المقالات

الشيعة بين السياسة والعقيدة


 

سامي جواد كاظم ||

 

استحدثت مصطلحات جديدة على الساحة الاعلامية مع تسارع الاحداث منها الاسلام السياسي او التشيع السياسي وما الى ذلك من سفاسف لها اسماء رنانة خالية من المعاني .

السياسة سابقا او قديما كانت مفرداتها معلومة وخالية من الخبث والنفاق والاحتيال وان وجد فانه يفضح على الراي العام ، اليوم مفردات السياسة اسلحة وحصار ومنظمات ارهابية وقوتها نفاق وكذب وغدر واحتيال ومن يخوض فيها عليه ان يتجرد عن ثوابته مثلا يكذب وينكر او يكذب ويعتذر وهكذا .

هذه المفردات السياسية اغلب ان لم يكن كل حكومات العالم تعتمدها فيما يخصها ومنهم ايران ، ولكن ايران تستخدمها وفق مصالح بلدها وطبيعة الطرف الاخر ، مثلا امريكا وعملاؤها في الخليج يمارسون السياسة باخس مفرداتها ويريدون من ايران ان تلتزم بالنزاهة وتخضع لهم.

ذكرت ايران لانها حكومة شيعية وهذا بعينه ما يجري في العراق باعتبار ان المعروف عن حكومة العراق حكومة شيعية وهذا بالاسن حسب المحاصصة البريمرية  اما من يتلاعب بالشان العراقي هي كل الاطراف واما الشيعة فهم اداة تنفيذية تتلقى التوبيخ والتسقيط .

السياسة لها علاقة بالعقيدة وعقيدة الشيعة لا تروق لامريكا ولمن يجري في ركبها ، وعلى راس اختلاف الشيعة عن هذه الدول هي مسالة الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين ، فالحكام العرب يلهثون وراء الشياطين للتطبيع بينما ايران وبكل الظروف التي مرت بها لا زالت لا تعترف بالكيان الصهيوني وجاء تصريح سماحة السيد السيستاني في لقائه مع البابا بالتاكيد على القضية الفلسطينية اضف الى ذلك رؤية حزب الله لهذا الكان وحروبه معه وخوضه الانتخابات ليكون له منصب رئاسي في الحكومة اللبنانية فتلقى مؤامراتهم من حصار وفتن وارهاب واعتداءات صهيونية ، وعلى نفس الخطى حكومة اليمن بقيادة الحوثيين وانصار الله فان رؤيتهم لا تختلف عن البقية بخصوص القضية الفلسطينية .

الجانب الاخر هو اعتماد الشيعة اقتصاديا على انفسهم وهذا كان يمثله موقف مرجعيات الشيعة منذ التاسيس والى يومنا هذا وبرغم المؤامرات والمضايقات التي تعرضت لها من الحكومات الظالمة بقيت مستقلة في تمويلها وقراراتها وقد ابدع الفقهاء في التعامل مع الحقوق الشرعية في صرفها بين طلاب العلم وحاجة الفقراء وبناء مدارس ومراكز في مختلف انحاء العالم للتعريف بالمذهب الشيعي .

وفي ايران اخذ مدى اوسع لان الحكومة الايرانية هي الشيعية والمتمسكة بكل المناصب الرئيسية وفي دستورها ثبت المذهب الشيعي، ومن هذا المنطلق فان العداء اصلا لايران هو بسبب مذهبها وهذا لا تصرح به الحكومات المعادية لذا تعتمد التنكيل بالسياسة الايرانية ظاهرا بينما المقصود غير ذلك ، نعم لا ندعي ان السياسة الايرانية سياسة تخلو من مفردات الخبثاء التي لابد منها للتعامل معهم بمفرداتها .

في العراق كثيرا ما يتم اتهام ايران بتدخلها في الشان العراقي وانا اسال الذي يتدخل او ينفذ ما تريده ايران هل هو عراقي ام ايراني ؟ تعلمون انه عراقي فلماذا لا يتم محاسبته واثبات ما تقولونه ضده وتجريده من منصبه، ولماذا لا ينظر الى بقية المواقف التي اتخذتها ايران مع العراق ابتداء من الاعتراف بالحكومة العراقية واقامة العلاقات الدبلوماسية وتمويل الاقتصاد العراقي وتزويده بالطاقة الكهربائية ، سيقول الرافضون لها انها مستفيدة ، نعم مستفيدة ولكنها ايضا افادتكم افضل ممن يرسل لكم مفخخات او يمنعكم من اقامة علاقات اقتصادية مع دول كبرى للنهوض بالعراق ، توقفت ايران عن تزويد العراق بالكهرباء تذمر الشعب العراقي من انعدام الطاقة الكهربائية وبدا يندد بالحكومة العراقية ، هذا هو واقع العراق وخطا الساسة في العراق في تعامله ليس فقط مع ايران بل حتى مع امريكا وحكام الخليج ودول الجوار العرب، ومن جانب اخر فان الحكومة العراقية لا تستطيع ان تمنع امريكا في جعل العراق قاعدة عسكرية ضد ايران ، والدليل في عقر دارنا قتلوا قائدنا وضيفنا ومن يرافقهم من الابرياء فماذا فعلت الحكومة العراقية ؟ والذين قتلوهم كلهم شيعة وهذا جوهر مقالي

المسالة مسالة عقيدة وليس مسالة سياسة او اقتصاد فمن يؤمن بعقيدة راسخة ويؤمن باستقلالية قراراته فهذا لا يروق للصهاينة والذي يروق لهم هو تصرف حكام الخليج وغيرهم بالتطبيع والتركيع .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك