( بقلم : سامي جواد كاظم )
ثمرة اخرى من ثمار شجرة ال البيت يغدقها علينا السبط الشهيد ابا عبد الله الحسين (ع) تحوي على مضامين يكون الحجر الاساس لتوضيح احدى جوانب الخطاب الاسلامي المعتدل وخصوصا اتجاه المراة وحقوقها ، روايتنا تقول :دخل قوم على الحسين بن علي (ع) فقالوا : يابن رسول الله نرى في منزلك اشياء مكروهة ـ وقد راوا في منزله بساطا ونمارق ـ فقال : انما نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن ، فيشترين بها ما شئن ، ليس لنا منه شيء .اربعة امور رئيسة تتضح من هذه الرواية تاخذ ابعاد مابين الخُلقية والشرعية مع وصف الحالة المادية التي كان عليها اهل بيت النبوة (ع) .
الامر الاول : هو دخول القوم على الحسين عليه السلام وقولهم انهم راوا اشياءاً مكروهة والقصد منها ان الحالة التي اعتادوا ان يروا عليها اهل بيت النبوة (ع) من الزهد التي تجعلهم يعتبرون البساط والنمارق من الاشياء المكروهة، ويتبع ذلك ان الامام علي و ولده الحسن عليهما السلام ما كانا يجلسان على بساط ولا ادخلا النمارق ( الحرير) الى بيتهم مع العلم انهما خليفتا الله على المسلمين وبيت المال بيدهما ما استخدموا شيئا منه لسد حاجتهم الخاصة ، حيث المعلوم ان الامام علي (ع) كان يعيش حالة اشبه بحالة افقر مسلم يحكمه حتى لا يقال ان هنالك فقير والامام (ع) لا يلتفت اليه .
الامر الثاني : جواب الحسين (ع) بانما نتزوج النساء فعل يدل على الجمع ولا يدل على وصف حالته وهذا الجمع يخص اهل بيت النبوة وعامة المسلمين الذين يتبعونهم، أي ان الزواج لا بد من ان يكون فيه مهر للمراة ولا يجوز من غير ذلك ويكون هذا المهر من حقهن يتصرفن به حيث ما شئن ولا يحق للزوج المنع او الاسترداد ، وهذا يقودنا الى حالة كثيرا ما تحدث اليوم هو قيام الزوج باخذ المصوغات الذهبية من زوجته اذا ما احتاج الى ذلك وهذا الامر لا يصبح شرعيا اذا لم توافق المراة وفعلا قد لا توافق بعض الزيجات فيسبب ذلك ردود افعال سلبية من الزوج اتجاه زوجته وهذا العمل او التصرف غير شرعي ويحاسب عليه امام الله عز وجل .
الامر الثالث : اخر عبارة في الرواية وهي ( ليس لنا منه شيء) ولم يقل لا يحق لنا منعهن وهذا يعني ان المهر هو حقهن واذا ما اشترين شيء به يبقى لهن ولا يحق للزوج اخذه وهذا بجرنا الى حالة تحصل اليوم وهي اذا ما توفى الزوج يقومون الورثة بتقسيم ممتلكات الزوج بضمنها ملكية الزوجة الممنوح لها كمهر من زوجها مثل الأَسّرة والاثاث اذا كان ضمن المهر فهو ملك للزوجة لا يجب تقسيمه ضمن الارث .
الامر الرابع : وهو اهم امر حيث ان هنالك الكثير من المسلمين يعيشون حالة الزهد والبخل بحجة ان اهل البيت والصحابة كانوا هكذا فيتركون ما انعم الله عليهم من نعمة يستطيعون ان يتصرفوا بها بالوجه الحلال ومسايرة لما هو عليه الحال الاقتصادي والاجتماعي ، فاذا اعطى المسلم ما بذمته من اموال ومستحقات شرعية وبقي لديه ما يمكنه الترفيه عن نفسه بصورة شرعية ما الضير من ذلك فها هو الحسين (ع) يسمح لزوجته من شراء البسط والنمارق التي ما جلس عليها لا ابيه ولا اخيه عليهم السلام .
https://telegram.me/buratha