( بقلم : حسين الخزعلي )
لقد هالني ماسمعت عن وجود مايقارب 1850 ثقب في انابيب البترول العراقية الناقلة للنفط الخام .كل هذه الثقوب تعود لمافيات وعصابات تهريب النفط العراقي,ولك ان تتصور معي ان كل ثقب موجود يتبع الى عصابة معينة وهذه العصابة طبعا تحتاج الى صهاريج لتعبئة النفط الخام من الثقوب وان الصهاريج تحتاج الى اوراق رسمية صادرة من جهات مختصة لغرض نقل تلك الصهاريج ثم ان هذه الصهاريج تفرغ حمولتها في بواخر غير رسمية معدة لتهريب النفط والتي بدورها تنقله بشكل غير قانوني الى دول قريبة كايران والامارات وكذلك الى دول بعيدة كالهند وباقي دول جنوب اسيا.
نحن اذا امام امام قضية كبيرة وامام مافيات دولية مرتبط بعضها ببعض وان هذه المافيات تجني اموالا طائلة جدا وان لهذه الحيتان البترولية غطاءا شرعيا كارتباطاتها مع اناس ذو نفوذ ومكانه في الدوله كالاحزاب السياسية وشخصياتها وكذلك اعضاء في مجلس النواب لكي تحصل على الحماية والغطاء وكما نعرف فاين ماوجد المال وجد النفوذ.
ان بعض دول الجوار يهمها جدا افشال المشروع الديمقراطي في العراق لكي لاينعكس نجاحه سلبا على وضعها الداخلي فلقد سعت هذه الدول منذ خمس سنوات مضت الى تهديم العراق من كل النواحي وما هو معروف فان الاقتصاد هو عصب حياة كل دولة وبما ان اقتصاد العراق يعتمد بشكل شبه كامل على النفط فكان على تلك الدول ان تشترك في تهريب النفط العراقي ودعم مافيات التهريب لهدم اقتصاد البلد.
من خلال ماتقدم يتبين لنا جليا سر التصعيد السياسي الذي يقوده البعض اليوم معارضة لرئيس الوزراء نوري المالكي ومنعا لتصديه لعصابات ومافيات البصرة. المتتبع لتصريحات قادة التيار الصدري اليوم حول معركة صولة الفرسان يجد تخبطا وتناقضا واضحا فبين تصريحات السيد مقتدى زعيم التيار الذي يدعو وبصراحة الى الحل السلمي وتقديم القران واغضان الزيتون الى قوات الامن العراقية وبين غيره من نفس التيار الذين يدعون الى التصعيد وادانة عملية صولة الفرسان فهل نحن امام جهة تريد حماية عصابات تهريب النفط لانها تملك حصة من ارباح التهريب وترتبط باجندة دول الجوار وجهة اخرى وطنية تريد حقن الدم من نفس التيار!!
ان الخطوة التي اتخذها السيد رئيس الوزراء بمحاربة العصابات المسلحة في البصرة وارجاع الامن المفقود الى هذه المدينه تعتبر الاولى لتدشين حملته التي اعلن عنها في بداية عام 2008 وهي الضرب على رؤوس المفسدين وسراق المال العراقي وهي خطوة جريئة وخطيرة ولامعنى ان يتصدى المالكي وحده لهذا الملف ويترك وحيدا في الميدان لأن القضية قضية امن وطن واقتصاد بلد فعلى الجميع ان يتخذ وا موقفا واضحا وصريحا ومؤيدا لهذه الخطوة لكي لايستطيع قادة تلك المافيات من شرعنة وضع افرادهم المسلحين في البصرة ,ولاادري لماذا يتدخل البعض لتسيس القضية ويسميها بالمأزق وانه يجب ان يحقن الدم العراقي بحسب تعبيره ,وكان القتله والمجرمين والسراق في البصرة جهة سياسية مقابلة لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لكي يفاوضها ويضفي عليها الشرعية ,فنحن نقول لتلك الجهة عليكم ان تكونوا عونا للحكومة ولا تحاولوا استغلال الظروف ظنا منكم ان هؤلاء المسلحون قد يشكلوا اصواتا مفيدة لحملتكم الانتخابية القادمة وليكن في معلومكم ان هؤلاء سوف لن يكونوا في الشارع وقت الانتخابات بل سيكونوا خلف القضبان انشاءالله.
حسين الخزعلي
https://telegram.me/buratha