محمد وناس ||
او هكذا يحاول بنو البشر تبرير بعض التصرفات متناسين ان مكونات حياة الغابة تحمل من احترام النظام والعدل الطبقي ما يفوق انسانية البشر .
وقد يأتي احدهم بتساؤل ما تعليلك لقانون الحياة للأصلح ؟.
والجواب لا يعني بكلمة الاصلح ان يكون القوي دائما
و مفهوم البقاء للأقوى والقوي يأكل الضعيف الذي نستخدمه يوميا في وصفنا لواقع المجتمع الانساني ,مفهوم خاطئ جدا لوصف الغابة فمع ان الاسود والنمور والفهود هي المفترس الاول والأقوى في مجتمع الغابة , مازالت تشكل اقل المخلوقات تواجدا فيها حتى ان أنواع كثيرة منها مهددة بالانقراض في المقابل نجد اعداد تفوق الوصف للغزلان والأرانب البرية مع انها تعتبر من اكثر الفرائس لتلك الكواسر ,
ابناء الغابة في تركيبتهم الهرمية والتي وضع الاسد في قمتها ( تصنيف بشري ) معتمدا على القوة , وجاءت من بعده باقي الحيوانات فكل ما انخفضنا درجة في متابعة هذا الهرم نجد انها اتسعت حتى نصل الى قاعدة عريضة قد تفوق الراس اتساعا بأضعاف المرات , وبنفس الوقت نجد ان هذا الهرم يحافظ على بناءه بشكل متناسب ويندر ان يحصل خلل في نسب مكونات الهرم الغذائي لأي مجتمع غابة . وإذا صادف ان وجدت اي خلل في احد طبقات هذا الهرم ستكتشف وبكل بساطة ان الانسان هو سبب هذا الخلل ,
من الظلم ان نشبه المجتمع البشري بمجتمع الغابة لما يحمله مجتمع الغابة من النظام واحترام المكونات ,
من اكثر الامور التي تثير فكر الباحثين في تاريخ الارض هو موضوع اختفاء الديناصورات من الارض . وقد وضعت نظريات كثيرة كجواب تعليلي لهذا الموضوع من هذه الاجوبة بل هو الجواب الاكثر قبولا عن اغلب العلماء ان سبب اختفاء الديناصورات هو ظهور الانسان (المفترس الاول ) على وجه الارض والذي يفتقر لأي نظام حياتي ولا يحمل منهج سوي يحافظ على التوازن الطبيعي ولا يحترم باقي شركاءه في الحياة على الارض بل تعدى هذا الامر وأصبح يصنف نوعه الى اصناف ابيض واسود . غربي وشرقي . مؤمن وغير مؤمن . الى غيره من التصنيفات التي اخترعها هو لأجل ايجاد شرعية ومبرر لما يسلكه من اساليب في حياته المبنية على العشوائية واللانظام والمفتقرة الى ابسط قوانين الغابة ألا وهو حفظ النوع .
لا يوجد مخلوق على الارض يقتل اخوه بلا سبب فقط لمجرد حب الهيمنة غير المخلوق البشري وهذه حقيقة موثقة في التاريخ الانساني واستشهدت بها كل الكتب السماوية . منذ ان خلق الله البشرية مع اول ولدين لأدم ابو البشر .
ومازالت الى اليوم شاخصة وبقوة ويمارسها ابناء ادم بنفس الوتيرة ولأسباب قد تكون اتفه من اسباب هابيل وقابيل وأتفه من الاسباب التي تدفع الذئب لقتل خروف , لكن مع كل هذا نجد ملايين التعليلات والنظريات والتحليلات ترافق هذه الاسباب لتبرر نزعة القتل والتهديم والتدمير التي يحملها بني البشر والتي لا يجود لها مبرر سوى انها نزعة غريزية في تركيبة المخلوق البشري
وقد يتصور البعض ان مفهوم القتل يقتصر على اراقة الدم وإزهاق الروح , والحقيقة ان القتل المادي قد يكون ابسط الممارسات البشرية في يومنا هذا لو اخذنا في نظر الاعتبار تجويع شعب او قمع مجتمع معين من ممارسة ما يعتقد . او مصادرة حرية مجموعة من البشر .
ان صناعة الموت التي ينتهجها البشر في بناء مجتمعات دموية وأجيال تستمع بمشاهدة القتل والموت , وبشكل ممنهج ومدروس لخلق اوضاع وحالات تفيد بعض القوى البشرية لإرضاء حب الهيمنة والتسلط وتغذي نزعة القتل المغروسة في تركيبتهم . مستخدمة لكل الوسائل المتاحة لنشر هذه الثقافة . فمنذ نهاية السبعينيات في القرن العشرين مع سلسلة افلام روكي ورامبو ويوم الحساب وحرب النجوم وما تلاها من افلام لا تحمل في طياتها الا نشر ثقافة القتل وتسوقها لدى ابناء البشر وجعلها من ابجديات الفكر البشري الحديث , اضافه الى ايجاد اعذار لهذه الثقافة وتعليلات ابسط ما يقال عنها انها لا تحمل اي مقوم حيواني حتى , ولا يمكن ان تصدر الا من بشر والذي اوجد اجيال تستمع بمنظر الدماء والموت .
الارض هبة الله لبني البشر او هبة الطبيعة كما يقول الوجوديون . بلونها الزرق الجميل وخضرة حقولها ولون صحاريها الذهبي . فلنحرص على بقاء هذه الالوان عنوان للأرض ولا نملئها بلون الدم الاحمر , ولنفكر بشكل حيواني حقيقي يحفظ التوازن على هذه الارض ونسيطر على الفكر البشري التدميري
https://telegram.me/buratha