أصبح الحديث عن الدور السلبي الذي لعبته بعض وسائل الاعلام حيال العراق الجديد من ملامح فترة أنقضت،أنكشفت فيها الحقائق وسقطت الأقنعة.ولأن الهجمة الاعلامية العربية الشرسة التي تعرضت لها العملية السياسية في العراق بعد سقوط الطاغية كانت بحاجة لدعائم عراقية تسندها،أنبرى المدعو سعد البزاز للعب دور (الحمار) لتركب عليه (العربان) وتسير به باتجاه تحقيق أهدافها ومصالحها.
والبزاز صاحب قناة (الشر..قية) وجريدة (الزمان) واحد من عبيد الصنم الصدامي،فقد بدأ حياته بالوشاية بالوطنيين من الشباب والشابات في جامعة الموصل وفي كل القطاعات كأي كلب من كلاب الحراسة والتجسس لحساب حزب البعث المجرم.وبعد عام 1970 رحل البزاز الى بغداد وهناك منح الترقيات الحزبية على ماجنته ايديه من جرائم. وفي بغداد مارس كل الاساليب اللااخلاقية من أجل التقرب الى سلطة البعث،ليعمل في وظائف عديدة في وزارة الأعلام المنحلة،حيث تم تعينه مديراً عاماً لدار الجماهير للصحافة ورئيس تحرير جريدة الجمهورية ثم مديراً عاماً لدائرة الأذاعة والتلفزيون.ولعل جميع من عمل في اجهزة الأعلام يعرف حقيقة وشاية سعد البزاز بشقيقة زوجته المذيعة المعروفة سهاد حسن،حيث تعاون سعد مع بعض الأشخاص المقربين لسهاد للأيقاع بها والحصول على تسجيل صوتي لها وهي تنتقد الطاغية صدام مما ادى الى سجن سهاد حسن وطردها من وظيفتها.وعلى اثر هذه الوشاية تم مكافئة سعد البزاز وتعينه مديرا للمركز الثقافي العراقي في لندن وبعد عدة سنوات ولسوء اخلاقه تم طرده واعادته الى بغداد برتبة جندي وتعينه في دائرة التوجيه السياسي التابعة لوزارة الدفاع. بعد ذلك تمكن البزاز وبفضل انتهازيته ان يتقرب من الكسيح المقبور عدي،واصبح من المقربين جدا منه وحصل على مكاسب كبيرة نتيجة هذا التقرب.ولعل علاقته القوية بعدي تبدوا واضحة جداً من خلال شريط الفيديو الذي بثته بعض الفضائيات والذي يظهر البزاز قريباً من عدي ويتبادلان الكلام والضحك،
والبزاز لم يترك العراق،و لم يتخل عن نظام صدام لأسباب مبدئية أو إنسانية،أم أخلاقية،أو احتجاجا على طابعه الديكتاتوري الدموي،و إنما اكتشفوا بأن هذا النظام قد توحش كأي حيوان مسعور، و بدأ بالتهام أبنائه،و أن عملية الالتهام الجارية على قدم و ساق هذه، لابد أن تصله عاجلا أو آجلا و في أية لحظة غير متوقعة!.و لهذا فلم يجد سعد غير الهروب من أمام أنياب النظام البائد،ليبقى خارج العراق مختفياً فترة من الزمن حتى هروب حسين كامل الى عّمان،فاستغل سعد تلكَ الفرصة ليتصل بحسين كامل وحصلَ منهُ على بضعة ملايين الدولارات ليؤسس صحيفة (الزمان) في لندن.
وبعد سقوط الطاغية بأيام معدودة ارسل سعد عدد من ازلامه بصحبة ابن اخته وزودهم باموال طائلة والذين تمكنوا من الأستيلاء على عدد من المطابع كمطبعة جريدة الثورة وجريدة الجمهورية ومطابع دار الحرية للصحافة ومطابع الدار العربية ومطبعة الجيش وغيرها من المطابع كما تمكن هؤلاء الأزلام وبتوجيه من سعد البزاز شخصيا من الأستيلاء على كميات كبيرة جدا من الورق والأحبار من مخازن الورق التابعة للدولة والمنتشرة في بغداد واستولى البزاز كذلك على دار حديثة تقع في منطقة البتاويين ببغداد وأتخذها كمكتب له حيث عقد البزاز صفقات بيع لكل مانهبه هو وأزلامه.ليمارس هوايته في سرقة المطابع ولكن العراقية هذه المرة بعد أن كان لصا كبيرا لمطابع الصحافة الكويتية عقب الغزو الصدامي للكويت.يقول عنه الشاعر العراقي عباس عبد الواحد:لقد سعيت الى جمع تاريخ سعد البزاز من اكثر المفاصل حساسية،فلم يبق صديق او عدو له الا وسالته عن سعد وللحقيقة لم يزكه احد الا البعوض الذي يطنطن متلذذا برائحة القاذورات التي تفوح من البزاز.
ولم يستطع سعد أن يجلس بلا أي عمل مخابراتي،فسال لعابه هذه المرة أمام الريالات السعودية،وجعل صفحات جريدته في خدمة المخابرات السعودية لتشن منها هجوماً لاذعاً على قطر،وبالتحديد على زوجة أمير قطر التي رفعت دعوى قضائية في لندن على البزاز وصحيفته وكسبتها وألزمت البزاز على دفع غرامة ونشر اعتذار على الصفحة الأولى لمدة شهر،ولم ينته الأمر عند هذا الحد،بل ان محامو الشيخة موزة طرحو مجموعة من الوثائق على القضاء أظهرت أن أشخاصا سعوديين ومنهم أفراد مرتبطون بالمخابرات السعودية كانوا يشرفون على إدارة الزمان،وجعلوا المساعدات المالية للصحيفة تبدو وكأنها عائدات إعلانات،وأن اتفاقاً لتنظيم حملة ضد قطر تم التوصل إليه في تشرين الثاني 1998 بين رئيس تحرير الصحيفة سعد البزاز وداعميه السعوديين،وصدرت أيضاً عدة بيانات قطرية أكدت ان لدىالمحامين وثائق استندوا إليها على تورط البزاز في عمليات تحريض ضد صحفيين وكتاب عرب معروفين بسبب انتقادهم للسعودية،ومنها رسالة من البزاز لشخص في الرياض يحرضه على تهديد ناشرين بحرمانهم من التوزيع في السعودية إن هم نشروا أجزاء من مذكرات الصحفي المصري المشهور محمد حسنين هيكل قد تسيء "للمملكة وقائدها"كما ورد في الرسالة.
أما بخصوص قناة (الشرقية) فقد افتتحها سعد البزاز بدعم سعودي أيضاً لتنفيذ برنامج لدعم الشخصيات ذات المواصفات المقبولة من الجانب السعودي والتي تؤدي دورا خلف الكواليس ينسجم مع المخطط الطائفي المراد تمريره في العراق.اللافت في هذه القناة الفضائية صاحبة الخزانة الضخمة أنها استقطبت كل المصفقين والمتملقين والطبالين في جوقة الفيلق الإعلامي لصدام حسين،كما لم يصبح خفياً تلقي سعد البزاز لأموال من ما يسمى بـ (هيئة علماء المسلمين) من أجل تكريس حدة الخطاب الطائفي في قناته وتزييف وقائع واضحة من خلال استضافة بعض الناظرين للتاريخ من زواياهم الضيقة.
هذا جزء من التاريخ ناصع (السواد) للمدعو سعد البزاز وما خفي أعظم!.
https://telegram.me/buratha