( بقلم : عبد السلام الخالدي )
أقسم بالله العظيم، وبكل ماأنزل من كتب ومقدسات إسلامية ومسيحية وحتى اليهودية، أخبرت من كنت معهم في المنزل بأنك ستقوم بإصدار بيان تدعو فيه جلاديك وجلاوزتك برمي السلاح والتقهقر أمام قواتنا الأمنية البطلة، وستعلن براءتك من كل من يحمل السلاح بوجه الحكومة والمواطنين، وماأن أكملت الحديث رن موبايلي وأخبرني أحد أصدقائي (دتشوف العاجل على العراقية؟)، تناولت الريموت كونترول وشاهدت ماهو متوقع من حنكتم ومعالجتكم للأمور، فحازم الأعرجي الذي كان يهمبل على الفضائيات قبيل ساعات قلائل ويهدد ويتوعد ويصدع رؤوس المشاهدين ببطولات قائده الملهم وجيشه الجرار المفتول العضلات على أهله منذ ستة أيام، هذه المرة ظهر الأعرج كحمل وديع يتلو عليى مسامعنا بيان سماحتكم بالإنسحاب ورمي السلاح ومساندة القوات الأمنية والمساهمة في إعمار المناطق المنكوبة التي دمرتموها وقتلتم أبنائها، إنجلت غبار المعركة وغادرت الرياح الصفراء وكل شيء عاد إلى وضعه الطبيعي إلا شيء واحد لم تستطع إعادته، أتعرفه سماحة السيد القائد؟ هل تستطيع أن تعيد البسمة إلى وجوه الثكالى والأرامل والأيتام الذين سقطوا بسبب طغيانكم وعنجهيتكم.
هذا يذكرني بأيام الطاغية حينما كان يزج أبناء الشعب في حروب سرعان مايتراجع عنها وكأن شيئاً لم يكن، فبعد ثمان سنين طاحنة مع إيران يخاطب الرئيس الإيراني آنذاك، ولكم ماتمنيتم ياسيادة الرئيس رفسنجاني، تلتها حرب الكويت التي قال عنها (مو صدام اللي ينسحب)، وتلا بيان الإنسحاب بنفسه، ثم نصر خيمة صفوان المزعوم، ويوم النصر العظيم، ويوم الفتح المهيب، والله يكثر أيامنا التي لاتنتهي لوجود الوريث الشرعي لصدام مقتدى الذي إنتهج نهجه المريض، فكل يوم معركة وضحايا وتعطيل الحياة اليومية تليها الإنسحابات عفواً الإنهزامات.
إذا كانت أرواح الشعب وممتلكات الحكومة تهمك لماذا لم تصدر بيانك الشجاع بعد إندلاع أول شرارة للفتنة؟ ثم من المسؤول عن الأرواح التي زهقت والبيوت التي هدمت، أم ستعتبرونهم شهداء في سبيل الواجب، إذا لم يهز لك كل هذا طرفة عين حاول أن تحفظ هيبة والدك الشهيد الشجاع الذي هتكت روحه بسبب أفعالك المشينة، وهذا لسان حال المنكوبين الذي لايمتلك سوى قول حسبي الله ونعم الوكيل وأنا أقول ألا لعنة الله على الظالمين.
https://telegram.me/buratha