بقلم : سامي جواد كاظم
كثيرا ما يسقط حافر الحفرة فيما حفر ، قناة العربية اصلا موجهة ومسخرة لخدمة ال سعود بدليل التمويل ولهذا تكون برامجها ممحصة ومدققة بل وحتى الضيف الذي تختاره ادارة القناة يكون خاضع للتحري خوفا من الفلتان لافكار لا تريدها عائلة ال سعود ان تبث .
ومذيع السعودية المشهور تركي الدخيل هو احد الاجندة الذي تعول عليه ادارة قناة العربية في تقديم برامجها التي تتفق وسلوكية ال سعود وطبعا يكون معه فقهاء الفتاوى التكفيرية من مشايخ الوهابية . وفي برنامج اضاءات الذي قدمه تركي الدخيل يوم 25 كانون ثاني جاء عكس ما تشتهي النفوس حيث انه لم يدقق في الشخصية التي استضافها وهي ( محمد العبد الله الفيصل ) في برنامجه على اعتبار ان هذه الشخصية لها باع طويل في خدمة ال سعود من خلال تقلد مناصب حساسة وعالية في الحكومة التي لا يمكن لاحد ان يبلغها ما لم يثبت ولائه للوهابية وعليه تمت استضافته من قبل تركي الدخيل للتحدث عن مدى تطور الوضع السعودي تربويا .
المسكين ما ان ساله عن رايه بالمناهج التربوية في السعودية فجاء الجواب صاعقة اذهلت المذيع الجهبذ الذي لم يستطع تدارك الموقف والذي يعد من مؤهلات المذيع هو كيفية احتواء المواقف المحرجة الا ان شدة الصعقة جعلته ينذهل فاصيب بالجمود حيث قال الأمير محمد العبد الله الفيصل الذي عمل في منصب وكيل وزارة المعارف حتى عام 1983 ثم قد استقالته،( بأن التعليم في السعودية يعاني من مشكلة، داعيا لتغيير فلسفة التعليم ) ، وهذا الكلام جعل المذيع يرد عليه بالقول هذا الكلام خطير يا امير فاجابه الامير هذا رايي بل وحتى اني ارسلت ابنائي الى الخارج حتى لا يتربوا على مناهج التعليم المحلية .
وأضاف الامير (ذات يوم ذهبت لوزير المعارف الشيخ حسن آل الشيخ، وقلت إن الكتب الدينية التي ندرسها هي كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولا يجب تغيير مضمونها، ولكن يجب تغيير اللهجة بمعنى أن الولد يقرأها ولكن لا يفهمها). وتابع (لا يرضيني مستوى التعليم في السعودية وأنا شخصيا أرسلت أولادي بعد الإعدادية للدراسة في الخارج.. فنحن بعد التجربة تبين أن مناهجنا خرّجت إرهابيين فجّروا أنفسهم..وعلينا أن نبحث كيف يجب أن نخرّج هذا الشباب).
وعلى ما يبدو ان الامير انفتحت قريحته لاخراج ما يجثو على قلبه في صدره فعرج على مسالة سرقة الشعر من قبل الامراء من ال سعود حيث تحدث الأمير محمد العبدالله الفيصل عن أمراء (يسرقون) شعر الآخرين، وكأنه يستحضر ما أشيع عن والده عبد الله الفيصل الذي كتب قصائد عدّة، تحوّلت إلى أغان لمطربين مشهورين مثل أم كلثوم، وقيل حينذاك بأن الأمير استأجر بعض الشعراء الكبار لينظموا قصائد بإسمه. يقول الأمير محمد الفيصل بأن والده الأمير عبد الله الفيصل (أخضعه لامتحان ليتأكد بأنه يكتب شعره بنفسه ولا يشتريه)، وقال (أنا شخصيا أيضا أخضعت ابني سعود لنفس الاختبار). وأضاف (هناك أمراء، وغيرهم، يشترون الشعر وأنا ضد ذلك. بدلا من ذلك عليهم بناء شركات تشجع وتنشر الشعر وتعطي أصحاب الشعر أجورهم، وأنا أنتقد أن يقوموا بنسب الشعر لأنفسهم وهو ليس لهم وهذا نوع من السرقة). لا يكفي سرقة اموال وقوت وحرية وكرامة الشعب بل تعدى ذلك الى سرقة الشعر وشيء واحد لم يسرقوه بل صدروه هو الارهاب وفتاوى التكفير
https://telegram.me/buratha