( بقلم : محمد علي )
قرأت في وكالتكم الموقرة في خبر سابق (قبل قرابة ثماني اشهر) بان الارهابيين التكفيريين والصداميين يحاولون جاهدين تغيير ديموغرافية السيدية، وذلك بجعلها منطقة طائفية بحتة تخص السنة فقط، وقد تمكنوا من ذلك عندما هجروا وقتلوا الشيعة فيها، وارهبوهم واحرقوا وسرقوا بيوتهم، ومع بدء الخطة الامنية استبشرنا خيرا وقلنا في انفسنا (نحن المهجرون) ان الحكومة لم ولن تسمح للارهابيين والتكفيريين بتنفيذ مخططاتهم اليهودية هذه، لاسيما وان منطقة السيدية ذات غالبية شيعية فضلا عن انها تضم طوائف اخرى مثل (المسيحيين والصابئة) بالاضافة طبعا الى اخواننا من اهل السنة، الا انه مع مرور الايام تبين بان مخططات الارهابيين قد تحققت وعلى وجه الدقة، وللاسف قد ساعد على تحقيقها بالدرجة الاولى الامريكان ولا ادري ان كانوا يعلمون بذلك ام ان الارهابيين قد ضللوهم واوهموهم بانهم مظلومون، غير ان الامر الذي يؤلم ويحز بالنفس هو ان الحكومة كذلك قد ساعدت على تحقيق مخططات الارهابيين من حيث تدري ولاتدري ولاسباب عديدة اهمها:
1- انها (اي الحكومة) تركت القوات الامريكية تتصرف (تحمي الارهابيين) من دون الرجوع اليها.2- ان الحكومة لم تطبق قوانين خطة فرض القانون على السيدية لاسيما فيما يتعلق ببيوت المهجرين الشيعة التي تم الاستيلاء عليها، وكذلك بالغرباء الذين يقطنوها.3- ان الاحزاب السنية (الحزب الاسلامي) اثرت بشكل كبير على القرار الامريكي الذي زاد من مظلومية الشيعة في السيدية.4- ان الاحزاب والكتل الشيعية تهاونت وتركت الامر مرهون بالقرار الامريكي.5- ان الجدار العازل الذي احيطت به منطقة السيدية حصن الارهابيين من جانب، ونمن جانب اخر اوحى للرأي العام بان هذه المنطقة شأنها شأن الدورة والعامرية والاعظمية الامر الذي بث الرهبة في نفوس سكانها الاصليين الذين هجروها.6- ان مجلس الاسناد الذي انشأه السيد نائل في السيدية لايستطيع ان يتابع امر المهجرين لكون السيد نائل لايقطن السيدية وقد هجرها منذ سنة، فعلى سبيل المثال ان مسجد وحسينة التقوى التي كان يؤمها السيد نائل الان هي شبه مهجورة ولا يجروء احد من الشيعة من الوصول اليها شأنها شأن حسينيات ومساجد شيعية اخرى.ان هذه الاسباب وغيرها قد غيرت بالفعل من ديموغرافية السيدية، فقد زار العديد من سكان السيدية المهجرين الاصليين الشيعة في الاونة الاخيرة، وشاهدوا ولمسوا ما شاهدته ولمسته، والذي ادهشني بان مايقرب عن (90%) من اهالي السيدية الان هم ليسوا من سكانها قبل اكثر من عام، غالبيتهم من الدورة والمهدية وشارع حيفا والاعظمية، وهو امر لايخفى على الجميع في السيدية طبعا، ووجدت بان غالبية المحال التجارية قد تغير اصحابها، والان هم ليسوا من اهالي السيدية، ولااعلم هل السيد محافظ بغداد او السيد نائل او رجال الامن لايعلمون بذلك ام لا ... وان الذي يؤلم اكثر ان الشيعة الذين يرومون العودة الى بيوتهم ومحالهم التجارية قد وجدوا انها مشغولة من افراد اخرين لايقبلون ان يتركوها، ولايخافون من الملاحقة القانونية، كما ان امر اخر جلب انتباهي هو ان جوامع وحسينيات الشيعة في السيدية مهجورة من ائمتها ومصليها، فضلا عن ذلك بان حوادث التهديد والقتل ضد الشيعة مازالت مستمرة مع تعتيم اعلامي عليها، بحيث ان بعض من الشيعة الذين عادوا اليها تركوها لانهم هددوا بالرحيل. والذي زاد من دهشتي هو ان الارهابيين الذي انكشفوا امام اهل السيدية وتم التبليغ عنهم مازالوا طلاقاء في السيدية ويتجولون فيها، قد قدموا مستمسكات مزيفة لتعويضهم وماليا والحكومة والامريكان يستجيبون اليهم،
اخوتي في وكالة انباء برثا هذا قليل من كثير مما يجري في السيدية وقد لجأنا اليكم لتطلعوا الراي العام على هذه الحالة وكذلك ليطلع من خلال وكالتكم الموقرة اصحاب القرار في الحكومة والبرلمان على حقيقة امر السيدية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://telegram.me/buratha