المقالات

الثبات على القيم..!

1841 2021-04-24

 

قاسم الغراوي ||

 

( عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ، لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ).

              

من الخطأ جداً تعميم الحالات السلبية أو الإنحرافات الشخصية وإلصاقها بالجميع ، فإنه ظلم وجناية على البريئين وإن قلّوا ، وهو أيضاً يمكن ان يكون دافعاً لوقوع أشخاص آخرين في تلك الإنحرافات أو السلبيات لفقدانهم الأمل بالحالة المثالية أو الصورة النموذجية ، مع أنها موجودة حتماً وفي عدة أفراد وإن لم نعرفهم ..

التعميم مبني على تصور أولي ، أو على إستقراء ناقص ، وكلاهما غير علمي وغير موضوعي ، ولايصلح أن يكون دليلاً كما يقرره علم المنطق والفلسفة والرياضيات.

ثم إنه ينبغي التفريق بين من يخطأ أو يزل لضعف طاريء  أمام النفس أو الشيطان ، أو نزوة عابرة لغغلة أو نسيان ، بحيث تكون زلّته مؤقتة سرعان ما يجتنبها ويتوب منها ، ويحس بالحسرة والندامة على ما صدر منه من خطأ أو سوء ..

فهذا لا يمكن أن يساوى أو يجعل في خانة واحدة ، مع من يرتكب الأخطاء والسيئات بتعمد وإصرار وجرأة وعناد ، ولايوجد عنده رادع ، ولايحس بالندم ، ولا يفكر بالتوبة والإستغفار ، بل قد يتباهى بما يفعله من السيئات ، إن لم يكن من النوع الذي يرائي أو ينافق أمام الآخرين ، بحيث يظهر أمامهم الصلاح المتصنّع ، ويخفي عنهم فساده الفعلي الذي يلتذ به ويصر عليه.

ومحل الشاهد على أية حال ، هو ان الخير موجود والصلاح موجود والعفاف موجود ، وهناك عدد كبير من الناس يمتلكون النزاهة والشرف والصفات المثالية والنموذجية ..

ولابد دائما من ان نتذكر قول الله تعالى  :

( عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل اذا إهتديتم ) .

والفكرة الأساسية التي نريد التأكيد عليها هنا ، هي أن لا نسمح أبداً  لأخطاء الآخرين وسلبياتهم ، أن تؤثر على إلتزامنا بديننا وطاعتنا لله تعالى  ..

حتى لو كان هؤلاء محسوبين على الدين أو ينتمون الى الدين ، مهما كانوا ، قلوا أو كثروا  .

فالتدين بالاسلام ليس هو مجرد الإنتماء او التحدث بإسمه ، وانما التدين هو الإلتزام الفعلي بأخلاق ومباديء وقيم هذا الدين ، في القول والفعل ، وفي الظاهر والباطن ،   وبدون ذلك لايكون الشخص او العنوان متديناً ولا ملتزماً بالإسلام.

فلا يكن تهاون الآخرين أو تقصيرهم ،  أو حتى إنحرافهم أو خيانتهم مهما كانوا ، لايكن ذلك سبباً لخرابنا وفساد حياتنا وآخرتنا ، وانقطاع علاقتنا برب العالمين .

ولنتذكر دائماً انها لو خليت قلبت ، وانه يوجد أكيدا من هو ثابت وملتزم  ، واذا كان الجيد قليلا فلنحاول أن نكثره ونزيده بثباتنا وإلتزامنا ، ليبقى الخير ويبقى الأمل ..

وكله بعين الله ، وأن ليس للإنسان الا ماسعى ، وأن سعيه سوف يرى ، ثم يجزاه الجزاء الأوفى .

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك