( بقلم : عمران الحسني - ايطاليا )
استغربت مثلما استغرب العديد من المتابعين من التصريحات التي أطلقها اللواء عبد الكريم خلف مدير مركز العمليات الوطنية في وزارة الداخلية حول المسيرة المليونية التي دعا أليها مكتب الشهيد الصدر في النجف الأشرف , حيث قال أن الحكومة العراقية لا تمنع التظاهرة وإنها حق دستوري , وان الوزارة ستوفر الحماية اللازمة لها , وبعد سماع هذا التصريح برزت العديد من الأسئلة , أهمها هل استشار السيد اللواء وزير الداخلية ومجلس الوزراء قبل التصريح ؟
هل استحصل المنظمون موافقة الوزارة وحسب القانون ؟ هل لدى الوزارة قوات إضافيه تقدر بربع مليون رجل امن لحماية التظاهرة ؟ على أساس أن شرطي واحد لكل أربعة أشخاص حسب النظريات الأمنية , ونحن بدورنا نشك أن السيد اللواء لديه تعليمات بهذا الخصوص وتصريحاته كانت ارتجالية , لاسيما وأن للحكومة ناطق رسمي يستطيع التصريح باسمها ! كذلك نشك أن تكون الجهة المنظمة قد إستحصلت الموافقات الأصوليه , ونعرف انه ليس للوزارة أمكانيه توفير هذا العدد للحماية في ظل هذه الظروف الحرجة !
لذلك اتخاذ هكذا قرار في مؤتمر صحفي دون الرجوع للمراجع العليا يسبب أرباك وإحراج للحكومة , لاسيما وان عمليات صولة الفرسان لم تنتهي بعد , بل صرح في نفس الوقت السيد رئيس الوزراء بان صولة الفرسان يجب أن تطبق في بغداد ومحافظات أخرى لمطاردة الخارجين على القانون , واعتقد أن البلد في حالة طوارئ , وان قانون مكافحة الإرهاب مصادق عليه وهو معمول به حاليا, لذلك من حق الحكومة في هذه الظروف منع أي نشاط أو تظاهرة تمس امن البلد وتنشر الفتنه , وليس من اختصاص السيد اللواء إضفاء شرعية دستورية على أي نشاط , في الوقت الذي كنا نتمنى على الأخوة في التيار الصدري أن لا يدعوا إلى التظاهرة في ظل هذه الظروف , ويعطوا أشارة ايجابية للمواطنين على أنهم حريصون على حياتهم , وأنهم من الساعين لوئد الفتنه , خوفا من استغلال هذه المناسبة من قبل البعثيين والتكفيريين والخارجين على القانون ,
وبما أن التيار قد دعا للتظاهرة , فلابد من أن يدرس الموضوع بعناية ,و يتم التفاوض مع الأخوة في التيار الصدري لإيقاف التظاهرات هذا العام , نظرا للظرف الحساس الذي يعيشه العراق , وتوارد الأخبار والتقارير عن وجود مجاميع من جيش المهدي أعلنت تمردها وعدم التزامها بتعليمات السيد مقتدى الصدر , وهذا ما رأيناه في الأيام الأخيرة من استمرار المواجهات المسلحة والقصف بالهاونات رغم تعليمات السيد بوقف العمليات وإنهاء المظاهر المسلحة , وعلى مجلس النواب تحمل مسؤولياته الوطنية وإيقاف هذه التظاهرة بالحوار , حتى لا تكون فتنه لا يعرف خطورتها إلا الله , وعلى مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف هذه التظاهرة , لان التيار الصدري لا يستطيع منع الاختراقات التي ستصاحب التظاهرة , وستكون فرصة ذهبيه للبعثيين والتكفيريين والخارجين على القانون لنشر الفوضى والقتل والدمار , لاسيما وهم يتشوقون لدخول مدينة النجف الأشرف والتحصن داخلها ( لما تمثله من قدسيه للعراقيين جميعا ) وأحداث الفتنه بين الأخوة وإسالة أنهار من الدم , يساعدهم كثرة الزحام وضيق شوارع المدينة ووجود المرقد المقدس , فمن اجل حقن دماء أبناء الشعب العراقي أوقفوا التظاهرة , من اجل حماية أبناء التيار الصدري الشرفاء أوقفوا التظاهرة , من اجل وئد الفتنه أوقفوا التظاهرة , من اجل حماية ضريح وقبة أمير المؤمنين عليه السلام أوقفوا التظاهرة , حتى لا نفقد ضريحين وقبتين بعد الذي جرى للعسكريين عليهم السلام , لذلك ادعوا كل الشرفاء من أبناء الشعب العراقي المجاهد , ونخبه الدينية والسياسية والفكرية والثقافية والعلمية والعشائرية وأن ترفع صوتها والتمني على أبناء التيار الصدري إيقاف التظاهرة , فالعراق ودماء شعبه أهم بكثير من التظاهرة , وليس التظاهرات هي من يضفي الوطنية على الناس .
https://telegram.me/buratha