المقالات

سياسة تسريب المعلومات


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

[ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ ]

التسريب للمعلومات نستطيع ان نعطيها تعريفا عام ضمن الطبيعة العامة لها و الذي سيختلف بحسب المعلومة و خصوصيتها هو: الكشف عن معلومات محظور نشرها قبل صدورها رسميًا ، أو التصريح دون إذن بمعلومات سرية او حتى غير سرية .

لان هناك من المعلومات التي بطبيعتها الادارية و القانونية هي غير سرية ، ولكن ضمن و اقعها الزمني و المكاني الوجودي لا يسمح بنشرها و التدوال بها ، باعتبار تحتاج الى فترة ان الصح التعبير عنها بالحضانة حتى تصل الى مرحلة الولادة الادارية و القانونية الصحيحة لظهورها  ، و الا واقعا انه هناك الكثير من المعلومات و التي هي الغير السرية التي بأفشاءها و تداولها كانت سببا بالكثير من الخراب و الدمار و خصوصا الاقتصادية منها و السياسية الخاصة بالقرارات الداخلة بعمل الحكومة التي تقوم بأدارة الدول .

ان الملاحظ عبر تأريخ الماضي و الحاضر و الخاص ، بطبيعة حكم الدول و سياساتها ، ان اغلب الخراب و الدمار الذي وقع فيها ، و منه الخلل الامني و الاقتصادي  و حتى العسكري و غير ذلك الكثير كان السبب هو تسريب المعلومات المهم السرية و غير السرية الخاصة بالدولة و الحكومة التي تديرها و مؤسساتها ، و هذا خلل من الواضحات الذي يسجل تحت عنوان المؤشر السلبي على سوء الادارة

و التقييم ، سواء كان ذلك على الصعيد الحكومي القائمة على ادارة الدولة ، او على الصعيد الذاتي الشخصي المتمثل بالمواطن او قل الموظف القائم بوظيفته ، و الذي كان يجب ان يكون كلا الصعدين على مستوى عالي من الشعور بالمسؤولية اتجاه مصلحة الدولة .

ان الواجب شرعي و قانوني و فطري يدعو الى  حفظ كافة التوجهات و القرارات و الاسرار الخاصة بالدولة  ، لغرض حفظ وجودها العام .

ان الدين الاسلامي كان واضحا جدا في قضية التوجه الى حفظ الاسرار ، و المعلومات سواء على الصعيد العام و الخاص ،  بل شدد على  حفظ الكثير من متعلقات الحياة ،  و اعتبار ذلك امانة لدى اصحابها ، و يجب مراعاة الناحية الشرعي المشددة بعدم الافشاء و اطلاع الاخرين عليها فضلا عن المعلومات التي تخص نظام الدولة العام ، و النصوص في هذا الصدد عديدة ممكن الاطلاع عليها و النظر كيف كان النظام الاسلامي حريص على حفظ المعلومات و الشعور بالمسؤولية اتجاه ما يكلف الشخص به .

ان على الحكومات و موظفيها و حتى المواطنين ،  مسؤولية شرعية قبل ان تكون قانونية بحفظ معلومات و متعلقات الدولة العامة و الخاصة ، لان ذلك من مقومات الانتصار على العدو و البقاء   .

اما اتباع نظام الا مبالاه بتسريب المعلومات من قبل بعض السياسيين او الموظفين ، و الغرض من كل ذلك المصالح الضيقة و التي تهدف الى التسقيط السياسي او الشخصي ، او من اجل امور في حد ذاتها ، لا تعدو الا امراض نفسية نابعة عن الحقد و البغضاء ، و الانانية و كل ذلك سيؤدي بالنتيجة الى جعل الدولة نظام الدولة العام في خطر الداخلي و الخارجي .

نتمنا تشديد العقوبات على من يتسبب بافشاء اي معلومة تتسبب بهتك وجود كيان الدولة .

نسال الله حفظ العراق و اهله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد سعيد
2020-12-20
حياكم الله شيخنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك