( بقلم : بديع السعيدي )
كل يوم يمر علينا في العراق الا وبه شهداء سقطوا باياد قذره ولحايا صفراء كقلوبهم الحاقدة على ابناء هذا الوطن وكلما قتلوا منا اناس يتفاخرون ويقول بعضهم لبعضه هل من مزيد وبتاييد مستمر من شيوخ الوهابيه ومن اصحاب الحصانات شركاء العملية السياسيه الحاليه –
لدي شعور بان الذي يحدث في العراق الان ما هو الا ضحك على ذقون البسطاء من عامة الناس وكل الذين متواجدين الان في العراق لايريدون للعراق الهدوء والاستقرار ويريدون ان يبقى الحال هكذا لمتطلبات سياسيه مدروسه مسبقا على حساب دماءنا الزكيه التي اصبحت تسيل كالانهار في ارض العراق وللاسف السكون يلف المنطقه والاعلام لايكترث لما يحدث وكانه لم يكن هنالك شيئ يذكر وبالمقابل اذا قتل مواطن فلسيطيني في غزة وكلنا نعرف حكام غزة الذين ايدوا وساندوا الرقاوي وغير الزرقاوي بالتفنن بقتلنا تاركا اسرائيل تصول وتجول بغزه وبغيرها فتراهم يتباكون على هذا القتيل ويتطرقون لمسالة قتله بكافة وسائل اعلامهم ويستنكرون ويشجبون ولكن المئات من الشهداء التي تسقط على ارض العراق هذه حالة اخرى لماذا؟ لان القاتل والجاني هو عربي والمجني عليه هنا عراقي يستحق القتل في نظرهم لانهم فرحوا كثيرا عندما ازيل نظام ابن العوجه لذا فهم يستحقون الموت والعقاب على هذه الفرحة وقد تناسوا هؤلاء الاشد نفاقا واجدر ما فعله صدام بهم وبامتهم العربيه المقيته من دمار وخراب –واننا ننظر الى حكومتنا الوطنيه المنتخبه ان تعيد حساباتها مجددا وان تجعل من طريق القصاص العادل طريقا لاستقرار الامن لا الامساك بالجاني بيد وبيد اخرى يطلق صراحه ليعاود الكرة مرة اخرى فارواح شهدائنا تتساءل هل اخذتم القصاص الذي فرضه الله عليكم بقوله تعالى ولكم بالقصاص حياة يا اولي الالباب- فالذي نشاهده نحن الذين كتبت علينا الحياة ان نعيش في الغربه بان مسالة العراق وعدم استقراره مشتركة بعدة عوامل
اولا لو نظرنا الى عدد الجنود المتواجدين على ارض العراق والتي تقدر بمئات الالاف لم تستطع القضاء على الارهاب واستتباب الامن ولو ارادوا ذلك لفعلوا ولكن هنالك حسابات سياسيه واقتصاديه والدليل على ذلك اننا نشاهد هنالك دول مجاوره مستهدفة من قبل القاعده ولا توجد بها هكذا كثافة من الجيوش وان الامن عندهم مستقر ومستتب تماما فما هو عمل هذه الالوف من الجنود في العراق اذن
اما العامل الثاني هو الحكومة فيجب ان تضرب بيد من حديد كل من حاول او يحاول المس بحياة المواطن وبمحاكم سريعة وتنفيذ احكام هذه المحاكم وعدم تاخيرها وكذلك يجب على الحكومة والبرلمان ان يجعلوا حدا لمسالة الحصانات التي اعطيت لاناس قتلة وفجرة لايستحقونها وقد خدمتهم هذه الحصانات كثيرا بالتحريض العلني على لارهاب ومن غير اي رادع يردعهم واذا تساءلنا عن هذه الحصانات يقولون بان الدستور قد كفلها لهم فهل هؤلاء يعترفون بالدستور وفقراته كاملة ام انهم يعترفون بالفقرات التي تخدمهم فقط واما الفقرات الدستوريه الباقيه والتي تخدم الشعب فلا يعترفون بها فمثل هؤلاء يجب ان يقاوموا من قبل اعضاء البرلمان الاخرين او عن طريق الحكومه او عن طريق ابناء الشعب الذين ظلمهم هؤلاء زمن الطاغية صدام ونفس هذه الوجوه الكالحة ظلمتهم الان بان خرجوا بالشوارع ليطالبوا الحكومة والبرلمان بطد هؤلاء او تقديمهم للمحاكم لتحريضهم على الارهاب ومشاركتهم بالقتل والتهجير وتعطيل الفقرات الدستوريه والقضائيه فبتطبيق هذه العوامل وعوامل اخرى تحتاج خبرة مهنية سوف نقضي على الارهاب ومسبباته وبذلك فاننا قد انتصرنا لدم الشهيد الذي سقط ليعيش العراق معززا مكرما لا متحطما ونحن ننظر اليه من دون ان نفعل شيئا لانقاذه
https://telegram.me/buratha