب الشيطان . لذا نعتقد أن الأمة التي لم تستوعب الإمامة بكل مداركها ومعطياتها ، تدير وجهها صوب الباطل قطعاً . الإمامة تلك الباب الذي يلج منه الصالحون نحو الإدراك الصحيح ، وساحة العشق الألهي المتقدم . يبدو أن الأمة التي قتلت إمامها ضلت بلا وعي ، وبلا بصيرة حتى يومنا هذا الذي نعيش . ما نراه اليوم من خذلان الناصر لخط الإمامة ، ماهو ألا إمتداد لتلك الضربة التي شَجت رأس الأنسانية بأكملها .

لازال محراب عليًّ ينزف هما على جدران الكوفة التي خذلت إِبنها البار ، ووليها الناصح ، وإمامها الهمام الذي رسم مسارات الأنسانية الأسلامية بأبهى صورها . لا زال رأس عليًّ معصوب ، والأمة تتماها مع صوت الباطل ، وشعاراتها تصم الآذان ، في الآفاق .

لم يفنَ عليًّ بتلك الضربة الشقية ، لقد ظل صوته مجلجلاً في أرجاء الكوفة الغادرة ، وكان صدى ذاك الصوت ثلة مؤمنة صابرة أعادت البوصلة لوجهتها الحقة ، متخطية شعار المرادي المستكبر بنداء ( أيران بره بره ) ، وتصحيحه ، بأيران قوه قوه .

اليوم عليًّ حاضر في العراق واليمن وسوريا وفي فلسطين المحتله ، لا بل  موجود في فيينا وعلى طاولة الحوار ليضع بصمة الإمامة المقدسة في ذلك الحوار المرادي الشيطاني الذي يراد منه تجريد عليًّ من ذو الفقار ، وتكبيله بسقيفة الأتفاق النووي وحرف الأمة عنه تحت شعارات عليًّ للمحراب فقط . لم يعد محراب عليًّ يستغيث الأمة التي خذلته ، محراب عليًّ قد أزهر وأخضوضر, من تلك الدماء الطاهرة ، وأصبح ( نور ) يطاول أعنان السماء . محراب عليًّ أصبح بالستياً يطوف حدود القدس وديمونة .

حريًّ بالأمة التي خذلت عليًّ في الكوفة ، أن تثب الى رشدها وترى في أي مستنقع للذل والهوان تقبع ! وحريًّ بها الِلحاق بركب عليًّ ، ذلك الركب الذي لن يتوقف حتى دولة العدل الألهي . الليلة نسأل, هل مات عليًّ ، أم عاش ؟

قال ، فزت ورب الكعبة ! أي فوز يا أمير المؤمنين ، وأنت مضمخ بالدماء ؟ ماهو الفوز يا أبا الحسن ؟ قد يجيب أحدنا بالقول أنه الفوز بالجنة ، والظفر بجوار النبي ! أقول لا يا أخي ، فعليًّ لم يعبد الله طمعاً بجنته ، ولا خوف من ناره ، أنما هو  الفوز بتثبيت أركان الإمامة . الإمامة التي يستضيء بها العالم اليوم في وقت عم به الظلام .

أن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك