المقالات

مالغريب في تصريحات المستشار السيد محسن الحكيم

1827 15:18:00 2008-04-05

( بقلم : باسم العوادي )

تناقلت وسائل الأعلام العربية والعالمية يوم امس نص تصريح المستشار السيد محسن الحكيم قال فيه انه كان لايران دور ايجابي في حل ازمة البصرة ، وطبعا كان التركيز العربي بالخصوص على مصطلح ( ايجابي ) لكي يخلقوا من هذا العبارة السياسية الدبلوماسية دليلا سياسيا على ما يسموه حجم التدخل الايراني في العراق ولا سيما وان هذا الكلام قد صدر من السيد محسن الحكيم ، لذلك سعت كل وسائل الأعلام المقروءة والمشاهدة إلى ابراز الخبر وكأنه اعتراف من شخصية عراقية رفيعة بالتدخل الايراني في أزمة البصرة.

النظرة التحليلة السياسية للتصريح لا تحمل اي دلائل معقدة تحتاج الى كل هذا الجهد الأعلامي وهذه التغطية المبطنة وذلك الغمز واللمز ، والتصريح بكاملة عبارة عن اشارة دبلوماسية ومصطلحات مؤدبة باعتبار ان السيد مقتدى الصدر متواجد في ايران وان وفد الإئتلاف العراقي قد زار ايران والتقى بالصدر في العاصمة طهران ونتج عن اللقاء بيان السيد مقتدى الصدر ذو النقاط التسعة الذي رفع فيه الغطاء الشرعي و القانوني عن الجماعات المسحلة التي تقاتل الحكومة العراقية وبالتالي فوجود مقتدى الصدر وزيارة الوفد والبيان الذي صدر كلها حصلت في ايران عندها فمن اللائق دبلوماسيا ان يقوم اي سياسي عراقي بتوجية شكر لايران او الاشارة الى دور ايجابي مثلما قال المستشار السيد محسن الحكيم ، ولو كان السيد مقتدى الصدر موجود في سوريا او السعودية أو الأردن وزاره وفد الأئتلاف هناك وحصل ما حصل لكان لازاما على كل من تعنية الأزمة ان يقول انه كان هناك دورا ايجابيا لسوريا او السعودية أو الأردن وهذا جزء من الاعراف الدبلوماسية التي حصلت عدة مرات منها على سبيل المثال لا الحصر ان الحكومة العراقية والقوى السياسية كانت قد اشادت بالموقف الايجابي السعودي عندما احتضنت السعودية اجتماع مكة الشهير لايقاف او حقن الدم العراقي ، وكانت الاطراف السياسية العراقية وبمختلف الشخصيات قد اشادت عدة مرات بالموقف الايجابي السوري خلال الفترة الماضية عندما استطاعت ان تسيطر على مساحات كبيرة من حدودها مع العراق وان تحد من تسلل القوى الإرهابية الى الأراضي العراقي ، وكانت شخصيات عراقية كبيرة قد اشادت بالدور الايجابي الأردني في مساحات عراقية كبيرة وكثيرة وبالخصوص في موضوع المصالحة حيث صدرت مئات التصريحات من عشرات الشخصيات العراقية وهو تشييد بالدور الأردني المساند لعملية المصالحة حيث يذكر ان الأردن قد استضافت عشرات الاجتماعات بين اطراف حكومة واخرى بعثية او تدعي المقاومة او عسكرية واعتبر ذلك الأمر تدخلا ايجابيا للحكومة الأردنية ولم يشير احد ولم يعلق احد ولم يغمز او يلمز اي احد عندما تصدر التصريحات الايجابية ومن مختلف المستويات العراقية عندما يتعلق الأمر بالسعودية او سوريا او الأردن او الأمارات ،كذلك كان ممثل العراقي في القمة العربية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد لمهدي قد شكر الكثير من الدول العربية وشكر شخصيا الجامعة العربية وأمينها العامة في مسالة المصالحة الوطنية رغم ان كلمة الأمين العام كان فيها الكثير من الغمز واللمز حول عروبة العراق والتخوف عليها ـ من ايران طبعا ـ رغم ذلك وجه ممثل العراق شكره لها على مابذلته من جهد لا يتجاوز سوى ان بعض الاجتماعات حصلت في مبنى الجامعة العربية في القاهرة، اشادات ايجابية كثيرة لسوريا والاردن ومصر لاحتضانها الكثير من اللاجئيين العراقيين رغم ان عدد العراقيون في ايران يفوق عدد العراقيين في كل تلك الدول ومنذ ثلاثون عاما لكن احد لم يشر للدور الايجابي الايراني في احتضان الجاليات العراقية.

كل ما ذكرته اعلاه هو عبارة عن بروتوكلات دبلوماسية سياسية فعندما تحتضن اي دولة هدنة ما او توقيعا ما او اجتماعا ما حتما سيقال انه كان لها دور ايجابي في تلك الهدنة أو التوقيع او ذلك الاجتماع وهذا عرف دبلوماسي معروف ، وتصريحات المستشار السيد محسن الحكيم لم تخرج عن هذا الاطار او العرف الدبلوماسي لكن الغريب عندما يكون هذا العرف عرفا مقبولا ومستساغا عندما يصدر عن اي شخصية في الكون ، ويكون غريبا عندما يصدر عن فرد من ال الحكيم فيتحول العرف او العادة الدبلوماسية الى اشارات تعني التدخل في الشأن العراقي او تعني ارتباط طرف ما بايران وعمالة لها ودفاعا عنها .

الهجمة الأعلامية على تصريحات السيد محسن الحكيم كانت تشير بما لا يقبل الشك إلى حالة النقمة على كل من ساهم في حل أزمة البصرة ، فالكثيرون ارادوا لهذه الأزمة ان تستمر وأرادوا للقتال ان يطول أرادوا لاعداد الضحايا ان تتضاعف واردوا للحكومة العراقية ان تتخبط واردوا ان يحطم الخارجون عن القانون جنوب العراق وعليه فما ان وصل الى اسماعهم تصريحات المستشار السيد محسن الحكيم بالدور الايجابي لايران في حل الازمة إلا وارتعدت اعضائهم ونقموا وسخطوا على الدولة التي ساعدت في تهدئة الأزمة واخذوا يبحثون بين ثنايا التصريحات والكلام عن ما يسموه تدخلا ايرانيا لكن الواضح ان حل الازمة بتلك الصورة السريعة قد اجهضت احلام كثيرة ومخططات كثيرة واموال كثيرة انفقها البعض على تلك الأزمة لكي تستعر وتتأجج فأخمدها الله برحمته.

باسم العوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مثنى النعيمي
2008-04-06
شكرا الى كل من اوقف الحرب الاخيرة بين ابناء الشعب والدول المجاورة ,,,ويمعودين كافي حروب باسم الامام المهدي وباسم الدين الاسلامي يعني شلون يوميه نسقط الحكومه ونحتل مراكز الشرطه ونحرك الدوائر الحكوميه ونسرقها مو هذه الاعمال حرام حرام ,,,وشلون انتم تتكلمون الدين الاسلامي وتفعلون هذه الافعال قال الرسول محمد ص ما بعثت الا لتتمم مكارم الاخلاق.....اين الاخلاق اين الاسلام اين اين اين يمعودين كافي اتركو اسم الامام المهدي والدين الاسلامي يرحمكم الله.....وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك