المقالات

خيارات المالكي بين الممكن والمستحيل"

1727 15:27:00 2008-03-30

( بقلم : د. هاجر الحديدي )

عمليات البصرة بين هيبة الدولة ورئيسها او الفوضى الشاملة"

اذا اريد للفيلسوف ان يفسر حركة التاريخ ، فاننا اليوم بامس الحاجة للسياسي الحاذق صاحب القرار المناسب المدروس ، لانه يصنع التاريخ وينفذ حماية المواطن ومصلحة الامة. قرار المالكي باصدار اوامره لمواجهة الخارجين عن القانون في البصرة جاءت بناءاً على نداءات متكررة منذ عام 2006 للحد من نشاط المافيات والعصابات في التهريب وقتل النساء والتمثيل بهن واشاعة الفوضى ومخالفة القانون في مدينة البصرة.

البصرة ـ ثغر العراق وميناءه ونفطه وتاريخه وجغرافيته وحياته وحضارته ووجوده إذ لا وجود للعراق بدونها ، كل هذا وغيره هل يمكن للمالكي ان يتخلى عن البصرة ؟ ، لان العصابات المهربة والمافيات التجارية بقوة السلاح، واي سلاح " هاون 107 ، وقذائف مورتر وعبوات وعتاد لاتملكه الاّ الدول"......

خيارات المالكي اولاً ان يستمر في السكوت عن عصابات الجريمة والتهريب وهذا مرفوض اخلاقياً ووطنياً ودينياً وانسانياً ، ثانياً ان يواجه الخارجين عن القانون وهذا هو الخيار الوحيد الذي تهون دونه التضحيات ويثبت فيه الموقف الشرعي والقانوني . ثالثاً : مشروع التفاوض الذي يتحدث عنه الاخرون مع من .......! مع العصابات ام مع ممثلي التيار الصدري، الافتراض الاولي ان السيد المالكي لم يفرض ان التيار الصدري جزء من هذه العصابات اما اذا خطط بعض افراد التيار خلط الاوراق والدفاع عن العصابات فهذه قضية اخرى لم تدخل قي حساب المالكي قبل الشروع في حملة "صولة الفرسان" والعاقل يفهم مغزى هذا التناقض في ادارة الصراع.

اعـــداء المــالكــي :ـاكثر اعداء المالكي دهاءاً هاجم المالكي قائلاً " اذا بقيت في السلطة لخمس سنوات ستتحول الى دكتاتور" ، وانا اول من يعذر هذا السياسي الساذج لانَّه لم يعرف طينة المالكي ، تأريخه منذ نعومة اظفاره الى اليوم، مواقفه زهده حتى في السلطة ،والمال ،والجاه والمظاهر الزائفة، شجاعته لم تكن يوماً تكلفاً، ولاحركته تصنعاً ، ولاقراره ارضاءاً لفلان او رغبة في سلطان.  السياسي المحترم هذا لم يعرف ان المالكي كالطبيعة انسياب المياه فيها من القمة لا اليها، هل رأيت كيف يفكر ويتصرف. .......؟

وبودي انَّ يسمع السياسي من هذا اللون وغيره بعناية كلمات المالكي المرتجلة لدى استقباله شيوخ العشائر في البصرة الخميس 27/3/2008 ، والذي نقَل على قناة العراقية، ليجد حقيقة الوصف في كلمات الرجل التلقائي تجمع الوضوح بالبساطة، والبلاغة بالسهل الممتنع والحكمة ويكتشف بنفسه هذا الانسياب في المشاعر القلبية الممزوجة بالجرأة والتحدي والصلابة التي لم اجدها في رجل يجمع الزهد بكل شيء والجدية والحرص على مصلحة المواطن ، ويجمع الخوف المسؤول بالشجاعة الفائقة، والتواضع بالتكبر على معسكر المتمردين الذين خربوا ما كان يخربه ازلام القاعدة.

أن اعلان قوى الامن العثور على زمره من المهربين الايرانيين يكشف طبيعة عصابات تهريب النفظ والسلاح والمخدرات وتبيض الاموال التي يشارك بها المتمردون على القانون، ويكشف دقة المعلومات الامنية التي اعتمدها المالكي في اتخاذ القرار الذي طال انتظاره.

يذكرنا المالكي بمواقفة السابقة في فرض الامن ببغداد والانبار وديالى واحداث كربلاء وغيرها من المؤامرات التي شاركت فيها القاعدة والمتضررين من سقوط النظام. وبودي ان اقول ولا اريد......، إن المالكي بخروجه العفوي المفاجئ في ساحة المعركة في كربلاء والأنبار وبعد تفجير العسكريين الثاني في سامراء، واخيراً في البصرة يكشف معدن الرجل والمعدن وحده يتكلم عن نفسه حين تعجز الكلمات ويكون الصمت ابلغ في التعبير ..!!أن عمليات البصرة كانت مراهنة ومخاطرة في هيبة الدولة ورئيسها ، ولم يجرأ على مثل هذه المخاطرة الاّ رجال من معدن اصيل وقليل جداً(المالكي).

واليوم امامنا رجل امتاز بخصال اقلها شجاعته، وزهده الكامل بالسلطة‘ والوجاهة والعناوين والحياة، وكل مايسعى له السياسيون في العادة، ودليلي انّه لم يسع الى السلطة يوماً او يحدث نفسه بها، (خلال اتصال هاتفي يُبلغ ان الاختيار وقع على المالكي ممثلاً لقائمة الائتلاف العراقي الموحد).

هاجر الحديدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك