المقالات

فصل الدين عن الدولة مقولة بائسة


 

سامي جواد كاظم ||

 

اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب ، والفرصة لا تاتي بموعد بل بتفاعل بعض الظروف مع بعضها في زمان ومكان معين فالشاطر من يحسن اغتنامها والعكس في العكس ، ولكن هنالك فرص مصطنعة يعتقد الجاهل انها فرصة او انها من استحقاقاته وشاهدنا على ما نقول ، هنالك برامج مرئية او مسموعة لها شهرتها في ما تتناوله من مواضيع او ما تجريه من لقاءات وهذه البرامج يسخر لها جهد ومال لغايات بعيدة المدى وعندما ياخذ صداه يبدا بتحقيق الغاية التي من اجلها تم اعداده .

اخص بالذكر البرامج التي تتناول الشان الاسلامي والسياسي الموجهة ضد الاسلام ، فانها تستضيف اشخاص اشبه بحنون في تحليلاته وانتقاداته للتراث الاسلامي من خلال كتاب الفه كاتب اسلامي قد يحمل صفة فقيه شيخ داعية ، ولكن تحصيل حاصل ان الكتاب يمثل وجهة نظره وليس الاسلام الا ان فطاحل هؤلاء البرامج يعممون الامر على الاسلام خذوا مثلا برنامج تبثه الحرة اسمه ( مختلف عليه ) اعداد وتقديم ابراهيم عيسى المصري ، ومن يبحث في التراث الاسلامي عن المختلف عليه فانه سيجد الكثير بحكم المذاهب والملل وتعدد القراءات مع المدسوسين والمزيفين ولكن اللافت للنظر هو الشخصيات التي يستضيفها لكي تنتقد الدين عامة والاسلامي خاصة ، وهؤلاء ليس لديهم ثقافة معينة تخدم البشرية فقط يحمل الدكتوراه في قراءته النقدية والتنكيلية ولكن لو سالت ماهي خدماته للبشرية سوف لا تجد له رصيد ، والاسماء كثيرة ولكن القاسم المشترك لهم الاسلام والرد سيكون دفاعا عن الاسلام .

تحت خيمة المقولة البائسة ( فصل الدين عن الدولة ) تنفتح قريحته في التفلسف والانتقاد وهم اصلا يجهلون ماهية الدين ولكن لنتماشى مع ما يعتقدونه / فمن اين جاء الدين ؟ القران والسنة ، هذا اولا ، والمقصود من الدين حسب رايهم هو العبادات ( صلاة ، صوم ، حج، وما الى ذلك ) ، وهنا نبدا في التساؤل ، هل القران اقتصرت اياته على هذه العبادات فقط ؟ ان فيه ايات لا علاقة لها بالعبادة (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ  حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا  حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ، مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ، ومئات الايات على هذه الشاكلة ، اين العبادة فيها؟ ـ سبق وان كتبنا مقالا عن هذا الفرع ـ ، ناتي للمصدر الثاني هو السنة اي الاحاديث النبوية ، هذه الاحاديث التي هي بالالاف اجمالا وحتى لو نقحت فلتكن الف او خمسمائة ، فهل كلها تتحدث عن العبادة ؟ في كتاب كلمة الامام الصادق عليه السلام 125 حديثا تقريبا عن السياسة وكلها منبعها رسول الله والقران بالاضافة الى العلم والطب والاساس فيها هي الاخلاق  ، فهل نقول للامام الصادق لا يحق لك الحديث عن السياسة والطب والعلم ام نشطره شطرين وتلغي العلمانية الشطر الذي يدحض افتراءاتها .

الاسلام جاء اولا لبناء الانسان وهذا الانسان عندما يتمترس بالاخلاق الحسنة فانه يبدع في العلم ، وبناء الانسان يعني بناء الاسرة ، وبناء الاسرة يعني بناء المجتمع ، وهنا بدات الحركات المعادية للاسلام بهدم الانسان حتى يتحقق لها ما تريد وهدمه يبدا من نسف التعاليم الاسرية التي تنمي العلاقة بين افراد الاسرة بشكل صحيح ، وحتى يتم لهم ذلك تراهم يستهدفون المراة اولا ، ومن ثم اباحة الجنس بكل اشكاله  حتى تتفسخ العلاقات الاسرية السليمة بل زادوا على ذلك اباحوا زواج المثل .

هذه المفاسد لا يتطرق لها الجهبذ الذي يستضيفه صاحب برنامج مختلف عليه ، ولكن يحاول حقن برنامجه ببعض المخدرات بالتطرق الى مفاخر اسلامية لا تستهدف المباني العلمانية حتى تجعل المشاهد يعيش الاضطراب والاهتزاز في الراي .

لنترك ما قلناه ونتماشى معكم الدين العبادة اي العبادة لله عز وجل ، سؤالنا فهل يرضى الله ان يعبده من هب ودب ؟ مثلا يتزوج مثليا وياتي ليعبد الله ؟ يزني ويسكر وياتي ليصوم ؟ يظلم ويكذب ويمارس موبقات السياسة ويذهب للحج ، كيف بكم انتم تقومون بالاختبارات والتحري اذا ما اردتم شخص ما يشغل وظيفة معينة لانكم تريدون شخص وفق مؤهلات خاصة وهذا من حقكم فهل يحق لكم ولا يحق لله عز وجل ؟ وعندما يستوفي العبد شروط الاخلاق وتقبل عبادته فانه يبدع في حياته اليومية وممارساته العلمية والعملية ويؤسس عائلة متماسكة وهي نواةلمجتمع راق .

لم اجد علماني سأل او تطرق لنهج البلاغة مثلا او رسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام ، وهذا ما يلجم افواههم فلا يتطرقوا له

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطنة
2020-12-11
سلام عليكم حقيقة لم اتابع البرنامج حتى اكوّن فكرة ولكن من ظاهر مقالكم ان امتعاضكم من الضيف وليس المستضيف لان اسم ابراهيم عيسى ان كان هو نفسه الشخص الذي يكتب للتلفاز ايضا جذبني في طرح مفاهيم اسلامية يحاول الوهابيون طمسها مثلا مفهوم الشفاعة الذي طرحه في فلم حديث لهذا العام بإسم صاحب المقام حقيقة اندهشت من فكرة ظهور العمل للنور رغم اجواء مصر التي يخيم عليها الرفض لمفهوم الشفاعة واصحاب المقامات وتعرض الفلم لنقد كبير لانهم حسب ادعائهم يجدون انه يرسخ لمفهوم لابد ان يمحي . تمنيت لو كان لدينا كاتب اسلامي عراقي واحد قادر على طرح مفهوم اسلامي وسط كل هذه الفوضى المنظمة لتدمير بنى الاسلام التحتية . ان كان لديكم فكرة اخرى واطلاع موسع عن الكاتب ياريت تقدموه لنا في مقال فمتابعتنا عنه للان لا تزال في مقدماتها وهي بالاجمال ايجابية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك