( بقلم : اسعد راشد )
انتشار ظاهرة الصحوات امر خطير وخطير جدا على استقرار العراق وامنه وهي ظاهرة تجمع بداخله كل عوامل العنف الميليشاوية و الجماعات المسلحة الارهابية ومنها القاعدة وهي "الابن غير الشرعي" لحزب البعث وتنظيم القاعدة الارهابي رغم بعض المفرقعات التي تصاب بين حين واخر افرادها بهدف التمويه وابعاد شبهة الارهاب عن مجاميعها !
الاستثناء في الصحوات هي "صحوة" الانبار التي اتت على القاعدة واخرجتهم من تلك المحافظات بعد ان اقاموا في اهلها التقتيل والارهاب وحولوها الى مأوى لكل الارهابيين والفارين من العدالة ومنطلقا لنشر الدمار والموت في العراق ‘ لا نكران على دور "صحوة الانبار" وما حققوه في بسط الامن وطرد القاعدة رغم وجود عناصر ومجاميع تابعة للحزب الاسلامي مازالت تتاَمر على صحوة المحافظة وتتخذ من "الرفاق"البعثيين وبعض من فلول القاعدة حلفاء لها وتحرضهم على الشرفاء من ابناء الانبار .
لا اعتراض على بقاء واستمرار صحوة الانبار اما اغماض العين عن "صحوات" المحافظات الاخرى والتي غاصت في دماء العراقيين واعملت فيهم القتل والذبح والتفجير تحت راية القاعدة وتنظيماتها التي اتخذت اليافطات الطائفية طريقا لاختراق المجتمع السني في العراق وتحويله الى اما اسرى بايديهم واما تابعين لهم فهو يمثل خطرا ليس بعده خطر على امن العراق واستقراره وعلى دولة القانون التي حمل رايتها بشجاعة السيد المالكي وخاض غمار الحرب ضد الخارجين عليها في البصرة والمحافظات الاخرى .
ميليشيات الصحوات هي صنو القاعدة والبعث المجرم شئنا ام أبينا وهي ليست الا مجاميع مرتزقة ولاءها ليس للوطن بل لمن يدفع لها اكثر وهو ما اكدته تقارير الخبراء في الجيش الامريكي حيث يقبض عنصر الواحد منها راتبا شهريا يبلغ 300 دولار من الجيش الامريكي وقبل ذلك كانوا يعتاشون على قتل الابرياء ويرتزقون من الاموال التي تغدق عليهم "القاعدة" ومخابرات الدول العربية لقاء اي عمل ارهابي او قتل مواطن عراقي او تفجير يستهدف جامع او حسينية او جسر او مولد كهربائي ‘ ميليشيات الصحوات هي الابن غيرالشرعي لظاهرة الارهاب خرجت من رحم تنظيمات القاعدة وفلول البعث المجرمين لا يمكن الثقة بولاءهم ولا الاطمئنان لثبات مواقفهم ‘ فهم اسوء من الميليشيات واسوء من القاعدة وهم ليسوا جزء من منظومة العصابات الخارجة عن القانون فحسب بل انهم امتداد لجماعات القتل الارهابية والطائفية ولهم اجندة اخطر من كل الميليشيات والعصابات الخارجة عن القانون حيث هدفهم الاول ان يكونوا البديل لجيش دولة القانون‘ اجندتهم تلتقي مع اجندة القاعدة وعدد من الاحزاب المتحالفة معها هدفهم الاول اسقاط الحكومة الشرعية والتناغم مع خطاب الدول الاقليمية التي تتاَمر على العراق ولا تقبل بحكومته ولا الاعتراف بشرعيتها وترفض حتى من ارسال السفراء اليه .
فاذا كانت الحرب ضد العصابات المسلحة الاجرامية التي لا تلتزم بدولة القانون امر واجب ووطني فان استئصال ميلبشيات الصحوات التي حلت محل قوات الامن والجيش وفرضت نفسها كبديل عن الاجهزة الامنية والعسكرية لن يقل وجوبا عن الامر الاول . والا بماذا نفسر عجز قوات الشرطة والجيش الدخول الى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الصحوات ؟! هل حقا لعجز تلك القوات ام ان سطوة تلك الميليشيات وارهابها تفوق قدرة مؤسسات الدولة الامنية ؟ من يضمن ان لا تكون اجندة ميليشيات الصحوة هي سياسة القضم للمناطق بعد ان يتم اضعاف المؤسسات الامنية والقضاء على المنافسين لها من القوى الشيعية للوثوب في "يوم اسود" على الدولة والحكومة واعلان بيان رقم "1" ؟!
فهل تتجرأ القوات الامنية بدخول مثلا منطقة الاعظمية او الغزالية او حي الجهاد و"العدل"؟! ام انها محرمة عليها لانها خاضعة لحكم ميليشيات الصحوات المدعومة امريكيا ؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل من خشية ان يؤدي تعاظم قوة ميليشيات الصحوات الى تفاقم خطرها على استقرار وامن العراق وباالتالي يهدد نظامه الديمقراطي الجديد خاصة وان هناك دعم اقليمي وحتى دولي لظاهرة "الصحوات" في العراق ؟
وهل وضع القائمون على المشهد العراقي في حسابهم ما ستحدثه "الصحوات" وميليشياتها من خلل في توازن القوى لصالح اطراف اقليمية تراهن عليها لاعادة عقارب الساعة الى الوارء؟!
نحن مع حكومة السيد المالكي في سياستها بضرب العصابات المسلحة الخارجة عن القانون ومعها في ان تستمر في تنفيذ "صولة الفرسان" في الاعظمية والغزالية وحي الجهاد والعدل ومحافظات مثل الموصل وديالي وكركوك حتى لا ينتاب البعض من شكوك بان "صولة الفرسان" هي فقط تستهدف جهة دون اخرى او طائفة دون غيرها او انها في الاساس جاءت لتستهدف تيار سياسي بعينه !
من دون شك ان حكومة السيد المالكي واعية ومدركة ان من الجنون ان يتم قضاء على اطراف مسلحة بعينها او كلها او ان يتم تضعيف جهة دون ان يقابله الفعل ذاته بحق جهات واطراف اخرى لها ذات الادوار التي تقوم بها العصابات المسلحة ‘ والسبب كي لا تفقد حكومة السيد المالكي كل اوراقها ويبرز خللا في توازن القوى وبالتالي يأتي الدور عليها وعلى حلفائها خاصة وان البلاد مازالت خاضعة للاحتلال ولحساباته الاقليمية والدولية التي لم تضع يوما في اعتبارها مصالح المظلومين والاغلبية التي كانت تذبح وتقتل على ايدي عصابات البعث في العهد الصدامي البائد .
والاعتقاد السائد ان على حكومة السيد المالكي ان تضع في حسابها ان مجلس الاسلامي الاعلى هو حليف له وحزب رئيس الوزراء بدوره حليف للمجلس كما ان من اللازم ان يستوعب التيار الصدري انهم يجب ان يكونوا حلفاء للمالكي وللمجلس وهم بدروهم ايضا حلفاء لهم كي لا نؤكل يوم أكل الثور الابيض !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha