سعد الزبيدي*||
قد نكون في معترك الحياة نواجه الكثير من الكبوات والعقبات وقد تكون الظروف المحيطة سببا في انتكاسنا مرة تلو أخرى سؤال طرق ابواب ذهني (هل نستطيع أن نكرر المحاولة في العبور إلى الضفة الأخرى ونكون أكثر سعادة إذا جنى القادمون ثمر تعبنا وعرقنا وسهرنا ؟!)
قلبت صفحات العمر وجدت أن هذه الحياة طريق سرمدي ضارب في القدم يحمل بصمات من استحقوا أن يخلد التأريخ ذكراهم أنبياء ورسل وفلاسفة ومفكرين وأدباء وعلماء وقادة مروا من هنا غير أنهم أصروا على أن يبقوا رغم رحيلهم .
فما الذي يبحثون عنه أشباه الرجال من راكبي الأمواج ووليدي الصدفة.
البعض يعتقد أن غايته ومنتهى أمله في الحياة أن يكبر رصيده في بنوك الغرب وتكثر أملاكه في مشارق الأرض ومغاربها ويفني عمره ليمتع نفسه وذويه ويختبئ خلف أقنعة شتى كي يستمر في خداع نفسه وفي خداع من انطلت عليه أباطيله تراه يدعو الآخرين كي يسلكوا السراط المسقيم وهو يسلك طريق الشيطان ويرفع صوته للالتزام بتعاليم الدين وهو لا يعرف من الدين إلا مظهره وجلبابه وخواتم يرتديها ولحية يطلقها وجبهة تحمل ورعه المزيف هو في علنه ملاك وفي سره إبليس يشجع السذج كي يحيوا حياة علي وهو ينعم بحياة معاوية يرشد الناس كي يسلكوا طريق الحسين.
وما هو إلا مثال ليزيد وفرعون وكل الطوغيت يريد من الناس أن يعيشوا عيشة الفقراء لأنهم أحباب الله وهو ينعم بعيشة الأغنياء اللئماء منهم الذين يكنزون أموالهم أو يبذرونها يمينا وشمالا ويتناسون حق الفقراء والأيتام والأرامل في أموالهم فلا يزكون ولا يصدقون يحشدون البسطاء للتضحية من أجل وطن لا يملكون فيه مترا واحدا واأولادهم يجاهدون في مواخير باريس ولاس فيغاس. كم هو ساذج مات من أجل زعيم تاركا أما وأبا وزوجة وأيتاما؟!!!
ومازال البعض يعتبر أن هناك أشخاص لا يحق لنا أن ننتقدهم ولا نتقرب منهم ولا نذكرهم حتى نكون وقوفا وعلى وضوء وأنهم خطوط حمر وتيجان رؤوس وهم يمتلكون بدل البيت ألفا وملياراتهم تفرخ في مصارفهم ينتقلون من حي لحي بمواكب لا يمتلكها حتى رؤساء بعض الدول ويسافر ن على متن طائراتهم الخاصة وهم يدعون الزهد والتقشف!!!
يا لتعاستنا كم قرن نحتاج لنرفع الغمامة عن عيون البعض ونزيح الصدأ عن عقول بعض السذج والأغبياء؟!!!
و... لله في خلقه شؤون.
*كاتب ومحلل سياسي.
https://telegram.me/buratha