المقالات

العراق مابين الكان واليكون كتاب في حلقات – 6

1430 08:09:00 2008-03-26

( بقلم : مــحــمــد حــســيــن )

أن جميع أنتفاضات وثورات العالم لم تأتي من المجهول وإنها ليست ظاهرة فجائية أو مزاجية من غير جذور ، بـل أنها مسيرة ذات أصول وقواعد تأريخية صلبة  ومدروسة تمتدة عبر تأريخ كل مجتمع مكافح يطمح الى الأستقلال و التغيير . وأن الغاية من الثورات الشعبية في العالم هو تغيير النظام السياسي الكامل في البلد وليس فقط أستبدال الوجوه بوجوه أخرى .

ولو رجعنا الى ماكان عليه العراق أيام الأستعمار البريطاني وكيف أن الفصائل المتنوعة للشعب العراقي وتعدد الأفكار السياسية والتيارات الفكرية التي كانت سائدة تلك الأيام وموقفها أمام الأستعمار وكيفية التعامل مع الأحداث والنظرة المستقبلية للبلد ، نـرى أن العراق كان يتكون ومازال من عدة قوميات مختلفة وهي العرب ، الأكراد ، الآشوريين ، الفرس والتركمان ، إضافة الى الأديان المتنوعة حيث أكثرية المسلمين ، المسيحيين ، اليهود، الصابئة والأيزيديين.

مثلما كان يتالف المجتمع من ثلاثة طبقات :- الأولى الأقطاعيين أو الملآّكين للأراضي والعقارات والذين نموا برعاية خاصة من العثمانيين . والثانية الطبقة المتوسطة من التجّار وأصحاب الاعمال الحرّة والموظفين ، والتي تعتبر الطبقة الواعية المدركة لضرورة التغيير ، مع قلة نفوذهم في الكيان السياسي آنذاك .

والثالثة الشريحة الواسعة من الفلاحين والعمال والتي كانت تقدر نسبتهم تلك الأيام 85 بالمائة ، وهذه الطبقة كانت تعيش حالة الفقر والعوز وتعيش حياة هامشية وغالبا ما تكتفي بمجرد البقاء أحياء ، مع ردائة مستواها الصحي المخيف ، وأنتشار الأمية والجهل بين طياتها ، وأنعزالها تماما عن الأحداث السياسية السائدة في البلد لأنهم مشغولين بقوت يومهم وعيالهم .

وهكذا كانت هناك فئة أخرى الى جانب تلك الطبقتين تعرف بطبقة الأفندية وتتكون من كبار الموظفين والضباط العسكريين في العهد العثماني ، إضافة الى زعماء العشائر والأقوام والوجهاء في المدن .

والجدير بالذكر كانت هناك فئة ثانية وقوية التأثير في الشارع العراقي تعرف بالملاّئيه وهم علماء الدين وطلاب الحوزات والمدارس الدينية وكانوا يعيشون حالة الأستقلالية عن الحكومة ، إلاّ طلاب الحوزات الدينية في مدينتَي كـربلاء المقدسة والنجف الأشرف كانوا يجمعون بين الدين والسياسة .

..... / يـتـبـــع :-

مــحــمــد حــســيــن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك