سعد الزبيدي *||
الإعلام هو أخطر الاسلحة التي تستخدمها حكومات أو مؤسسات أو أفراد في تسقيط دول أو حكومات أو أشخاص وما مر به العراق منذ 2003 كان مادة دسمة تاجرت بها قنوات عراقية وعربية وعالمية من أجل تنفيذ مخططات خارجية حاقدة ونجحت في أكثر من مناسبة في صب الزيت على النار وواستطاعت تأجبج الوضع واللعب على الوتر الطائفي تارة وعلى الوتر القومي تارة أخرى وٱخرها مارافق ثورة تشرين من أعمال حاول الإعلام الأصفر فيه لجر العراق إلى المجهول وإلى حرب أهلية واقتتال شيعي شيعي لايحمد عقباه.
القنوات التي تعتاش على مصائب العراقيين ونكباتهم وأزماتهم كانت في المرصاد لكل شاردة وواردة وكانت مكاتب تلك القنوات المنتشرة في عموم العراق شمالا وجنوبا شرقا وغربا في سباق محموم من أجل الحصول على الخبر حتى وإن كان ملفقا لتبث شعور القلق وعدم الثقة الطمأنينة حتى فقد المواطن الثقة في نفسه وفيمن حوله ونجحت في زرع بذرة الشك والكراهية وإلغاء الٱخر فهذه القنوات تركز على السلبيات وتعمل على تضخيمها وأدلجتها وتسويقها في الزمن والمكان المعين بينما لا تتطرق لأي ايجابية في عموم العراق حتى شوهت صورة العراق وباتت صورته مشوهة مرعبة مخيفة لدى الجميع أنه البلد الأخطر على ظهر هذا الكوكب وكانت تسعى ليكون العراق بلد الموت.
اليوم نفس تلك القنوات التي لاهم لها إلا تخريب العراق والنوح على مظلوميته وتحطيم معنويات ابناءه والمدافعة عن تطلعاته والتي أقنعت كثير من الشباب المغرر بهم أن ثورة تشرين هي ثورة شيعية ضد الحكومة الشيعية الفاسدة وهذا ماسوق له كثير من سياسي السنة والأكراد عندما نأوا بأنفسهم عن مظاهرات تشرين هذه القنوات أصيبت بالعمى والصمم ولم نجد خبرا واحدا في نشراتها الاخبارية ولم تتطرق لثورة الشعب الكردي ضد حزب برازاني وحزب طالباني وكأن كردستان تقع في كوكب ٱخر فالشعب مل من انانية الحزب الحاكم الذي يستلم 25% من حصة الميزانية ويستلم رواتب الموظفين ويصر على استقطاع اكثر من 20% منها لصالحه وهو الطفل المدلل الذي تمادى في عنايته ورعايته معظم رؤساء الوزراء الشيعة وكانوا يصرون على تحويل الأموال له في أحلك الظروف وهو الذي يصدر النفط منذ 2003 لصالحه ولم يحول ولو دولارا واحدا من مليارت تصديره للمركز وهو يستحوذ على أموال المنافذ الحدودية الرسمية وغير الرسمية وبعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى خرج الأكراد من أبناء الشعب العراقي ليقولوا :- لا للسرقة والظلم والأنانية.
ولكن للاسف الشديد هذه ال(لا) التي قيدت كثيرا من قبل اجهزة النظام القمعي رغم قوتها لم تصل إلى مسامع تلك القنوات ولم يحرك نهر الدم الذي سال في السليمانية ضمير القنوات وكل جرائم الحزب الحاكم ومليشاته والمندسين الذين أرادوا أن يخلطوا الأوراق وحرقوا مقار حزب التغيير الرافض لدكتاتورية النظام مع بقية المقار المحروقة للحزبين الحاكمين وعمليات الاعتقال والخطف والتغييب القسري وتكميم الأفواه والقتل من طرف معروف للقاصي والداني لم يكن مادة دسمة لهذه القنوات لأن الشعارات تفتقد لشتم المرجعية أو إيران بره بره أربيل تبقى حرة ولم تكن هناك ذويلا أو أبناء السفارات فقد سجلت كل جرائم الطبقة الكردية الحاكمة ضد مجهول فلن تستضيف قنوات الشرقية ودجلة والبغدادية والفلوجة في استودياتها التحليلية متظاهرين أو ناشطين أو مدافعين عن الحريات مدفوعي الثمن ولا أعضاء من البرلمان الكردي. ولن نرى مناظر الحرق والتخريب ولا الظروف الفارغة ولا ٱثار الدم ولا صور القادة ممزقة ومرمية على الرصيف.
ستقمع الثورة وتمر مرور الكرام ستغتال الثورة وتكبل الأصوات لأن الثورة ليست سوى زوبعة في فنجان كما تريدها القنوات الصفراوات ومن يقف وراءها.
ولله في خلقه شؤون.
*كاتب ومحلل سياسي.
https://telegram.me/buratha