( بقلم : الدكتور سلمان كاظم الجميلي النعماني )
دولة رئيس وزراء جمهورية العراق الاستاذ نوري المالكي المحترم .
بعد الزلزال الكبير الذي انتهى بزوال حكم الطاغية المقبور ونظامه العفلقي ، ازدهر الامل في نفوس الملايين المسحوقة في داخل العراق بالعيش في أمن وسلام ورفاهية وطمئنينة ، في دولة تسودها العدالة والمساواة والحرية والكرامة ، وفي الوقت ذاته كانت الملايين الاربعة المهاجرة في شتى اصقاع الارض منذ ان اعتلى العفالة سدة الحكم في السبعينات وما بعدها ، هذه الملايين التي ذاقت شتى صنوف الذل والمعاناة والوان العذابات داخل العراق وفي المهاجر المختلفة وانتم منها ، وما قدمت هذه الملايين من شهداء وتضحيات في سبيل خلاص العراق العزيز من ظلم الطغاة العفالقة ... الذين ينعمون اليوم بخير العراق الجديد دون ان تطالهم الملاحقات والتصفيات والسجون والاعدامات التي كان يمارسها سيدهم المقبور ونظامه الظالم بحق المعارضين والرافضين لنظامه ، فكان ان هاجر خيرة ابناء العراق بسبب حكمهم الجائر ، وملئوا اقطار الارض دون ان يسأل عنهم هذا النظام او يعترف بهم كمواطنين او يقدم لهم شيئا ، بل كانت تلاحقنا مخابرات السفارات العفلقية وتحرمنا من ابسط حقوقنا ( جواز السفر ) في حين نال الكثيرون وسام الشهادةعلى يد جلاوزة النظام ولن ننسى منهم على سبيل التذكر ( سهل السلمان ، السيد مهدي الحكيم ، طالب السهيل وغيرهم المئات من الابطال الشهداء ) في حين استأثر بحكم العراق وخيراته الطاغية وزمرته ومكونه الطائفي وحكم على مئات الالاف من العراقيين بالموت ، او الدفن احياء في المقابر الجماعية والغازات السامة ، وسيادتكم يعرف ذلك واكثر .... والذي حصل بعد سقوط النظام المقبور مايلي :
_ 1_ نسيت الدولة العراقية كل هؤلاء المناضلين ولازال تسعون بالمائة من هؤلاء الاحرار في المنافي ودول الاغتراب ، يحدوهم الامل وتراودهم احلام العودة والمساهمة في بناء العراق الجديد ، والخلاص من ارهاب البعث الذي تحول من ارهاب الدولة الى ارهاب الشارع ، لقد تآمرت قوى شريرة كثيرة مع فلول البعث لمنع عودة ابناء العراق من المهاجر المختلفة ، من هذه القوى حكومات دول الجوار وجوار الجوار والحاقدون على العراق من وهابية وسلفية وقومجية تمولهم اموال دول النفط العربي ، وخنازيره من المتبرعين من بعض تجار هذه الدول ، ومتواطئه معهم دول كنا نحسب خطأ انها ستقف مع العراق بعد التحرير كسوريا البعث وايران الاسلامية . مانريد ان نقوله ان ابناء العراق المذكورين هم من يحتاج البعث الى مصالحتهم والاعتذار لهم وتعويضهم عن آلامهم معاناتهم الطويلة وهم من تحتاج الكحومة التي انتخبها جلّ هؤلاء الى ان تعمل مشروعا تأريخيا لااشراكهم في ادارة بلدهم وتشجيع عودتهم بشتى السبل حتى لايحرم العراق من بقايا سنين عطائهم ومن خبراتهم النادرة التي فرط بها الطغاة ، وهم يعانون التهميش والاقصاء اليوم ، وبصريح العبارة لا حياة للعراق اليوم بدون اجياله المهاجرة . وعلى حكومتكم العمل بشتى السبل والوسائل لعودة الآلاف من ابناء العراق الى وطنهم الحبيب .
2_ بعد سقوط الدولة العراقية على يد الامريكان لم يستفد من عطاء هذه الدولة غير البعثيين والطبقة الحاكمة على اختلاف المراحل والمشارب من مجلس الحكم وحتى اليوم ، وكان نصيب البعثيين ، جهاز مخابرات الشهواني ، نسبة في مجلس بريمر ، نسبة في المجالس الوطنية وبرلمان اليوم ، نسبة في جهاز الحكم من نواب رئيس الجمهورية ومجالس الوزراء ونوابهم الى المدراء العامين والوظائف والمناصب الكبرى والمراكز الهامة في الجيش وغير ذلك من المتنفذين في اجهزة الحكم ، وسيطروا بامتياز على وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية بالاتفاق مع الاخوة الشركاء في الوطن ، وكان للبعثيين النصيب الاكبر في المقاولات وسيطروا ولحد الان على اكبر مصفى نفطي في العراق مصفى بيجي وسخروا واردات هذا المرفق لتمويل عملياتهم الارهابية ( تقرير صحيفة نيورك تايمز البارحة في هذا الخصوص ) ، وكان البعثييون اكبر المستفيدين من زيادة الرواتب والتي لا عهد بمثلها لملايين المعارضين للنظام البائد طوال عقود وحتى اليوم ، ورجع الالاف منهم الى وظائفهم ومناصبهم التي اوقفوا عنها مدة قصيرة معززين مكرمين ... بينما لم يحصل الملايين من الشرفاء في المنافي على وظائفهم التي حرمهم منها العفالقة لثلاثة عقود منصرمة ، ولحقت البعثيين مكرمات العراق الجديد حتى دول الجوار لا بالاغتيالات والتجسس والمضايقات بل بالحصص التموينية وبناء المستوصفات والمساهمة في تعليم ابنائهم في دول الجوار وتسهيل عودتهم بالسيارات والطائرات وتقديم الدعم المادي اللازم واتحفتهم الدولة اخيرا بقانون المسائلة والعدالة وقانون العفوا العام والمصالحة ...ولوعاد العراقيون بالذاكرة ياسيادة رئيس دولتنا لتأريخ العفالقة الاسود فسوف لن يجدوا مطلقا انجازا لهم في مجال قوانين العدالة والعفوا العام او المصالحة او حتى قليلا من الرحمة واللرأفة بحق الملايين من ضحاياهم ....
فيادولة رئيس الوزراء هؤلاء الذين دمروا العراق وقتلوا هذا العدد الكبير من الضحايا من العراقيين وغير العراقيين وحرموا اجيالا واجيالا من ابسط متطلبات الحياة وعاثوا في الارض فسادا ؛ فليس لهؤلاء ان كانت لدينا حكومة شجاعة تقف مع الحق والانصاف وتطبق قوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ياؤلي الالباب لعلكم تعقلون ) ليس لهؤلاء على الاقل الا مافعلته حكومة رواندا مع مجرمي الابادة الجماعية لمئات الالاف من المسالمين من شعب رواندا وذلك بأن ارسلوا المجرمين الى معسكرات صقل الصخور وترتيبها بحيث تصبح قابلة لبناء بيوت لاهالي الضحايا وللتكفير عن جرائمهم ، وليس لهؤلاء وحسب كل الشرائع الوضعية والسماوية الا القصاص العادل ، وبذلك فقط يحترم الانسان العراقي ولا يتكررنموذج هذا النوع من المجرمين .
3_وبعد سقوط حكم العفالقة لبسوا لبوسات جديدة ، فاسسوا الاحزاب ودخلوا في الاحزاب الدينية كحزب طارق الهاشمي ، واسسوا منظمات المجتمع المدني بينما هي منظمات تخريب وتجسس على الدولة ودخلوا في الانتخابات عن طريق كتل ككتلة الحوار والتوافق وهي ليست اكثر من فروع لحزب البعث او قل هي منظمات للجريمة والقتل والتفخيخ والارهاب وصدق من قال بان هؤلاء في الصباح اعضاء في البرلمان وفي الليل مع الارهاب ... وتآمروا مع دول الجوار على العراق واهله ويقبضون ملايين السحت الحرام من الدول المجاورة ويحصلون على الملايين من ريع الخطف والسلب والنهب , ويبتزون الدولة العراقية يوميا بالانسحابات او بالتهديد بالعمل المسلح واثارة الاضطرابات وتفجير الاوضاع الامنية ، وهل رأيت ياسيادة رئيس الوزراء دولة في العالم تتصالح مع المافيا وعصابات الجريمة المنظمة واي صلح مع عناصر تربت في حزب فاشي لازالت تتخذ من احد عتاة المجرمين والقتلة صدام رمزا وشهيدا لها وتسمي حزبها الساقط المهزوم حزب العودة .
4_ اعلم ياسيادة رئيس الوزراء ان العدل في العراق الجديد لا يقوم على العفو عن القتلة والمجرمين ومن تلطخت اياديهم بدماء الابرياء من ابناء العراق ، ولاتقوم دعائم دولة الا بانصاف المظلومين واسترداد حقوقهم المهدورة ورد الاعتبار لشهاء العراق واهاليهم ... ودولتنا الموقرة لم تفعل الا القليل في هذا المجال ولم ترضي الضحايا واهاليهم ، بل دولتكم مع الاسف الشديد مشغولة بمصالحة البعثيين وتقريب المجاميع المسلحة التي تمارس الارهاب والقتل ومحاولة ارضائها بشتى الامتيازات والاغرائات ومشغولة دولتنا جدا باطلاق سراح القتلة والذباحين وتوظيف الالاف من رجال الصحوات وغالبيتهم من فدائي صدام والجيش الشعبي ... وتسليم المدن والمحافظات لرجال كانوا بالامس القريب يقاتلون مع البعث والقاعدة ، ولو كانت مؤتمرات المصالحة تستطيع على الاقل ايقاف القتل الجماعي اليومي بالمفخخات والعبوات التي يتقن البعثيون استعمالها وصنعها ، لتذرعنا بعسى ولعل ولكن هيهات لمن تشبع بالتربية الاجرامية ان يرتدع عن ممارسة جرائمه بحق الناس مدفوعا ايضا بعوامل التغذية الخارجية والثقافة الوحشية التي صورتها لهم فتاوى علماء السوء في بلاد نجد والجزيرة فكان قتل الشيعي في العراق مساويا لقتل المحتل والكافر ...
فسالت بالدماء الطاهرةلاتباع أهل البيت انهارا ، وشبعت مدن العراق وشوارعه من اشلائهم المقطعة باسلحة عتاة المجرمين من فلول البعث المتحالف مع عربان القاعدة ، وهدمت الاضرحة العزيزة المقدسة لأئمة الهدى في سامراء ... ولازالت جرائم قتل الشيعة في العراق معضلة لم تستطع قيادات الشيعة السياسية او الدينية التصدي لها بجدية او هضمها او وضع الدراسات والخطط الدفاعية والسياسات لها والتي يمكن ان تفضي او توصي بوضع كل المكون الشيعي في الوسط والجنوب واينما وجد في حالة انذار وتحت السلاح للدفاع عن المقدسات والدماء والحرمات وهذا ماتفعله كل الملل والاجناس عندما تتعرض للابادة اليومية ، وهذا مافعله البعث اللعين وقائده المقبور في تجنيد الملايين من الاجهزة والجيوش لحماية حكمه وطائفته من عدو افتراضي وليس حقيقي كالذي يواجهه شيعة العراق اليوم ؛ عدوا شرسا داخليا وخارجيا ، لايستثني حتى ايران الشيعية ، وكان الحل ان اوكلت مهمة حماية الاضرحة والمقدسات وكل المكون الشيعي المظلوم الى دولة ضعيفة منهارة تستغيث بالقاصي والداني لارساء دعائم امنها وما ظنك بدولة سلاح الارهابيين فيها اقوى من سلاح شرطتها وجيشها ، ولولا الانتخابات ووصول الائتلاف باصوات المخلصين لكان الوضع مرعبا ولايمكن تصورالوجود الشيعي العراقي الامني والمعاشي والحياتي كيف سيكون ، بل كان تخطيط الاعداء عمل هلكوست لشيعة العراق لايبقي حتى الطفل الرضيع ، فمن تصالح القيادات الحاكمة في العراق اليوم ؟؟؟ ؛ أليس هؤلاء ... فحذاري حذاري من مصالحات نسلم بها عن علم وبمبادرات رسمية زمام امرنا لهؤلاء الاعداء .
قال أمير المؤمنين علي ( ع ) من خطبة له : ( ماضعفت ولاجبنت ،ولاخنت ولاوهنت . وايم الله لأبقرنّ الباطل حتى أخرج الحقّ من خاصرته ) هذا هو القائد الصلب الذي توكل اليه حماية الامة وحقوقها .
5_واخيرا يادولة رئيس الوزراء اسمح لي ان اسألك بصفتي مواطن عراقي لازال يعيش في المنفى او ان شئت بصفتي احد طلاب تلك الكلية التي درسنا فيها سويا الشهيد العظيم الشيخ عارف البصري ورفيق دربه الاستاذ المرحوم السيد داوود العطار ... واللذان غرسا فينا حب الفقراء والمساكين وضحوا بكل مايملكون من اجل خلاصهم ، أسألك هل فكرتم في انشاء صندوق من اموال النفط لمعالجة الفقر المدقع في ارض النفط والذي يعاني منه الملايين من سكان الجنوب والوسط ؟؟؟ ، او معالجة الامراض المستعصية لآلاف البشر في تلك المناطق والتي تسبب في معظمها النظام المقبور ؟؟؟ ، وهل قررتم تخصيص جزء من اموال نفط الجنوب لانشاء مجمعات للاسكان الشعبي ؟؟؟ ، عبارة عن بيت بسيط لكل عائلة فقيرة في الوسط والجنوب المحروم هؤلاء الذين يصرف من نفط اراضيهم على شمال العراق وغربه والذين يسكن الآلاف منهم في بيوت الطين او في العراء في الاهوار او في بيوت تشبه زرائب الحيوانات او في مساكن مؤجرة يعلم الله كيف يدفعون ايجاراتها ، وسعر برميل نفط هؤلاء المساكين الغلابه بلغ رقما خياليا واسطوريا تحلم به كل دولة وشعب يملك نفطا .
الى متى يبقى فقراء الجنوب والوسط آخر من يستفيد ؟؟؟ هذا اذا استفادوا فعلا بعد المناشدات والاستغاثات ، هل تعلم ياسيادة رئيس الوزراء ان هؤلاء ينعون حظهم العاثر لانه ليس لديهم مسلحين او صحوات او كتل تنسحب او دول اقليمية ضاغطة او قيادات تهرج وتطالب وتستعمل انواع الابتزاز... ولوكانوا كذلك لخصصت قيادة الائتلاف لمدنهم سبعة عشر بالمائة كما انعمت على غيرهم في صفقه مشبوهة ، وهل ينوي سيادتكم بعد انقضاء مدة ولايته الميمونة ؛ ترك مليارات النفط مكدسة في ما يسمى ( صندوق تنمية العراق ) تتآكل بسبب السرقات وهبوط سعر الدولار ؟؟؟، وهل تنوون ايضا تركها كما ترك سلفكم الجعفري عشرة مليارات دولار في نفس الصندوق المحروس دون ان يصرفها ؟؟؟ في حين كان يعلم وبانانية وبخل ان هناك الملايين ممن لا يجد طعاما له ولعائلته ، وبسبب ذلك خذله الله تعالى ، وسوف يطول وقوفه بين يدي العلي القدير على مافرط في جنب هؤلاء ...
واسمح لي ان اختم بقول للامام علي ع في هذا المجال يشخص فيه بشكل قلّ نظيره حالة خزان المال العام يقول : (إنّ لله عبادا يختصهم الله بالنعم لمنافع العباد فيقرها في ايديهم مابذلوها ، فاذا منعوها نزعها منهم ثم حوّلها الى غيرهم ) . اننا ثلة من المؤمنيين في المجلس الشيعي العراقي في دولة الاغتراب الدنمارك ...عاهدنا الله العظيم ان ندافع حتى الموت عن فقراء ومظلومي العراق وان نتصدى لكل محاولات تأهيل العفالقة وعودتهم بعناوين مختلفة الى وظائف الدولة العليا بمصالحات لايؤمن ولا يسعى لها اولياء الدم واهالي الضحايا ... ولن ننسى جرائم هؤلاء طوال العقود العجاف بحق الملايين من ابناء شعبنا والله ناصر المظلومين !!!
المجلس الشيعي العراقي في الدنمارك ممثل المجلس الدكتور سلمان كاظم الجميلي النعماني
https://telegram.me/buratha