المقالات

الانتخابات القادمة وظاهرة تعدد الكيانات والاحزاب..صحية ام سيئة؟!

1395 2021-02-01

 

 يوسف الراشد ||  

     

يشهد العراق استعدادات وتحضيرات مبكرة لخوض الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر تشرين الاول القادم عام 2021 حيث سيتنافس حوالي 400 حزبا وكيانا سياسيا ومنظمة وتجمع ونخب اكاديمية مختلفة لتسجيل اسماؤهم لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .

ولاشك بان هذه الظاهرة والممارسة الديمقراطية التي  أسيىء استخدامها من خلال ظاهرة تعدد الاحزاب والكيانات بهذا الشكل المفرط والذي افقد مصداقيتها وشوهت ملامحها  لدى المواطن والمتلقي العراقي وهي ظاهرة غير صحية .

وقد تنوعت خلفيات هذه الأحزاب والكيانات بين الإسلامية والعلمانية والشيوعية والمدنية والقومية والمنطقية والمستقلة للتنافس بينها في خضام هذه الزحمة من الأحزاب والكيانات التي تبادلت الادوار في حكم البلاد  خلال 17 سنة مضت واثبتت فشلها وارجعت البلاد الى 50 سنة من التخلف وسوء الخدمات وتراجع التعليم والصحة والزراعة والصناعة والبنى التحتية وستشرى الفساد اغلب مفاصل الدولة.

في حين ان اغلب الدولة المتقدمة والتي سبقتنا بالتجربة الديمقراطية ،، فيها حزبين او ثلاثة هم الذين يتنافسون فيما بينهم  فالحزب او الكتلة او التيار الذي يفوز يستلم مقاليد الحكم وينفذ برنامجه الانتخابي والذي لايفوز يكون معارضا ويراقب اداء الفائز كما يحدث في امريكا او الدول الاوربية  .

ان هذه الفوضى التي تعيشها الاحزاب هي نابعة من عدم نضوج التجربة الديمقراطية في عقول اغلب مسؤوليها  مما ولدة هذا العدد الهائل من الكيانات وزاد الطين بلة وزادت المشاكل السياسية  وولدة الفساد وترهل كبير في المؤوسسات الحكومية  بسبب غياب البرامج الواضحة لأغلب تلك الأحزاب .

أن كثرة الأحزاب لا تسهم في حل مشكلات العراق ولا تستطيع الأحزاب الجديدة الفقيرة منافسة الأحزاب الكبيرة التي تتبادل الادوار فيما بينها ولا تسمح للاحزاب الاخرى ان تنافسها او تحقق الفوز عليها ،، فتسعى بممارسة التزوير ودفع الاموال والرشاوى وشراء الذمم او الابتزاز والتهديد والتصفية لمناؤيها  .

وهذا هوحال العراق منذ عام 2003 ولحد الان فلا الاحزاب تاخذ دورها في عمليات التغيير والاصلاح والبناء ولا الارادة الدولية والاقليمية تسمح بذلك والخاسر الاول والاخير هو العراق والمواطن البسيط  الذي تكوى وذاق الامرين من هذا الحال وتراجعت همتة في المشاركة والذهاب الى صناديق التصويت وكما شاهدنا في الانتخابات السابقة واحتمال هذا العام ستكون المشاركة  اضعف والعزوف اكبر .

أذا كثرة الأحزاب هي المشكلة في استمرار الفوضى وتعميق هذا الوضع المزري وهي ظاهرة غير صحية وتكشف عن ضعف الوعي والثقافة الاجتماعية في البلد وتشتت اصوات الناخبين في حين ظاهرة قلة الاحزاب تساعد القوى على المنافسة لتقديم برامجها وخدمة البلد  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك