المقالات

لله في خلقه شؤون..قمار وخمور ودم وشهداء وقبور..!

1238 2021-03-14

 

سعد الزبيدي ||

 

كثيرا ما أشعر برغبة في الهروب من جدران البيت إلى حيث الشوارع وبالرغم من ازدحامها ووعورتها وبالرغم من تلك الرغبة بالانعتاق من تلك القيود التي تكبلني يظل هاجس الخوف من المجهول عقبة تمنعني أن أمارس هواية كنت أعشقها ألا وهي رياضة المشي والتسكع لمسافات طويلة وأنا أراقب الشوارع والناس أتفحص وجوه المارة وأقلب عيوني بين هذا وذاك حتى أشعر بوجودي في تلك الشوارع المزدحمة بالبضائع والناس وأصوات الباعة وهم ينادون لإغراء الآخرين لشراء بضاعتهم .

كتبت كثيرا حتى مللت من الكتابة عن انتشار المقاهي والأركيلة التي صارت أمكنة يدمن الشباب على التواجد فيها حتى بات عدد المقاهي التي تقدم الأركيلة تفوق عدد محلات بيع المأكولات ولوازم البيت وحذرت مرارا من تلك الفوضوية في انتشار تلك الأماكن التي تستقطب الشباب وتكون أماكن يسهل فيها ترويج الأخلاق الفاسدة كما تروج فيها الرذيلة والمخدرات حتى انعدمت الرقابة عن تلك الأماكن التي لا استبعد أن تكون حاضنات للفكر الإرهابي أو العمل الإجرامي .

اليوم نبهني أحد أصدقائي وكان معي في جولتنا المعتادة حيث سألني أراك تكتب في كل شيء وتتجاهل موضوعا خطيرا جدا ينتشر أنتشار النار في الهشيم وأصبح شيئا ملفتا للنظر.

سألته :- ماذا تقصد؟

 قال:- دعني أريك ماذا أقصد!

كنا قد عبرنا للتو سيطرة تفتيش الزيوت القريبة من مجمع المشن وما أن قطعنا مسافة قليلة حتى لاحظنا توقف سيارات كثيرة قرب محل يزدحم عليه الشباب وأعلان كبير للتمويه ولإدعاء الحرية النادي الترفيهي الإعلامي ومعه دعوة مجانية لحضور احتفالية لعب الدمبلة هذا المكان يقدم المشروبات الروحية وقريبا منه تتوقف سيارات الشرطة لحماية الأخوة مرتادي المكان من مقامرين وسكيرين!

أخذ يريني انتشار مثل تلك الأماكن في جانب الرصافة وكانت منتشرة في شوارع السعدون والنضال والعرصات وشارع المشن والصناعة و52 وأماكن أخرى ومعظمها ترفع لافتة نادي للإعلاميين!!!

حيرني سؤال هل يعقل أن يتم تشويه اسم الإعلاميين مع صمت  نقيب الصحفيين ؟

اندهشت فعلا للعدد الهائل لتلك الإماكن التي يسمح بها بتناول الكحول ولعب القمار علنا بلا خوف وبحماية الدولة.

الموضوع الأكثر انتشارا والذي زاد الطين بلة هو محال  بيع الخمور وأيضا بحماية الدولة الغريب في الأمر أننا كنا نعتقد سابقا أن مهنة بيع الخمور مقصورة على الأخوة الأيزيديين والمسيح وكلنا يعلم  اليوم أن معظم مالكي وتجار تلك المهنة هم ممن يدعون الإسلام زورا وبهتانا.

عدد هائل من تلك المحال التي وجدت ملاذا آمنا قرب نقاط التفتيش الثابتة أو دوريات النجدة أو أكتفت بفتح نافذة صغيرة  إذا كانت تخشى من السراق أو من العصابات وهناك من يقوم بحمابة تلك المحال البعيدة عن تواجد الجهات الأمنية .

هذه المحال انتشرت في الكرخ والرصافة وأكد لي صاحبي أن هناك من يبيع الخمر سرا في المناطق ذات الأغلبية الفقيرة التي يكون فيها الحضور العشائري مؤثرا إمتدت تلك المهنة لتنتشر في كثير من المحافظات ولو سرا.

ذكر لي صديقي أن بيع المشروبات كاد ينحسر في زمن النظام السابق وكان تناولها ممنوع إلا في أماكن خاصة جدا وفي البيوت حصرا وأن من يشرب جهارا أمام الناس في الطرق والشوارع والأزقة كان ينال عقابا صارما حيث يبعث متعاطي الخمر جهارا إلى نكرة السلمان لمدة لاتقل عن 7 أيام.

كنت أقرا في عيني صديقي حزنا شديدا وهو يقول لي دعني أريك ما هو مخز حقا ومخجل وهو عار على الحكومة العراقية وعلى الشرفاء من أبناء هذا الوطن فقلت له ماذا تقصد قال الملاهي التي اندثرت نهائيا في زمن صدام عادت لتنتشر في زمن حزب الدعوة!!!

نعم انتشار الملاهي أصبح وصمة عار في جبين الحكومة التي تدعي أنها حكومة تستمد تشريعها من القرآن .

صور الفنانين والفنانات وإعلانات الحفلات تزين أبواب الملاهي التي تكتظ باللصوص والعصابات وتجار الحشيشة وعصابات الخطف والتسليب وبيع الأعضاء والفاسدين من الموظفين ممن يبتزون الناس ويقبضون الرشى من المراجعين المغلوبين على أمرهم.

إنتهت رحلتنا في شارع النضال حيث كان هناك تواجد كبير لرجال الشرطة وهم يفرغون إحدى هذه الملاهي من مرتاديها وشاهدنا خروج العشرات منهم السكران ومنهم من يرتدي ملابس تدل على شذوذه وكان هناك شابات في مقتبل العمر وهناك أصحاب العضلات الذين يمتهنون مهنة حماية القوادين والمومسات .

إنتهت رحلتنا حيث دخلنا أحدى أزقة بارك السعدون حيث سمعنا بكاء وعويلا وتابوت لبطل من أبطال الحشد الشعبي وصينية أوقدت فيها الشموع وحشد غفير من نساء باكيات ورجال يحملون الشهيد على الأكف كي يضعوه على  ظهرالسيارة وأصوات الصلاة على النبي تعانق عنان السماء.

كاد صاحبي أن ينفجر وهو يرى هذا المنظر شاب ينام على التراب بين حر وبرد وجوع وخوف من أجل أن يحمي شعبا فيه من يشرب الخمر ويلعب القمار ؟!

لا أريد أن أكون قاسيا أو متعصبا لكن كثير من الشعوب كانت تساند جيوشها ماديا ومعنويا ونفسيا حتى يشعر هذا المدافع أنه يضحي من  أجل شعب يستحق تلك التضحية .

كم من هؤلاء السكرين المقامرين عندما يكون صاحيا يشتم الحشد الشعبي وربما يصفه بالمليشيات وبصفات تنتقص منه؟

الموضوع  محبط فعلا ومخجل إلى جميع الأخوة الكرام هناك من يدعي بل ويؤكد أن كل تلك الأمكنة من بيع خمور وأماكن لعب القمار والملاهي هي أماكن تدفع الإتاوة لمجاميع تدعي أنها تنتمي إلى أبطال الحشد الشعبي فهل من يوصل صوتنا إلى كل قادة الحشد الشعبي المبارك كي يعلن كذب تلك الشائعة التي يبثها نفر ظال من الجبناء الذين يبغون أن يبرروا أفعالهم الجبانة ببيع الخمور ولعب القمار تحت مظلة الحشد الشعبي المبارك.

دعوة لكل الشرفاء بمطالبة الحكومة بغلق تلك الأماكن التي لا تتناسب مع شعب ينام فيه شباب على الحدود لمقاتلة داعش التكفيري وينزفون دما طاهرا زكيا لحفظ الأمن والأمان. وكل تلك الممارسات تتنافى مع أحكام الدين الإسلامي الحنيف وسيرا على قول خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله:-  من رأى منكم منكرا وتأييدا للمقولة الساكت عن الحق شيطان أخرس .

العار والخسة لكل من وافق أو يوافق على حماية تلك الأماكن وعراقنا الجريح ينزف شبابا كل يوم احتراما لدم الشهداء المضحون من أجل الوطن أدعو الجميع لأيصال صوتنا لمن لديه القوة والشجاعة لأغلاق كل تلك الأماكن نهائيا.

و... لله في خلقه شؤون.

 

*كاتب ومحلل سياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك