( بقلم : سلام السراي )
أصبت بالدهشة وأنا أتجول في شوارع مدينتي التي بدت وكأنها مدينة أشباح رغم أن الساعة هي التاسعة مساءً، فغالباً ما تكون حركة الناس مستمرةً والمقاهي لما تغلق بعد والمطاعم ما زالت تقدم وجباتها للزبائن والساهرين، إلا أن هذه المرة اختلف الأمر..
فالشوارع صارت تشكو الملل والانتظار فزعة من فرض حظر للتجوال، فبعض الناس قد ذهبوا إلى منازلهم، فيما بقي الآخر متسمرا إلى شاشة التلفاز ومن أقرب مطعم أو مقهى أو محل حلاقة أو أسواق خوفا من انقطاع التيار الكهربائي داخل البيوت عندها يمكن أن تحدث(هستريا) داخل الأسرة الواحدة!!، والأنكى من ذلك كله خروج الكلاب السائبة- يجل ويكرم القارئ- في مثل هذه الأوقات المبكرة في موقف طريف يدلل على انخداع الحيوانات بمثل هذه الأوقات .. ما الأمر؟ ماذا يجري؟.. فهذا يقول لصاحبه(راح يطلع عريف شلتاغ)!!، وذاك يغلق الموبايل قائلا :(تخلص بيت الطين وأخابرك)..
ما الأمر؟ ماذا يجري؟.. الظاهر أن هذا الاهتمام من قبل المواطنين هو بسبب مسلسل تلفزيوني يعرض عبر إحدى الفضائيات العراقية، وقد حاز هذا المسلسل على ثقة العراقيين ونال استحسانهم في وقت تستعد المحافظات العراقية إلى خوض انتخابات المجالس المحلية لاختيار ممثلي الشعب لتحقيق ما يطمح إليه المواطنون!!.. فأقترح على كل من يرشح نفسه لخوض هذه الانتخابات أن يستغل هذه الظاهرة الفريدة التي أحدثها هذا المسلسل، فعلى من يدخل معركة التنافس ينبغي عليه أن تتضمن (شعاراته) التي يرفعها الإيفاء وتحمل كل تكاليف إنجاز الجزء الثالث من مسلسل(انه هديرس.. هديرس انه) علَّه يكون ذلك فاتحة خير للفنانين والممثلين والعراقيين عامة!!، وتذليل كل العراقيل التي تحول دون مشاهدة المواطنين لهذا المسلسل، كالتغلب على انقطاع التيار الكهربائي وتوفير مادة البنزين(اللاعب الاحتياط عن الكهرباء)!!، فان هذا يعد أفضل حملة انتخابية يقوم بها هؤلاء المرشحون!.
فابشري يا(دسيم) فان الخير قريب، وقرَّ عينا يا(بيت الطين) فان (أمورك) ستتحسن وربما يصبح (البيت) بما يعدك به المرشحون(دبل فاليوم) أو (قصر الشوق) أو حتى (قصر الاليزيه)، أما إذا كانت هناك نية لمن يتصدى للترشيح في (سفاهة)!! ما ذكرنا.. فنقول لهم: لا تتعبوا أنفسكم في البحث عن شعارات جديدة تفضي إلى الفوز بالمقاعد التي تستحقونها، فان بعض زملائنا وإخواننا- ممن لديهم هوس بالأرشفة وحفظ الأشياء- قد احتفظ ببعض اللافتات والبوسترات والمنشورات المتعلقة بالانتخابات السابقة(وهي شعارات معبرة وهادفة)!! فيمكن التعاقد معه لتعليقها مرة أخرى وفي المكان الذي ترغبون وبأسعار رمزية فهو ما زال عاطلا عن العمل!!، وقد صدق ملا عبود الكرخي عندما قال ( بغداد مبنية بتمر.. فلِّس واكل خستاوي).
https://telegram.me/buratha