بقلم : سامي جواد كاظم
بالرغم من السلبيات التي تخلفها المحن الا انها في نفس الوقت لها ايجابياتها هذا اذا اتعض منها صاحب المحنة فالايجابيات موجودة اصلا سواء اكتشفها الذين لهم علاقة بالمحنة ام لا.وشعب العراق شعب المحن وعلى مر العصور ولكن دعونا ان لا نلتفت الى الوراء وننظر الى الواقع المفروض علينا فمع اول عملية انتخاب جرت في العراق تكون اوراق الذين ترشحوا الى الانتخابات غير معروفة كما وان الفترة التي مارست فيها مهامها الحكومة المنتخبة المؤقتة برئاسة الدكتور الجعفري لم تكن بالكافية لمعرفة اتجاهات السياسيين في تمشية امور البلد .وحتى حكومة المالكي الحالية لايمكن للوهلة الاولى معرفة حقيقة السياسيين في خططهم المعدة لخدمة هذا البلد ، والمعلوم لدينا على المرء الذي يعاشر شخص ما لا يستطيع الحكم عليه الا اذا تاجر معه حتى يكون على المحك الذي يظهر هذا الشخص على حقيقته .
واليوم نعيش محنة البصرة التي جاءت بعد مدة ليست بالقليلة من عمر الحكومة الحالية منذ ان مارست مهامها ، وبالرغم من الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها احداث البصرة فهي رائعة ، فمع بدءْ العام الجديد اعلن السيد المالكي ان هذا العام سيشهد حملة للقضاء على الفساد الاداري والمالي، وبؤرة الفساد يرافقه الاغتيال هي البصرة المظلومة حقا . فمنذ الوهلة الاولى التي اعلن فيها المالكي الخطة الامنية لتطهير البصرة من العصابات والزمر التي عثت بالحرث والنسل فسادا حتى بدأت الاقنعة تتساقط من كثير من الوجوه التي ما كان لنا ان نعرف ماهيتها لو لا هذه المحنة .وسائل الاعلام معروفة الاتجاهات ولهذا سوف لا نعرج عليها كما وان هنالك الكثير من كتابنا الرائعين كتبوا في هذا المجال .
دققوا بتصريحات السيد المالكي حول الازمة انه ما اتهم سياسي او كتلة معينة في هذه الاحداث الا ان هذا السياسي او تلك الكتلة هي التي افصحت عن نفسها . سابقا مع كل عملية امنية تثخن جراح الارهابيين في منطقة غالبيتها من اخواننا السنة تظهر تصريحات السياسيين السنة من الدليمي وغيره ممن سار على خطاه يضاف اليهم بعض الساسة الامريكان متهمة الحكومة بالطائفية على اعتبار ان المالكي (شيعي ) فالفائدة الاولى لمحنة البصرة انها الجمت افواه المتخرصين والمدعين للكذب والاباطيل بحق المالكي وحكومته من الطائفيين او العلمانيين .واؤكد ان محنة البصرة اكدت اكثر من كل الذين يدعون انهم يرفضون وينددون بالمحاصصة ان المالكي يرفض المحاصصة جملة وتقصيلا الا ان هذه الكتل التي تكره المحاصصة هي التي تعمل عليها ، هنا لا ننكر ان هنالك بعض الوزارات يقوم وزيرها بجعلها في خدمة كتلته او طائفته وهذا الامر موجود وبدون استثناء لاحد وهذا ليس من مسؤولية رئيس الوزراء .
الامر الثاني المهم ان هذه المحنة كشفت حقيقة بعض الساسة الذين كنا نرى فيهم التعقل والحيادية من خلال ما بدر منهم من تصريحات او تصرفات لا تنم عن الحيادية او العقلانية وهذا امر بقدر ما هو مؤسف الا انه جعلنا نراجع اوراقنا ونصحح ما اخطأنا تقديره .
الامر الثالث تخيلوا مثل هكذا عصابات تعبث بامن ومقدرات البلد وعلى مستوى عال فكيف للمالكي ان يعمر او يمضي قدما في هذا البلد الى الامام ، واعلموا اذا ما انتهت وستنتهي ان شاء الله هذه الازمة حالها حال الازمات الغابرة ستتضح امور اخرى غير التي عرفناها نعم ستظهر مؤامرات وانتهاكاتولعل تصريح الشيخ جلال الدين الصعير الاخير عن الامتيازات التي يقدمها المتامرون لغرض اسقاط حكومة المالكي وشكرا للصغير الذي كان رده كبير بكل المقاييس، اضف الى ذلك انه ستتعرى الوجوه والقوى التي كانت تقف خلف العصابات الاجرامية التي اغتالت الكفاءات والنساء في البصرة .
وبفضل ازمة البصرة عُرف المجرمون في بقية المحافظات لا بل تم اعتقال من كانت له اعمال ارهابية سابقة ما كانت القوى الامنية ستعرفها او بالاحرى سيكون هنالك وقت اطول لمعرفتها فجاءت هذه الازمة لكي تسابق الزمن وتكشف هذه الوجوه الكالحة اليوم قبل غدا.
مما لاشك فيه ان هنالك حسابات سيتم الاخذ بها اذا ما ارادت الحكومة من الاقدام على خطوة معينة مستقبلا حتى تعرف الصديق من العدو .اقول وانا متاكد ان هنالك الكثيرين الذين ازدادوا اعجابا بالمالكي وكيفية ادارته لهذه الازمة ويكفيه فخر انه لا يابه بمكانة الشخص الذي يقوم بالاجرام ، واعلموا لو لا الضغوطات الامريكية على المالكي لكشف الكثير من الوجوه الاجرامية والتي باتت معروفة لدى الشعب العراقي الا ان الادارة الامريكية وبسبب ما تمارسه من ضغوط على المالكي فانه لم يفصح بل الاحرى لم يتخذ قرار وحجم هؤلاء الارهابيين الذين يمارسون المهنتين الارهاب والمنصب الحكومي .
كما وانه بفضل هذه المحنة وملحقة بغيرها من المحن عرفنا ما هية جيراننا بحيث جعلتنا لا ننخدع وان كنا لم ننخدع لكن ليطمئن قلبي وها هو اطمأن قلبي بالتصريحات الرنانة التي تنطلق من افواههم دون قلوبهم .الامر المؤسف الوحيد الذي يعد القاسم المشترك بين كل الازمات ان الصحوة على الخطأ لا تاتي الا بعد الدماء لماذا ؟ هل هي صحوة غباء ام انها صحوة انتهاء المؤامرة ؟ ام صحوة هزيمة ؟ ومهما يكن الامر فهي مؤلمة ، والتي يتبعها حسابات جملة وتفصيلا هي سلبية على الذي صحا من سباته او رقدته بعد ما كانت وسادته جثة عراقي ضحية .
المهم الدروس من هذه المحنة وعدم الندم على مافات وتعليل العلل لو كان المالكي اتخذ القرار الفلاني في الازمة الفلانية المهم اننا استفدنا من هذه الازمة بالرغم من ان الثمن غالي دفعه الشعب العراقي وهذه الاستفادة ستلقي بضلالها على الانتخابات المقبلة والتي ستكون الافضل من سابقتها ولم يستطع أي سياسي ان يعيد الكَرّة على الشعب العراقي
https://telegram.me/buratha