بقلم : سامي جواد كاظم
هذه اخر صولة على المسرح العراقي والتي يرتسم من خلالها الوضع المستجد الذي سيؤول اليه المشهد السياسي في العراق . فهذه الاشهر الاخيرة من حكم دكتاتورية بوش ولابد من لملة الاوراق وتصفية المتعلقات حتى تكون الامور جاهزة لخلفه وهذا يرافقه تحريك اجندة معينة لوضع الرتوش على القرار السياسي المحسوم امره منذ 19/3/2003 واما هذه السنون التي مرت فانها كانت مسرحيات ابطالها بائعي الضمير والقادمين من الخارج .الورقة الاهم المطروحة على طاولة الكونغرس الامريكي هي الى أي مدى مصداقية الحكومة العراقية المنتخبة في ادارة دفة البلاد من غير المساس بمصالحها وحلفائها ؟
مما لاشك فيه ان لدول الجوار والاقليم تاثير على ما ترسمه الادارة الامريكية من مخططات مستقبلية للوضع العراقي ، هنا يدور سؤال في خلدنا هل كل ما حدث كان مخطط له من قبل المخابرات الامريكية وبمعونة عملائها في المنطقة ام انه حدث من خوارج على مخططهم ؟
اعتقد ان الاحتماليبن هو الذي حدث فهنالك من كان تحت المظلة الامريكية يماريس الارهاب وهنالك من شذ عنهم .الاهم في كل ذلك هو سياسة الحكومة العراقية وكيفية التعامل مع ما يحدث من ارهاب ميداني وسياسي مع الابتزاز الامريكي للعملية السياسية من خلال فرض سياسيين عراقيين هم اصلا مرتع خصب للاجرام . قليل من التأني والتروي نجد ان المالكي لعب اللعبة السياسية مع الادارة الامريكية عال العال واستطاع ان يحصرها في زاوية ضيقة مما حدا بها الى تحريك ما لديها من اجنده ارهابية تخريبية في العراق وكان اخر املها هي احداث البصرة والذي اعتبرته الاختبار الاخير للحكومة العراقية .
اكثر من خلاف يحصل في اجتماعات الكونغرس الامريكي حول الابقاء على الحكومة ( الشيعية ) في العراق ام تغيرها فكان هنالك المؤيد والمندد وحجة المندد ببقائها هو الاعمال التي يقوم بها بعض القوى المسلحة التابعة للاحزاب الشيعية وتحديدا جيش المهدي والذي يوجد لدى الادارة الامريكية طن من الوثائق والافلام التي تثبت الاعمال التي قاموا بها مع مصادر التسليح ، ومن جانب اخر لا يخفى على الكل ان اغلب الاحزاب الاسلامية الشيعية تتمتع بعلاقات طيبة مع ايران والتي تعد العقبة الثانية امام تسليم الحكم الى الشيعة الاكثرية في العراق .ان ما قام به السيد المالكي بعدم محاباة ومجاملة كل من هو خارج على القانون حتى وان كان من نفس ملته اثبت الاعتدال الذي يسير عليه بدليل ان كل الاحزاب السنية المعارضة للمالكي ناهيك عن وصفها للمالكي بالفاظ غير سليمة دائما وتكرارا جعلها تنحصر بنفس الزواية التي حصر بها الادارة الامريكية سياسيا .
انقل لكم لقطة من احدى القنوات العربية اعتقد انها الجزيرة في لقاء لها مع الارهابي البعثي ظافر العاني الذي اجاب عن سؤال المذيع حول رايه بحكومة المالكي فقال وهل يوجد حكومة في العراق من الخطأ ان نقول ان في العراق حكومة فان الشعب العراقي شعب بلا حكومة وبعد ذلك ساله عن ما وصلت اليه المحادثات بشان العودة الى الحكومة فاجاب ان الاجواء باتت ايجابية بشان التفاوض مع حكومة ( السيد ) المالكي خصوصا بعد ما اقدمت عليه من محاربة الخارجين على القانون في البصرة ، انظروا الى هذا المنافق والشاذ الذي في اللقاء الواحد تتضارب ارائه ، ومن هكذا سياسيين تخيلوا المالكي كيف يعمل ؟!!
امريكا تشهر باي سياسي عراقي وطني شريف مهما كان حالما يتوفر لديها دليل على ادانته نعم جاءت بعض الوجوه الخبيثة منها الدايني وغيره بوثائق زورتها السعودية له وقدمها الى الكونغرس الامريكي تثبت تورط المالكي باعمال لصالح ايران الا ان حنكة الكونغرس الامريكي استطاع من اثبات تزويرها .مسالة استطاعة المالكي بكسب ود كل اعضاء الكونغرس الامريكي قاطبة هذا امر مستحيل بل وان طبيعة السياسة الامريكية هو جعل كفتين مختلفتين في الساحة السياسية الامريكية هذا يرفض وذاك يوافق واستخدام الاصلح لمصالح امريكا وحلفائها .
في الاونة الاخيرة اهتزت بعض الشيء شجرة التوت السعودية في امريكا خصوصا من قبل الشعب الامريكي واعتقد اخر ما حصل هو اغلاق جامعة سعودية في امريكا اتضح انها مرتع خصب للارهاب . الحقيقة المرة التي الت اليها النتائج بعد خمس سنوات من الحرب ان اغلب الكتل السياسية العراقية لم تتعظ من الازمات والاوضاع والمستجدات التي تحدث على الساحة العراقية تحديدا دون العربية التي ما همها استقرار العراق وان إدّعوا ذلك فانه لقلقة لسان لان الواقع يثبت عكس ذلك .
الوقت بات ضيق فعلى من سلك الدرب الخاطيء ان يحاول تغيير خطابه السياسي لان الوقت ينفذ وحسب راي الشخصي ان ما حصل في البصرة يعد الازمة الاخيرة بالرغم من وجود بعض الجذوات هنا وهناك الا انها ستنطفئ ، وحصول اختلاف في السياسة الامريكية بعد الانتخابات امر غير وارد حيث المنهج المتبع في السياسة الخارجية الامريكية معد سلفا .
https://telegram.me/buratha