المقالات

الانتخابات القادمة وظاهرة تعدد الكيانات والاحزاب..صحية ام سيئة؟!

1244 2021-02-01

 

 يوسف الراشد ||  

     

يشهد العراق استعدادات وتحضيرات مبكرة لخوض الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر تشرين الاول القادم عام 2021 حيث سيتنافس حوالي 400 حزبا وكيانا سياسيا ومنظمة وتجمع ونخب اكاديمية مختلفة لتسجيل اسماؤهم لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .

ولاشك بان هذه الظاهرة والممارسة الديمقراطية التي  أسيىء استخدامها من خلال ظاهرة تعدد الاحزاب والكيانات بهذا الشكل المفرط والذي افقد مصداقيتها وشوهت ملامحها  لدى المواطن والمتلقي العراقي وهي ظاهرة غير صحية .

وقد تنوعت خلفيات هذه الأحزاب والكيانات بين الإسلامية والعلمانية والشيوعية والمدنية والقومية والمنطقية والمستقلة للتنافس بينها في خضام هذه الزحمة من الأحزاب والكيانات التي تبادلت الادوار في حكم البلاد  خلال 17 سنة مضت واثبتت فشلها وارجعت البلاد الى 50 سنة من التخلف وسوء الخدمات وتراجع التعليم والصحة والزراعة والصناعة والبنى التحتية وستشرى الفساد اغلب مفاصل الدولة.

في حين ان اغلب الدولة المتقدمة والتي سبقتنا بالتجربة الديمقراطية ،، فيها حزبين او ثلاثة هم الذين يتنافسون فيما بينهم  فالحزب او الكتلة او التيار الذي يفوز يستلم مقاليد الحكم وينفذ برنامجه الانتخابي والذي لايفوز يكون معارضا ويراقب اداء الفائز كما يحدث في امريكا او الدول الاوربية  .

ان هذه الفوضى التي تعيشها الاحزاب هي نابعة من عدم نضوج التجربة الديمقراطية في عقول اغلب مسؤوليها  مما ولدة هذا العدد الهائل من الكيانات وزاد الطين بلة وزادت المشاكل السياسية  وولدة الفساد وترهل كبير في المؤوسسات الحكومية  بسبب غياب البرامج الواضحة لأغلب تلك الأحزاب .

أن كثرة الأحزاب لا تسهم في حل مشكلات العراق ولا تستطيع الأحزاب الجديدة الفقيرة منافسة الأحزاب الكبيرة التي تتبادل الادوار فيما بينها ولا تسمح للاحزاب الاخرى ان تنافسها او تحقق الفوز عليها ،، فتسعى بممارسة التزوير ودفع الاموال والرشاوى وشراء الذمم او الابتزاز والتهديد والتصفية لمناؤيها  .

وهذا هوحال العراق منذ عام 2003 ولحد الان فلا الاحزاب تاخذ دورها في عمليات التغيير والاصلاح والبناء ولا الارادة الدولية والاقليمية تسمح بذلك والخاسر الاول والاخير هو العراق والمواطن البسيط  الذي تكوى وذاق الامرين من هذا الحال وتراجعت همتة في المشاركة والذهاب الى صناديق التصويت وكما شاهدنا في الانتخابات السابقة واحتمال هذا العام ستكون المشاركة  اضعف والعزوف اكبر .

أذا كثرة الأحزاب هي المشكلة في استمرار الفوضى وتعميق هذا الوضع المزري وهي ظاهرة غير صحية وتكشف عن ضعف الوعي والثقافة الاجتماعية في البلد وتشتت اصوات الناخبين في حين ظاهرة قلة الاحزاب تساعد القوى على المنافسة لتقديم برامجها وخدمة البلد  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك