( بقلم : اسعد راشد )
الدور السعودي في حرق الجنوب امر لا يخفى على العراقيين ‘ الاجندة السعودية تقضي ان لايستقر الاقليم الشيعي ليتسنى له التغلغل واضعافه وبالتالي تفويت الفرصة على النظام الجديد في بغداد لبناء مؤسساته المدنية وقد لا يكون غريبا ان يتحالف كل المتضررين من استقرار العراق مع اعدءه وخاصة جماعات البعث الاجرامية والملتحقين بهم ولكن الغرابة كل الغرابة في ان يتوحد خطاب البعض منا مع هؤلاء الارهابيين والخارجين على القانون ويوجهوا سهامهم ضد ابناء العراق الشرفاء ويضعوا ايديهم بايدي المخابرات العربية لحرق مدننا ووقف الحياة والعمران فيها .
ما يجري في البصرة من اعمال القتل والخطف واغتيالات لممثلي المرجعية الدنينية وانتشار ميليشيات خارجة عن القانون وسرقات للنفط هو نتيجة لمخطط سعودي اماراتي وبدعم لوجيستي كويتي ليس الهدف فقط منع قيام الفيدرالية العراقية وازدهار العراق بل لهدف اكبر بكثير يتمثل في اضعاف الكيان الشيعي وضرب وحدته تمهيدا لعودة البعث الذي قبر نظامه في 9 ابريل من عام 2003 وذهب لكي لا يعود ‘ الا ان الاعراب وخاصة نظام ال وهاب لا يقبلون باقل من ذلك وقدابدى الوهابيون قلقهم من قيام القوات العراقية باقتحام معاقل الخارجين على القانون وتصفية جيوبهم في البصرة واعتبروا ان ذلك يصب في "مصلحة النظام الايراني"!!
المراقبون يرون ان تحرير البصرة من الخارجين القانون وسيطرة حكومة المركز على المدينة سوف يفشل الاجندة السعودية والاماراتية التي ترى في عدم استقرارها ازدهارا مكسبا سياسيا واقتصاديا لها .
لقد سعى الاعلام العربي وخاصة السعودي ومن خلفه قناة الجزيرة الطائفية اظهار ان الحرب المعلنة على الخارجين عن القانون وخاصة تلك العصابات البعثية هي بين الحكومة العراقية وبين التيار الصدري من اجل اهداف واضحة واجندة طائفية كانت دوائر واجهزة مخابرات اقليمية ومنذ فترة تسعى لتحقيقها ومنها جر الجنوب والفرات الاوسط الى حرب شيعية شيعية طاحنة تضعف الموقف الشيعي في العراق وتمهد الطريق لقيام حكومة يقودها عملاء تلك الدوائر بعد ان يتم لهم اسقاط حكومة المالكي وهو هدف قد اعلنوا عنه منذ فترة غير قصيرة ولذلك تجدهم يشنون حملة اعلامية مغرضة ضد حكومة السيد المالكي وضد اي حكومة عراقية يقودها الشرفاء من ابناء العراق وخاصة اؤلئك الذي ذاقوا ويلات وظلم البعثيين ونظامهم الطائفي .
فقد اعلن سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة في الاسبوع الماضي عن اسماء الاطراف التي تمارس القتل وسياسة التدمير والخراب في البصرة والجنوب وتساؤل عن الدور السعودي والاماراتي في البصرة وقال بالحرف الواحد وبدون اي مواربة او مجاملة سياسية :" ماذا يفعل "الامير" مقرن ـ رئيس الاستخبارات السعودية ـ ممثل "جلالة" الملك عبد الله ال سعود في البصرة ؟ "
كما تسائل عن دور نظيره ـ اي النظير السعودي ـ الاماراتي في البصرة وهو بذلك يشير بوضوح الى الدور التخريبي للدولتين في البصرة وما يقومون به عبر ضخ الاموال والسلاح لاطراف مشبوهة لحرق البصرة ولتحويل المدن الجنوبية الى ساحة حرب "شيعية شيعية" تحول دون قيام عراق فيدرالي وديمقراطي .
ان اتباع "ال وهاب" وعصاباتهم من فلول البعث لا يقبلون من شيعة العراق الا ان يكونوا حطبا لحروبهم العبثية وهذا لا يتسنى لهم من دون ان يزجوا باسم "ايران" في كل صغيرة وكبيرة كي يعطوا لانفسهم واسيادهم مبررا لذبح الشيعة وابادتهم وهو هدف كانوا قد سعوا اليه في الانتفاضة الشعبانية ولم يكن اعتباطا ان يدعوا الجنرال الامريكي "ايران" الى التدخل للضغط على "الجماعات المسلحة" لوقع العنف في العراق وهي دعوة ليست مشبوهة فحسب بل دعوة واضحة الى قتل الشيعة وذبحهم بحجة انهم "عملاء" لايران وهي تهمة لطالما الصقت بشيعة العراق منذ عشرات السنين واعطت ضوء اخضر لكل حكومات المنطقة وصدام المقبور لشن حملة اطهير طائفية ضد شيعة العراق .
اننا في وقت الذي نقف بقوة خلف القوات العراقية والامنية لمحاربة الارهابيين من اتباع القاعدة والبعثيين المجرمين ومرتزقة الاعراب والعصابات المسلحة وندعم حكومة السيد المالكي في نفس الوقت ندعوا الشرفاء والمخلصين من كل الاطراف الشيعية الى تهدئة الشارع الشيعي وتفويت الفرصة على الطائفيين وعلى اجهزة المخابرات الوهابية والعربية كي لا يستغلوا الاوضاع لتنفيذ اجندتهم الخبيثة كما ندعوا التيار الصدري للتعاون مع حكومة المالكي لوقف نزيف الدم الشيعي دون اللجوء الى اي نوع من التصعيد اعلاميا كان ام عسكريا ام جماهيرا لان ذلك لا يخدم الموقف العام ولا في صالح اتباع اهل البيت (ع) بل سوف يزيد من فرحة الشامتين من الاعراب بنا ‘ كما ننتظر من حكومة السيد المالكي ومن الناطق باسها ان ينفوا اي دور لايران في ما يجري ويردوا بقوة على تهريجات الاعلام العربي ودعاياتهم التحريضية بزج اسم ايران في تلك الاحداث كي لا يكون ذلك مدخلا لشرعنة الحرب ضد الشيعة ويعطي مبررا لسفك الدم الشيعي .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha