( بقلم : جاسم محمد خلف )
المادة الاعلامية الدسمة لبعض القنوات المعروفة الاتجاه هي احداث البصرة وما رافقها من مشاهد ماساوية ،والعجب العجاب الكل تؤيد وتندد في نفس الوقت ولنفس الجماعات المسلحة التي عبثت وتعبث في البصرة .ولو القينا نظرة دقيقة على هذه الازمة لوجدناها سيناريو من السيناريوهات التي حدثت سابقا ، ولابتعد عن القنوات الموالية للحكومة كما يقال ومن ضمنهم العراقية واُتباع القنوات التي تتمتع بحقد وكره عال للحكومة ظاهرا وللشعب العراقي باطنا وبعيدا عن تشيخصها فانها معروفة للملأ .
لقطة كثيرا ما كرروها امس واول امس هذه القنوات وهي مجموعة مسلحة بعضهم ملثم والاخر غير ملثم وهم يحملون القاذفات والار بي كي سي ويوجهون اسلحتهم هذه باتجاه معين ويظهر الى جانبهم ثلاث سيارات حكومية تم احراقها والتي غاية هذه القنوات تشويه صورة الطرفين المتنازعين من حيث لا يدري احدهم والاخر يدري ولكن لا حول ولا قوة الا بالله .
فالحكومة والشعب العراقي الذي اصبح خبير في هكذا فبركة لا تنطوي عليه ويعد هذا من غباء هذه القنوات الفضائية التي ازدادت ملامحها القبيحة عما كانت عليها سابقا في خضم هذه الاحداث . فالذي يطلق هذه القاذفات اسال التيار الصدري وقائدهم السيد مقتدى هل هؤلاء مقاومة ؟ لا اعتقد ان الاجابة ستكون نعم بدليل العجلات الحكومية التي احرقت ، ولو سالت المالكي جئت الى البصرة لكي تطهرها مِن مَن ؟ لكانت هذه اللقطات التي تعرضها القنوات الفضائية خير اجابة بل تريح المالكي عن الاجابة .
بعد هذا اين هو الخلاف ؟ اذا كان هؤلاء ليسوا التيار الصدري ولم يقوموا المحتل ،اذا لماذا نلوم الحكومة على تصرفها هذا ؟ او ان هؤلاء الذين يحملون السلاح هل لهم علاقة مع التيار الصدري وخوفا من الفضيحة اذا ما القي القبض عليهم ؟ اعتقد ان المشهد معقد امام من يرى بعين واحدة اما الذين يرون المشهد بكل جوانبه فانهم يروه بسيط ومفهوم جدا .
بالامس كان الضاري يصف العمليات الاجرامية التي ادت بحياة مئات الالاف من العراقيين بانهم مقاومة شريفة ، وبالامس ظهر السيد المقتدى يدعي ويدعو الى مقاومة المحتل ، المحتل جاء قبل اول امس بطائراته وقصف مدينة الثورة والتي كانت نتائجها جثث وجرحى الابرياء في تلك المنطقة المنكوبة ولو تمعنا بالذين زهقت ارواحهم نجدهم لا علاقة لهم لا بهذا ولا بذاك اذن من هو المسبب ؟ احد مشايخ الوهابية سال عن هكذا حالات وما حكم البريء الذي يُقتل بسببهم علل ذلك بان الذي يُقتل اذا كان نصيبه الجنة فانه سيذهب اليها واذا كان العكس فبئس المصير ، أي تعليل شرعي هذا ، فهل ستعلل قيادات التيار الصدري نفس التعليل .
بعد ما اتضحت صورة القاعدة الارهابية في المنطقة الغربية تكاتفت العشائر على طردهم وكان لهم ما ارادوا ، واليوم من خلال وسائل الاعلام نرى ان هنالك عشرات من شيوخ العشائر هي تخطو نفس الخطوة .الحكومة المحلية للانبار كثر خلافها مع العشائر واتضح ان لها دور مشبوه في الرمادي واتهم بذلم الحزب الاسلامي وتيار الدليمي وهذا نفسه اليوم ينطبق على الحكومة المحلية في البصرة التي باتت الشكوك تحوم حول مصبح ورفاقه .
جهات سياسية تضغط على المالكي لتفعيل المصالحة والتفاوض والتفاهم والحوار ،مع مسلحي البعث والتكفيريين والقاعدة ، واليوم هنالك جهات من صنف اخر تطلب من المالكي حل الازمة بالحوار .انا اسال لو سال ذووا الابرياء الذين سقطوا في البصرة او حتى في بغداد وغيرها من بقية المناطق الحكومة العراقية عن العدالة والاقتصاص من الجاني فماذا سيكون جواب الحكومة العراقية ؟ الفضائيات تنتقي شخصيات معينة للحوار والتي لا تعلم هذه الشخصيات انها اصبحت العوبة بيد هذا المذيع او ذاك المعد لتحقيق اغراض وغايات تسيء لهم قبل غيرهم .واخيرا اقول فلو لا الشرقية والجزيرة كيف لنا ان نعلم عدونا من صديقنا ؟! اذن شكرا للشرقية والجزيرة !!!
https://telegram.me/buratha