المقالات

ورطة "حرية التعبير"

1606 2020-11-23

 

حمزة مصطفى ||

 

بعد عام 2003  تورطت الطبقة السياسية بمسألتين لم تكن تتوقع مايمكن أن يترتب  عليهما من آثار كارثية بعد سنوات.

  كلتا  المسألتين تحولتا الى مواد في الدستور. المسألتان هما حرية التعبير طبقا للمادة 38 من الدستور والفيدرالية الذي شرقت وغربت به الطبقة السياسية ماشاء لها التشريق والتشريب والتغريب موادا وفقرات "سوت الشط مرك والزور خواشيك".

لم تكن طبقتنا السياسية التي كانت منتشية آخر إنتشاء وهي تتابع حركات الدبابة الأميركية وهي تتبختر في شوارع بغداد تتخيل أن مادبجتها يدها في الدستور سوف يتحول الى مشاكل وأزمات وإتهامات. فالفيدرالية التي كانت المنجز الأكبر وأيقونة الدستور وقتذاك تحولت الآن الى تهمة لاتقل عن تهمة المادة 4 إرهاب.

وحرية التعبير التي جعلتنا كواحد من أحدث المجتمعات في مجال الديمقراطية ومجالاتها وميادينها الكثيرة جدا أصبحت اليوم موضع جدل وإتهامات متبادلة. الطبقة السياسية   تريد تشريع قانون جرائم المعلوماتية طبقا لما تراه هي على صعيد كيفية بناء المجتمع العراقي من منطلق الحفاظ على قيمه مثلما تراها هي لا مثلما ينبغي أن تكون طبقا لما يراه ممن أصبحوا خصوما لها من ناشطين ومدنيين ودعاة حرية الرأي والنشر والتعبير.

لنترك الفيدرالية و"طلايبها" التي تحولت بالفعل الى ورطة عويصة ونبقى في مجال حرية التعبير.

 ففيما بدا أن جزء من الطبقة السياسية ممن تبنى الفيدرالية في وقتها وتخلى عنها في وقت لاحق إما لم تكن لديه فكرة واضحة عنها أو إنه "تورط" في تبنيها في وقت مبكر من حداثة التجربة السياسية. الأمر في مجال حرية التعبير لايختلف كثيرا عن الحماس المفرط للفيدرالية في وقتها.

 فمن الواضح أن طيفا واسعا من أبناء الطبقة السياسية لم يكن يعلم أن "دخول الحمام  مش زي خروجه". فتسطير مواد حلوة وجميلة وممتعة عن حرية التعبير لن تبقى مجرد مواد حلوة وجميلة وممتعة. ففي التطبيق دائما يتسلل الشيطان .

 لذلك هي الآن تحاول الدفاع عن قانون يراد إخراجه من محتواه بإسم الحفاظ على الشخصية العراقية, بينما يدافع المؤمنون بالمادة 38 بحذافيرها عن المواد الجميلة الحلوة الممتعة بحذافيرها .

 أين مونتسكيو "اليفزع لنا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك