المقالات

وبشر القاتل بالحبل

1246 13:32:00 2008-03-24

( بقلم : سيفي الكاظمي )

ما من جريمة او جناية تقع وما من فعل مساعد يؤدي بالنهاية الى وقوعها الا ومعها الأدلة الجرمية التي تحدد كل ابعادها وحتى كيفية التعامل مع الظاهر والمستتر من ادواتها التي يحاول الجناة عادة سترها لكي لايصل المحققون من خلالها الى الحقيقه .

ورغم الصعوبة التي تكتنف هذا النوع من العمل او البحث كونه يتحرك ببطء شديد وسط مناخ غير ملائم وحتى معاد اغلب الاحيان ومع ذلك فان هذه الادلة قد تحدد الجاني بسرعه وتؤشر حتى الى نوعيته ككائن وكسلوك وحتى كاسباب .أهو بشرأم حجـــــــــر وهل عنده ماعند بني البشرمما هو شائع عندهم كالفطرة وبقية الصفات الموروثةوالمكتسبه .أم هو حجر شأنه شان الحجر وينعدم فيه كل ماليس بمعروف عن الحجر وحتى مايقربه أو يميزه عن بقية الكائنات الاخرى ؟ لماذا .

لأنه حجر وليس بالذات فحسب وانما بكل ماينبعث منه ويدل عليه مع فارق ان الحجر أساسا هو للبناء فقط أما نموذجنا نحن فهو من النوع الذي لايصلح لاللتعامل به أو معه لأنه عديم الفائده وفوق ذلك فهــو مضــــر لذلك رفضه المجتمع بأعرافه وقوانينه وحتى الرسالات وما اشبه ..أما الضحيه وبأعتباره الجانب الاخر من الجريمه فألادلة ذاتها ومثلما تكشف الجاني كطرف ومواصفات فأنها أيضا تدل على الضحية ليس كشخص فحسب وانما كقضية وكظروف ثم كضحايا وجناة ايضا لأن الجاني يعرف من ضحيته والعكس ايضا .ومهما تفنن الجناة بأخفاء جرائمهم وبغض النظر عن لونها ونوعيتها ومهما دفعوا ومهما كان حجم قوتهم ومدى تأثيرهاألا أنهم بالنهاية يسقطون وهم لايملكون غير الرضوخ للعدالة وتقبل مايتناسب وجرائمهم وكل السنن تقر ذلك والتاريخ يشهد بما لايحصى من انجازات للعدالة اوبصيغة اذا جاء اجلهم ...

وبألامس القريب وفي العـــــــــراق حصر ا شهدنا وكضحايا كيف أنتصرت هذه العدالة على الطاغيه بل وكيف جردته أولا من جبروته وكل ما أها ل نفسه به من كبرياء وطغيان وألقاب وما اشبه .وبأنتصار هذه العداله أنتصر الضحايا كلهم حتى بما فيهم الذين يرقدون في القبور .المهم أن الجناة سواء أكانواعلى شكل صدام أو أصغر منه لابد لهم من أجل ولابد لهم` أن يدفعوا ثمن كل جريمة سواء كانت صغيرة (فرديه) أو على شكل جرائم ضد الانسانيه (كبرى) والزمن ومهما تقادم لايلغي مطلقا حق الضحايا بالقصاص كما ولايلغي ايضا حق العدالة في ممارسة دورها .

ولنا في كربلاء خير مايمكن أن نستدل به ليس لانها شيئا من التاريخ وأنما لأنها أكبر شاهد بلحاظ أنها تكشف الجاني وأي جاني أنه يزيد الأبن والاب والعائله والحقبة الزمنيه والانحراف وعندما نقول يزيد فاننا نعني يزيد الامس ويزيد اليوم (صدام ) وان فاقه في حجم ونوعية جرائمه .الا انه نموذجه الثاني او نسخته الاخرى .وكما برز من بين تلك الحقبه الزمنيه طغاة وقتله ومنحرفين مثلوا الشر والحقد على الانسانية ابشع تمثيل (كالحجاج) وغيره .كذلك برز من حقبة صدام وحزبه قتله ومنحرفين ولربما اكثر دموية وقذارة منــــه لأنهم أدواته وعكازه فيما كان يطلب ويقرر .ولهم في الجريمة وما يرتبط بها باعا وسبقا لايدانيهم فيه كل شذاذ الافاق بلحاظ ماعليهم من أدلة وشواهد تشهد على مقدار ونوعية ما أرتكبوا وهي كثيره ويصعب حصرها .

المهم ان بعضهم الان في قبضة العداله العراقيه التي حددت لهم مصيـــرا كمصير طاغيتهم .وهم ينتظرون الحـــــــــــــبل ونحن معهم ايضا كضحايا ننتظره وهم معلقين به ؟ أما البعض الاخر وهم كثيرون كما نعرف فقد هربوا الى حيث دول الجوار العربيه التي اتفقت كلمتها و لأول مرة في سياستها على مناهضة ومناؤة العراق الجديد ومتغيراته الفريدة فى المنطقه .واشكال ذلك معلنه كمفردات على الارض العراقيه وهي موجهه أساسا لضرب ووأد هذه المتغيرات لأنهم يخافون من أنتقالها السريع اليهم .لذلك ارسلوا لنا رسلهم (أبابيلهم ) عبر منافذهم وهي معروفه بلحاظ ما حصل عندنا وكانوا في غاية اللطف معنا كونهم أشقاءلنا (القذارة والخسة )وبسببهم سالت الدماء العراقية كثـــيرا.

المهم أن هذا الرهط يحاول قدر مايتمكن التخفي والتلون بأستخدام كل وسائل التمويه والخداع التي يوفرها (الأشقاء )لهم لكي يكونوا أجراء لهم مستقبلا ثم لكي لايقعوا مثل (رفاقهم ) ولكن المحال محال لكون ما عندهم وما عليهم وهي متوفرة وحاضر ة ليس للشهادة فحسب وأنما للادانة وحتى أصدار مايترتب من أحكام ثم (ان القاتل لابد أن يقتل) حتى ولو بعد حين كعقوبة أجرائية وكمصير لاسبيل من مواجهة غيره. والقانون الالهي يؤكد على تبشير القاتل بالقتل .وهذا يعني أن القاتل ومهما كانت قوته ونفوذه ومهما تلون وتسربل ومهما أيضا كانت الظروف والمستجدات يجب أن ينتهي بالقتل أيضا وهو(القانون ) لكل زمان ومكان ثم أنه وعدا ألهيا قبل أن يكون قانونا وضعيا أو ماشابه .والادلة وحدها تدل وتؤشر وتحدد أيضا واذا نطقت يصمت ما عداها ويكون الخيار لخيارها وهو يعني ان القصاص لامفر منه (واذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون ..) لذلك لانستغرب عندما نرى القتله وبالذات الطواغيت منهم تقتلهم جرائمهم حتى اذا غابت الادلة اوعتــــم عليها ولكنهم في النهاية كحال ضحاياهم أو أسؤء منها.

واذا اردنا التأكيد يكفينا جرد ولو بسيط او حتى مقارنة بسيطة ايضا وهى لاتكلف سوى الرجوع قليلا الى الوراء أو الى ما مضى وهنالك اكثر من تجربة تطالعنا وهي منتشرة هنا وهناك واوقاتها الزمنية متقاربة ويمكن الاشارة او الاستدلال من أى نموذج منها .والقتلة هنا اغلبهم على رأس أنظمة قمعية واستبدادية وكانوا يتمتعون بمزايا الحكم والقوة والنفوذ وما الى ذلك من عوامل مكنتهم من فرض شخوصهم وافكارهم لفترات طويله ؟ ولكنهم وماعندهم وماحولهم حين (الاجل ) ينهار عليهم ومن يحيط بهم كل (بنيانهم) والاكثر من ذلك انهم يعترفون لاحقا على انفسهم بما ارتكبوه اذا قدر لهم الكلام قبل الموت او الافلات من الانتقام .خاصة بعد السقوط مباشرة .وكما نعلم فأن السيف والرصاص والحبــــــــل وحتى (حتف أنفه) هي وسائل الالغاء عند القتله ومع ذلك فأنهم يقتلون بها أيضا والاكثرمن هذا فهم يتجرعون الموت قبل قتلهم غصة بعد غصه من الخوف والذعر ووحدانيتهم امام العداله أضافة الى شبح او كابوس السقوط وأين هم اليوم من الامـــس .فالمظلوم يقتل مرة واحده ولكنهم يقتلون اكثر من مره لان يوم المظلوم على الظالم أشــــد.

 ومن هنا يمكننا القول أن (الحبــل) الذي علق به الطاغيه وان كان هو ذات الحبل الذي كان يتلذذ بأستخدامه مع جلاوزته في سجونه وأقبيته السريه ضد الابرياء الا أنه أكثر وقعا وتأثيرا ورهبة أضافة الى دلالاته الاخرى التي يجب مجتمعة ان تضغط بأتجاه العمل به بشكل مستمر وتعميمه لكسر شوكة الارهاب والقتل العشوائي والتفرعن وما أشبه بأعتباره خير ما يردع ويؤدب ليس للكبار (الطواغيت ) فحسب وأنما لكل من يسترخص حياة الانسان او يتجبر عليه .فالتلويح بالحبل والموت فيه معلقا تتدلى منه ادرانه محطما لاحراك فيه وخسارةكل ما باليد من قوى وأمكانات. سياسة يجب التذكير بها بأستمرار خاصة عندنا في العراق بلحاظ ما جرى ويجري وبلحاظ ما ينبغي أ ن نكون عليه في المستقبل وكره الاشقاء لخياراتنا وطموحاتنا نتيجة ضعفنا الحالي ؟فالقتل وان كان يعبر عن مرض قاتل اسمـــه (القتل )أيضا يدفع مرضاه لممارسة القتل لأتفه الاسباب والمبررات وكل الديانات السماوية والقوانين الوضعية تحرمه بشدة وتتوعد القاتل بالخزي في الدنيا والنار في الاخره لما له من آثارضارة على سلوك الفرد وبنية المجتمع ومع ذلك وفي الحا لة العراقية الراهنه ينبغي التلويح به كخيارمفروض ومر ولكنه مهم عندنا بسبب ما حصل وبسبب شيوع التفنن به وتورط حتى بعض المحسوبين على االعملية السياسيه فيه .

ومن المؤكد ان التلويح به لايكفي ما لم يرافقه التأكيد عليه عبر تنفيذ الاحكام التي تصدر تباعا وعدم الانتظارطويلا كما في حالة علي كيمياوي وربعه ؟ومن الطبيعي أن نأخذ هؤلاء القتله بجريرة ما أرتكبوه (الأدله) والوقائع عندنا تقول بكثرتها وهي تكفي لأدانتهم جميعا ليس لليوم فحسب وأنما لغد ومابعده (المستقبل ) والجرائم التي أرتكبها صدام خلال فترة حكمه البغيض لاشك بأنها هائلة ومروعة يكفي ان العراق كأرض وشعب تعداده اكثر من 28 مليونا تضرر منها وبشكل غير مسبوق وسيبقى يدفع الثمن الى ما لايعلمه الا الله ومن كثرتهاونوعيتها أمسى رمزا للقتل ولكل قاتل وطاغية ليس في العراق فحسب وأنما لكل العالم وسيبقى كذالك على مدار التاريخ البشري كله كما يزيـــــــــــــــــد والحجاج وأمثالهم .

كما وبنفس الوقت أصبح الضحايا رمزا للتضحية والفداء في سبيل العقيدة والوطن وبـــهم تحقق النصر وزوال الطاغيه .وأخيراما ينبغي التذكير به أن الرمزية وبقدر ما تشير للقتلة فأنها أيضا تشيرللضحايا (الشهداء )الذين بتضحياتهم وعطائهم صنعوا المجد والعزة لأمتهم ومن هنا تستذكر الامم الحية وبالذات شعبناالعراقي قيمة وعظمة المضحين ورموزهم وتخلدهم بأستمرارلكي يستمر نهجهم وطريقهم وخطهم الى ما لانهاية وكل يوم كربلاء وكل أرض عاشوراء

سيفي الكاظمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك