( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )
بادئ ذي بدء لابد من إلقاء الضوء على أهمية إنجاح العملية السياسية الجارية في العراق الجديد باعتبار أننا عراقيون مكلفون جميعا أن نعمل بجدية وإخلاص من اجل إنجاح هذه العملية والاستفادة من الثمرات الحقيقة التي أفرزتها هذه العملية خاصة إذا وقفنا على الواقع الدكتاتوري الذي كان يعيشه العراقيون عبر سنوات من الظلم والاستبداد والقرارات الطائشة السريعة التي أدت إلى تمزيق العراق وتدميره وضعفه وإرجاعه إلى ما قبل المربع تحت الصفر فاعتقد أن التجربة السياسية هي تجربة جديدة علينا جميعا وان القرار اليوم يُتخذ من قبل مجاميع الشعب العراقي المتمثلة برؤساء الكتل السياسية وأتباعهم الذين انتخبوهم .
وهذا شيء خطير بالنسبة لأعداء العراق الذين يبحثون لبديل لنظام مستبد كي يتسلط من جديد على حرية الشعب العراقي الذي عانى ماعانى من نتائج الحروب وويلاته وهذه العملية السياسية والملايين التي خرجت للتصويت وهي أغلبية الشعب العراقي وقد قدموا الأرواح والدماء بل ونزفت الأجساد دما عبيطا على صناديق الاقتراع ليقولوا نعم للديمقراطية وكلا وألف كلا للاستبداد والدكتاتورية ولكن للأسف الشديد أننا نجد أن بعض الساسة يحاولون كلما بدء الشعب العراقي يتنفس الصعداء ويزحف بقوة وإيمان ليّفعل مشروع المصالحة الوطنية والحوار الذي هو بحد ذاته ثمرة من ثمرات العملية السياسية الحالية نجد ان البعض يحاول ان يعكر صفوة ذلك القاء نعم نحن العراقيين ننتظر بشغف ولهفة نتائج مؤتمر المصالحة لكي ينعم أهلنا بالأمن والاستقرار ولكي تنتهي دوامة العنف الجارية في العراق ولكننا نفاجئ بانسحابات لا مبرر لها وخاصة من إخواننا في جبهة التوافق باعتبار اني احد المقترعين وكنت ارسم الآمال التي تحققها تلك الجبهة لبناء وطني واذا من المستفيد أن تنسحب جبهة التوافق ( جبهة الانسحاب) وما هي المصلحة التي حققتها من الانسحاب والانسحابات الأخرى إلا زيادة في شق الصف وتمزيق الشعب لقد أصبحنا اليوم بحاجة حقيقية إلى أن نعمل جادين ومخلصين ومتنازلين لأجل أن نُنجح هذا المشروع فملايين العراقيين قد هجِّروا من بيوتهم وهم يعيشون تحت الخيم وحرارة الشمس والقسم الآخر يستجدي حاله في البلاد العربية ينتظر رغيف العيش الذي تمن عليه الأمم المتحدة بين الحين والآخر وهل عيب أن يتنازل احدنا لأخيه الآخر!!! وهل من المعيب أن نبني العراق سوية وان نضرب على أيدي الخارجين عن القانون بقوة وشجاعة وبهذه المناسبة اطلب من جبهة التوافق أن تأخذ بزمام المصالحة الوطنية وان تكون هي الرائدة لإنجاح هذا المشروع ويكفينا خطابات متشنجة وانسحابات متكررة لا فائدة منها ولا طائلة كما أدعو وأتمنى على جميع الكتل أن تأخذ على نفسها لنفسها !! لكي ينجح هذا المشروع الذي أعين الملايين تتطلع عليه ونعتبر ماحدث في مؤتمر المصالحة كبوة ولكل جواد كبوة .
الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha