( بقلم : اسعد راشد )
ابن لادن يدعوا الى تحرير "فلسطين" بالنار والحديد وقد أطل بلحيته المطلية باللون الاحمر ‘كدلالة على لون الدم ! " من على شاشة الخبث والطائفية شاشة الارهاب والزندقة "الجزيرة" ليعلن امام العالم ان طريق فلسطين هو العراق وان بلاد الرافدين هي "ميدان الجهاد" لتحرير فلسطين !!
خروج ابن لادن في هذه المرحلة وتوجيه خطابين احدهما للغرب والاخر للمرتزقة العرب من اتباع ال سعود والوهابية خلال اسبوع واحد تم بثهما عبر تلك القناة العاهرة يكشف امور عديدة واهمها كالتالي :
اولا: الخطاب للغرب ليس فيه دلالات كثيرة رغم عنف الخطاب وشدة وقعه على جمهور الغرب الا ان احتواءه تم بالسرعة ذاتها حيث رد بابا الفاتيكان ‘الذي كان قد اتهمه ابن لادن بانه يقود حملة الاساءة للرسول الكريم (ص) ‘ بالنفي على التهم التي وجهها اليه زعيم القاعدة وبذلك قد انتفى مفعول ذلك الخطاب رغم ما تضمنه من رسالة واضحة الى اتباعه والى شبكات الارهاب التابعة له بالاستعداد للرد الارهابي على البلاد التي في نظر القاعدة قد اساءت الى رسول الاسلام النبي محمد (ص) الا ان العديد من المحللين ولمن قرأوا ماوراء سطور الخطاب يستبعدون ان تتعرض البلاد الغربية لاي هجوم ارهابي في المنظور القريب اما البعيد فعلمه عند الله والراسخون في "العلم" !
ثانيا: افلاس القاعدة ونهايته الحتمية رغم ما تبذله المحطات الفضائية وخاصة الجزيرة من جهود يائسة لاظهار هذا النابح وكانه في عنفوان "شبابه" عبر اختيار الصورة الفوتوغرافية الاقرب الى الحيوية والنشاط ‘ وبذلك يتم ايصال الرسائل المطلوبة الى المهووسين للدماء من انصاره بان القاعدة مازالت قوية الا ان الحقائق على الارض تقول ان القاعدة نهايته قد اقتربت و انها ستدفن في العراق .
ثالثا: الخطاب الموجه للعربان وخاصة الى اهل الشامات باالتوجه الى العراق باعتباره ميدان "الجهاد لتحرير فلسطين" يشير بوضوح الى فشل القاعدة في العراق وحاجته الى الافراد والعناصر "المقاتلة" الارهابية لتنفيذ مخطط تدمير العراق وقتل ابناءه ‘ فقد كان "ذكيا " وبارعا في تدليس خطابه حول فلسطين وتضليل اتباعه بل وخداعهم لجرهم الى محرقة العراق وذلك من خلال اعتبار ان العراق هو "ميدان الجهاد" لتحرير فلسطين ودعاهم بدل التوجه الى الاراضي الفلسطنية السفر او التسلل الى العراق للجهاد وهو ما اعتبره اغلب المراقبين المحايدين بانه محاولة مقصودة من ابن لادن لتحريف اذهان اتباعه والتغرير بهم لترك ساحات القتال الاساسية خدمة لمخطط اسياده .
الذين قرأوا خطاب ابن لادن ادركوا جيدا ان ابن لادن لن يستخدم اسم فلسطين الا لاهداف دعائية ولكسب عواطف الجمهور العربي كما انهم يعرفون ان هذا الشخص ليس الا دجال وعميل من الدرجة الاولى والمرموقة ومتخرج من مدرسة العمالة بامتياز فهو يختار كلماته بدقة وعناية ويوجه مصطلحات الجهاد و السلاح ومااشبه الى عقول اتباعه منطلقا من جملة "تحرير فلسطين" سعيا لرميهم في محرقة العراق وبذلك يكون قد اسدى خدمة كبيرة لاسياده .
كيف يمكن ان يدعوا هذا الدجال المفتري اتباعه ومريديه وجمهور العربان الى تحرير فلسطين بالنار والحديد ثم يختار لهم ساحة اخرى لا تمت الى ساحة التحرير باي صلة بل ساحة تختلف كليا من حيث التعدد القومي والديني والمذهبي عن الساحة الفلسطينية ذات اللون الاحادي مذهبيا تقريبا ؟
اذن ابن لادن يريد تحرير فلسطين ولكن عبر جماجم اطفال العراق ودماء ابناءه كما يريد ان يصوره للعربان فدعوته في الاصل مشبوهة تحمل في طياتها علامات اليأس والفشل في العراق لذلك توجه بخطابه الى رمز "فلسطين" لتجنيد ما يستطيع من مرتزقة لارسالهم الى مقابرجاهزة في العراق وقد تعاطف معه الاعلام العربي وتبنت الجزيرة الطائفية نيابة عن اجهزة الاستخبارت الاقليمية والدولية عملية التعميم ونشر ذلك الخطاب في رسالة واضحة الهدف منها جعل العراق ساحة تصفية اعداء امريكا والسوق بهم الى محرقته التي لن ينجوا منها المرتزقة جميعا .
هناك من المراقبين من يلمح الى وجود علاقة بين زيارة ديك شيني الى المنطقة وبين خطاب ابن لادن الاخير حيث ان هذا الاخير يتحرك بوحي من اجهزة مخابرات لدول عظمى مستمرة في مساعيها لتصفية القاعدة عن بكرة ابيها حتى اخر عنصر من عناصرها وان العراق هو الفخ والمصيدة ولذلك جاءت زيارة شيني بالتزامن مع خطاب ابن لادن لاعطاء حافز لعناصر الارهاب القاعدية للخروج الى "الجهاد" مع قدوم هذا الزائر القديم الجديد !
فهل حّل ابن لادن "في فلسطين قادما من "العراق" بعد ان تسنى له "تحريره" وهو اليوم يصلي في "القدس" والعربان ملتفين حوله ؟! ام ان حلمه مايزال لا يتعدى حدود جبال ترابورا او ادغال وكهوف "وزيرستان" ومغارات باكستان حيث يعيش تحت حراسة اقمار التجسس الكونية ! ورجال مشرف "الشرفاء" ! ولا يعصى ما يؤمر به ؟!
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha