( بقلم : محمود الربيعي )
الجزء الثانيشياطين الإنس
جاء في كتاب جامع السعادات الجزء الاول:
فصل(المطاردة بين جندي الملائكة و الشياطين في معركة النفس) قد عرفت ان الوسواس اثر الشيطان الخناس، و الالهام عمل الملائكة الكرام. و لا ريب في ان كل نفس في بدو فطرتها قابلة لاثر كل منهما على التساوي، و انما يترجح احدهما بمتابعة الهوى و ملازمة الورع و التقوى، فاذا مالت النفس الى مقتضى شهوة او غضب وجد الشيطان مجالا فيدخل بالوسوسة، و اذا انصرفت الى ذكر الله ضاق مجاله و ارتحل فيدخل، الملك بالالهام. فلا يزال التطارد بين جندي الملائكة و الشياطين في معركة النفس.
وشياطين الإنس هم كل الذين يتبعون إبليس من الإنس.
علاقة شياطين الجن بشياطين الإنس
وهناك علاقة قائمة بين شياطين الإنس وشياطين الجن " .. " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون " سورة الأنعام - سورة 6 - آية 112." وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " سورة17 الجن الاية 6.
طبيعة شياطين الجن
ان طبيعة شياطين الجن هي طبيعة نارية وابليسية متمردة.
طبيعة شياطين الانس
ينبغي الالتفات إلى الحذر الشديد من رفاق السوء ، الذين يصرفون العبد عن مسيرته علماً وعملاً ..وقد عبّر القرآن الكريم عن المنافقين بالشياطين ، إذ أن بواطنهم استحالت إلى حقيقة ( تجانس ) حقيقة الشياطين ، وعليه فإن معاشرتهم كمعاشرة الشياطين ، في ترتّب الآثار على مثل تلك المعاشرة المهلكة ..ولو ( تجلى ) للعبد هذه الصفة من الشيطنة فيمن تسوء معاشرته ، لولى منه فرارا ، كما لو ( تلـبّس ) جنٌ بهيئته المرعبة بشخص إنسان ، فكيف يعاشره من يراه كذلك ولو كان من أحب الخلق إليه ؟! .
المصدر كتاب الومضات عن موقع السراج في الطريق الى اللهhttp://www.alseraj.net/cgi-bin/scripts/newsearch2.cgi?21&40&شياطين+++الانس&wamadat&2
وشياطين الإنس هم الطبقة الفاسدة في المجتمع.
شياطين من الرجال وشياطين من النساء
وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : { لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ، ما حافظ على الصلوات الخمس ، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في العظائم }الوسائل-ج6 ص433 .
وفي الجزء السبعون كتاب الايمان والكفر باب الذنوب واثارها والنهي عن استصغارها:
قال الصادق (ع) : لمّا نزلت هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } صعد إبليس جبلاً بمكّة يُقال له ثور ، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : يا سيّدنا لمَ دعوتنا ؟!.. قال: نزلت هذه الآية فمَن لها ؟.. فقام عفريت من الشياطين فقال : أنا لها بكذا وكذا ، قال : لست لها ، فقام آخر فقال مثل ذلك فقال : لست لها ، فقال الوسواس الخنّاس : أنا لها ، قال : بماذا ؟.. قال : أعدهم وأُمنيّهم حتى يواقعوا الخطيئة ، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار ، فقال : أنت لها ، فوكله بها إلى يوم القيامة . ص351المصدر: أمالي الصدوق ص278
موقع السراج في الطريق الى اللهhttp://www.alseraj.net/cgi-bin/scripts/newsearch2.cgi?61&80&شياطين+++الانس+++والجن&behar&2
الجهل والغرور
وقد اخترنا من جامع السعادات الجزء الثالث في موضوع الغرور:
الغرور معنى الغرور ـ ذمه طوائف المغرورين! المغرورون من الكفار والعصاة والفساق من المؤمنين ـ المغترون من أهل العلم وفرقهم ـ المغترون من الوعاظ كثيرون ـ المغرورون من أهل العبادة فرق كثيرة ـ المغترون من المتصوفة اكثر ـ المغترون من الأغنياء اكثر من سائر الطوائف ـ ضد الغرور الفطانة والعلم والزهد. وهو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان. فمن اعتقد انه على خير اما في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة، فهو مغرور. ولما كان اكثر الناس ظانين بانفسهم خيرا، ومعتقدين بصحة ما هم عليه من الأعمال والافعال وخيريته، مع انهم مخطئون فيه، فهم مغرورون. مثلا من يأخذ المال الحرام وينفقها في مصارف الخير، كبناء المساجد والمدارس والقناطر والرباطات وغيرها، يظن ان هذا خير له وسعادة، مع انه محض الغرور، حيث خدعه الشيطان وأراه ما هو شر له خيرا، وكذا الواعظ الذي غرضه الجاه والقبول من موعظته، يظن انه في طاعة الله، مع انه في المعصية بغرور الشيطان وخدعته. ثم لا ريب في ان سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل الطبع إليه عن شبهة ومخيلة، مركب من امرين: (أحدهما) اعتقاد النفس بأن هذا خير له مع كونه خلاف الواقع، (وثانيهما) حبها وطلبها باطنا لمقتضيات الشهوة أو الغضب. فان الواعظ إذا قصد بوعظه طلب الجاه والمنزلة معتقدا انه يجلب به الثواب، تكون له رغبة إلى الجاه واعتقاد بكونه خيرا له، إذ الغني إذا امسك ماله ولم ينفقه في مصارفه اللازمة، وواظب على العبادة معتقدا ان مواظبته على العبادة تكفي لنجاته وان كان بخيلا، يكون له حب للمال واعتقاد بأنه على الخير. ثم الاعتقاد المذكور راجع إلى نوع معين من الجهل المركب، وهو الجهل الذي يكون المجهول المعتقد فيه شيئا يوافق الهوى، فيكون من رذائل القوة العاقلة، والحب والطلب للجاه والمال من رذائل قوتي الغضب والشهوة. فالغرور يكون من رذائل القوى الثلاث، أو من رذائل العاقلة مع أحدهما. فصل (ذم الغرور) الغرور والغفلة منبع كل هلكة وام كل شقاوة، ولذا ورد فيه الذم الشديد في الآيات والأخبار، قال الله ـ سبحانه ـ : " فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " [2]. وقال عز وجل " ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور " [3]. وقال رسول الله (ص): " حبذا نوم الاكياس وفطرهم، كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين افضل من ملء الأرض من المغترين ". وقال الصادق (ع): " المغرور في الدنيا مسكين، وفي الآخرة مغبون، لانه باع الافضل بالادنى، ولا تعجب من نفسك، فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك ان لعلك تبقى. وربما اغتررت بطول عمرك واولادك واصحابك لعلك تنجو بهم. وربما اغتررت بجمالك ومنيتك واصابتك مأمولك وهواك، فظننت انك صادق ومصيب. وربما اغتررت بما ترى من الندم على تقصيرك في العبادة، ولعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك. وربما اقمت نفسك على العبادة متكلفا والله يريد الاخلاص. وربما افتخرت بعلمك ونسبك، وانت غافل عن مضمرات ما في غيب الله تعالى. وربما توهمت انك تدعو الله وانت تدعو سواه. وربما حسبت انك ناصح لخلق وانت تريدهم لنفسك ان يميلوا إليك. وربما ذممت نفسك وانت تمدحها على الحقيقة " [4]. [1] أي من الرذائل المتعلقة باثنتين من القوى الثلاث أو بجميعها: وهي القوة العاقلة والغضبية والشهوية. وهذه الرذيلة هي الرذيلة " الواحدة والعشرون " منها. [2] لقمان، الآية: 33. فاطر، الآية: 5. [3] الحديد، الآية : 14. [4] صححناه على مصباح الشريعة: الباب 36.انتهى
الغضب
جاء في كتاب جامع السعادات الجزء الاول
فصل
فصل (الغضب) (الغضب) من المهلكات العظيمة، و ربما ادى الى الشقاوة الابدية، من القتل و القطع، و لذا قيل: (انه جنون دفعى) . قال امير المؤمنين (ع) : «الحدة ضرب من الجنون، لان صاحبها يندم، فان لم يندم فجنونه مستحكم» و ربما ادى الى اختناق الحرارة، و يورث الموت فجاة. و قال بعض الحكماء: «السفينة التي وقعت في اللجج الغامرة، و اضطربتبالرياح العاصفة و غشيتها الامواج الهائلة ارجى الى الخلاص من الغضبان الملتهب» . و قد ورد به الذم الشديدة في الاخبار، قال رسول الله-صلى الله عليه و آله و سلم-: «الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل العسل» ، و قال الباقر (ع) ، ان هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، و ان احدكم اذا غضب احمرت عيناه و انتفخت اوداجه و دخل الشيطان فيه، فاذا خاف احدكم ذلك من نفسه فليلزم الارض، فان رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك» . و قال الصادق (ع) : «و كان ابي (ع) يقول: اي شيء اشد من الغضب؟ ان الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم الله، و يقذف المحصنة» و قال (ع) (99) : «ان الرجل ليغضب فما يرضى ابدا حتى يدخل النار» . و قال الصادق (ع) : «الغضب مفتاح كل شر» . و قال (ع) : «الغضب ممحقة لقلب الحكيم» . و قال (ع) : من لم يملك غضبه لم يملك عقله» . ثم مما يلزم الغضب من الآثار المهلكة الذميمة، و الاغراض المضرة القبيحة: انطلاق اللسان بالشتم و السب، و اظهار السوء و الشماتة بالمساءة و افشاء الاسرار و هتك الاستار و السخرية و الاستهزاء، و غير ذلك من قبيح الكلام الذي يستحيي منه العقلاء، و توثب الاعضاء بالضرب و الجرح و التمزيق و القتل و تالم القلب بالحقد و الحسد و العداوة و البغض و مما تلزمه الندامة بعد زواله، و عداوة الاصدقاء، و استهزاء الاراذل، و شماتة الاعداء، و تغير المزاج، و تالم الروح و سقم البدن، و مكافاة العاجل و عقوبة الآجل. و العجب ممن توهم ان شدة الغضب من فرط الرجولية، مع ان ما يصدر عن الغضبان من الحركات القبيحة انما هو افعال الصبيان و المجانين دون الرجال و العاقلين، كيف و قد تصدر عنه الحركات غير المنتظمة، من الشتم و السب بالنسبة الى الشمس، و القمر، و السحاب، و المطر، و الريح، و الشجر، و الحيوانات و الجمادات، و ربما يضرب القصعة على الارض، و يكسر المائدة، و يخاطب البهيمة و الجماد كما يخاطب العقلاء، و اذا عجز عن التشفي، ربما مزق ثوبه، و لطم وجهه، و قد يعدو عدو المدهوش المتحير، و ربما اعتراه مثل الغشية، او سقط على الارض لا يطيق النهوض و العدو. و كيف يكون مثل هذه الافعال القبيحة من فرط الرجولية و قد قال رسول الله-صلى الله عليه و آله و سلم-: «الشجاع من يملك نفسه عند غضبه» . والحكمة تقول " ان الغضب ريح تطفئ سراج العقل ".. كلمة سراج تعني الضياء. وقد اشتهر عن بعض الانبياء كلقمان والنبي الأكرم محمد صلوات الله عليهم قولهم " قال لقمان الحكيم: ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه.
انتهى
الصراع الأخير بين المهدي عليه السلام وجبرئيل من جهة ........... وإبليس من جهة ثانية
من المشهور في الحديث في أحاديث اخر الزمان والمتوقع قرب ذلك الزمان من نزول جبرئيل عليه السلام ليبايع المهدي عليه السلام وينصره علما ان المهدي عليه السلام سيظهر في مكة المقدسة وفق التخطيط الإلهي، كما ان عيسى النبي عليه السلام سيهبط في دمشق الشام لينصر المهدي وليكون من أتباعه حسب الأدوار من التخطيط الإلهي وسيجتمع أتباع المهدي من كل أقطار الأرض وعددهم 313 كانصار بدر ليقودوا حملة التطهير في مواجهة الشيطان الاكبر حيث سياتي النداء باسم المهدي يوم يسمعون الصيحة من السماء " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " سورة ق - سورة 50 – الايات 41 و 42. حيث الموعود نهاية الجبابرة والعصاة والشياطين بيد المصلح الاكبر المهدي عليه السلام واتباعه من أصحاب الأدوار الكبيرة في التخطيط الالهي وهم الخضر عليه السلام الذي سيقتل الدجال ويقضي عليه، وكما ان ظهور كل من المهدي عليه السلام وعيسى النبي عليه السلام سيكون النبا المحزن لابليس لتمتلئ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا " ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين " سورة القصص - سورة 28 - آية 5. ( راجع كتاب موسوعة الغيبة للشهيد الصدر الثاني السيد محمد بن محمد الصدر قدس سره الشريف ".
المصادر
القران الكريم
موقع السراج في الطريق الى الله لتدقيق الآيات الكريمة عن طريق المنقب القرآني للشيخ حبيب الكاظمي
الميزان في تفسير القران للعلامة المرحوم السيد محمد حسين الطباطبائي الحكيم
كتاب جامع السعادات لمحمد مهدي النراقي
موسوعة الغيبة للشهيد الصدر الثاني محمد بن محمد الصدر قدس سره الشريف وهي موسوعة تتالف من اربعة اجزاء قدم لها اللشهيد السد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف.
https://telegram.me/buratha