( بقلم : منى البغدادي )
هناك حقيقة كانت خافية على الكثيرين والان اتضحت معالمها وقد انكرها قوم خوفاً واخفاها اخرون طمعاً وهي ان التيار الصدري كان ومازال حاضنة كبرى للبعثيين الذين وجدوا في هذا التيار ملاذاً امناً وغرضاً مركباً للخلاص من الانتقام الشعبي من جرائمهم من جهة والانتقام من شرفاء العراق عن طريق هذا التيار من جهة ثانية.بعد كل ما فعلوه من جرائم وخطف واغتيال وتفجير للبنى التحتية في البصرة وبغداد وضرب المنشآت الحكومية ومقرات القوى الوطنية اصبح واضحاً بان هؤلاء الشرذمة يستهدفون العراق الجديد والعملية السياسية بكل مفاصلها دون ان يوضحوا طبيعة اهدافهم ومشروعهم السياسي بل كل ما نراه ونسمعه هو الصراخ والتشويش والافتراءات والاتهامات الباطلة.
مشكلة التيار الصدري ان اغلب عناصره يعيشون هوس السلطة ويعوضون الرجولة المفقودة في العهد البائد ويحاولون استغلال عواطف ومشاعر الناس والبسطاء وتوجيه غضبهم بطريقة خاطئة ضد العراقيين واخوانهم من بقية الاحزاب الوطنية والشيعية تحديداً. هوس السلطة وعقدة البطل التي عاشها التيار الصدري هو التي خلقت لهم شعوراً بالطغيان واوهام القوة والسلطان واستغلوا تسامح بقية القوى معهم او صمتهم عن ممارساتهم الخاطئة في فرض قناعاتهم وافكارهم عن طريق التهديد والقتل والابادة.
قيادات التيار الصدري لم تستطع الاستفادة من حضورهم في الشارع العراقي واستعاروا منهج البعث البائد في توجيه الناس بنفس الطريقة السابقة ، التي تجرعناها طيلة العقود الماضية. مفهوم العصيان المدني تحول الى ارهاب مدني وبطرق خاطئة وخطيرة فالمعروف ان العصيان المدني هو في خندق مضاد لخيار العنف والقوة واللجوء الى خيار العصيان المدني هو اسلوب حضاري وسياسي ضد السلطة واسلوبه يقتضي ان تكون الجماهير حرة في التعبير عن آرائها وافكارها وليس بالطريقة المضحكة التي جرت في بعض مناطق بغداد فقد استخدم التيار الصدري وجناحه العسكري المتمثل بجيش المهدي بمنع الناس من الخروج الى الشارع بحجة العصيان المدني وحاولوا ارعاب وارهاب الناس بالقوة والقهر والتهديد ونعطي نموذجاً حياً لما حصل فقد كان طفل يسير في الشارع يحمل بيده مواد غذائية في مدينة الصدر فاعترضه عناصر جيش المهدي فطالبوه بارجاع هذه المواد من حيث اشتراها فالتمس منهم ان يتركوه لانه اهله بلا فطور او غذاء منذ يومين فاجبروه على ارجاع هذه المواد الغذائية.بهذه الطريقة يقود التيار الصدري الناس باعلان العصيان المدني وهذه الطريقة لا تختلف كثيرا عن طرق صدام المقبور في اجبار الناس على تأييده وبالفرق البسيط هو ان صدام كان يمارس هذه الاساليب بإدواة السلطة واجهزتها القمعية اما التيار الصدري فيمارس الارهاب والتهديد وهو خارج عن السلطة وان استغل وزاراته السابقة وعناصره في الشرطة لارباك الوضع الامني وتهديد الناس.
لا يمكن ان يكون العراق بعد ان تخلص من الحقبة الصدامية ان يقوده جيشان هما الجيش العراقي الرسمي وجيش المهدي ولا يمكن ان يعيش فيه قضاءان القضاء العراقي المستقل ومحاكم مكتب الشهيد الصدر التي تمارس القتل والابادة بدوافع طائفية وسياسية.العراق بحاجة الى قوى امنية رسمية تضبط الامن وتفرض القانون وتحمي المواطنين وممتلكات الدولة من الناهبين والسراق.
فليكمل اسد العراق نوري المالكي مشواره الاخير في فرض القانون واحذروا مؤامرات ابن العاص الجديد المتمثل بالاشيقر ابراهيم الجعفري الذي خذل المالكي وحزبه والعراق وارتمى باحضان العصابات الاجرامية لحسابات سياسية رخيصة. ونعتقد ان محاولات السيد مقتدى الصدر الاخيرة هي لتفويت الفرصة على القضاء على العصابات الاجرامية التي وقف التيار الصدري مدافعاً عنها.
ولو كان لمقتدى الصدر ادنى شعور بقوه عناصره وقدرتهم على تسيير المعارك لما لجأ الى البيان الاخير.واذا كان مقتدى الصدر صادقاً بدعوته لانصاره بالتخلي عن المظاهر المسلحة فسوف تنكشف كل العصابات الاجرامية وهذه فرصة امام القوى الامنية للضرب بقوة على كل من يخالف القانون ويتظاهر بالسلاح.فليمض المالكي (الاشتر) في ضرب رأس الفتنة وانهاء هيمنة العصابات الاجرامية على مقدرات وثروات الناس في البصرة وليكن السلاح بيد الحكومة وحدها ولتنتهي والى الابد لعبة الصداميين الذين اتخذوا من التيار الصدري منطلقاً لجرائمهم ضد شعبنا وغطاءاً للتغطية على جرائهم السابقة ضد شعبنا.
https://telegram.me/buratha