المقالات

حين يرحل الموت ويحل السلام!

1492 23:49:00 2008-04-05

( بقلم : بشرى الخزرجي )

كانت الأم واقفة في المطبخ تعد وجبة طعام الإفطار لطفليها قبل حلول موعد الدوام المدرسي، عندما سمعتهما يتحاوران عن رحلتهما المدرسية إلى المتحف البريطاني في منتصف الفصل الثاني من السنة الدراسية، ولأنها كانت حاضرة معهم في هذه الرحلة التعليمية كمتبرعة بوقتها ومجهودها على اعتبارها من الأمهات اللواتي غالبا ما تطلب منهن إدارة المدرسة المساعدة في تنظيم الرحلات المدرسية، فقد أنصتت لهما وهي فرحة مكبرة بهم حبهم الفطري للعراق رغم أنهم لا يعرفون هذا الوطن سوى من الحكايات والقصص التي كانت ترويها لهم عن أيام طفولتها هناك، سمعتهما يتحدثان عن محتويات المتحف الكبير المترامي الأطراف من حيث عدد الأروقة والصالات التي تحتوي على آثار عصور وشعوب ما قبل التاريخ، من ضمنها حضارة وادي ما بين النهرين، فالمتحف يضم قطعاً أثرية من بلاد الرافدين مثل باب عشتار العظيم والثيران المجنحة وألواح طينية تحكي معارك وملاحم آشورية .

تتذكر.. قالت مريم لأخيها علي.. عندما كانت(المس) تشرح لنا معاني بعض الكلمات المكتوبة على القطع الأثرية التي تظهر صورة رجل وادي الرافدين البطل كما يبدو من ملامحه و هو يصطاد الأسود البرية، أتذكر يومها كيف نهضت من مقعدك قائلا وبصوت مسموع .. أنا مس هذا أنا، وقتها ردَت المعلمة ضاحكة نعم هذا هو أنت يا علي إنه يشبهك!...صحيح يا مريم حتى أنت تسمرت أمام النقش القديم الذي كان لنساء تلك الحضارة الضاربة في القدم والحلي السومرية التي طلبت منا المس رسمها على الورق .. أتذكرين؟ نعم أذكر وقد رسمت حينها قلادة سومرية أهديتها إلى أمي.

هنا توقف الأولاد عن الكلام لينظروا إلى الوقت ..ماما هيا هل أعددت لنا الطعام؟ لقد تأخرنا عن الدوام .. أجل أبنائي الصغار كل شيء جاهز لكني سرحت في الحديث الجميل الذي دار بينكما ..كم هو شيق ..وهل تريدان الذهاب إلى العراق من أجل رؤية حضارة وادي ما بين النهرين عن كثب؟ أجابا معاً وبصوت بريء واحد نعم يا أمي لكن حين يتوقف قتل الناس هناك! ويحل الحب والسلام مكانه ويعود رجل بلاد الرافدين ينقش لوحات جميلة كالتي رأيناها في المتحف...ضحكت الأم نعم أحبتي كلامكم صحيح ومهم فهناك دائما أمل في رسم لوحات الجمال العراقي الأصيل من الشمال حتى البصرة غابة النخيل.. والآن دعونا ندعو الله الخالق المنان أن يمن على العراق وأهله الصبر الوافر المصحوب بالعمل الجاد من أجل رفع أنقاض الماضي الأليم والحاضر السقيم عن وجه مدنه العصية على سراق خيراتها العابثين بثرواتها دون أدنى حياء أو ذمة.

أعتقد أن الوقت قد أزف وعلينا الانطلاق إلى المدرسة ..سنكمل الحديث لاحقا، أليس كذلك يا ماما؟ نعم يا بني بعد أن تكمل دراستك وتصبح رجل وادي الرافدين الذي تحب وتتمنى.

رسالة علي الصبي العراقي المغترب هي..أرحموا العراق وشعبة يرحمكم الله..قالها عندما تسلم رسالة شكر من طفل يتيم كان قد كفله هو وزملائه من الصف السادس الابتدائي الذين يدرسون في مدرسة الهدى العربية في العاصمة البريطانية لندن..أنظروا إلى رسالة اليتيم معنا وتمعنوا في الكلمات.

أنا اليتيم محمد مجيد عسكر..ادرس في الصف السادس الابتدائي.

شكراً..مدرسة الهدى العربية لمساعدتي فأنا أفرح كل شهر، وأشتري حاجات وكرة قدم وحذاء رياضي حتى ألعب مع أصدقائي في المحلة .

تعالوا لبيتنا أصدقاء..أنا ناجح في نصف السنة وأحب معلمتي والتلاميذ.

نكبر حتى نبني العراق.

ونقول ..من الذي أيتمك رغم صغر سنك يا محمد؟..من؟

بشرى الخزرجي_لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك