المقالات

القوى الشيعية في مجلس النواب تنجح في ايقاف الغطرسة الكردية ؟

1618 2020-11-14

 

يوسف الراشد ||

 

نجح مجلس النواب العراقي فجر الخميس من تمرير مشروع قانون تمويل العجز المالي بقيمة 12 تريليون دينار عراقي بدون تصويت النواب الكرد الذين رفضوا التصويت وقاطعوا الجلسة وهو ما اعتبره انتقاما من القوى الشيعية على خلفية اتفاق سنجار.

بعد مخاض عسير ومناقشاتٍ استغرقت اكثرَ من عشرين ساعة  وتأجيلٍ تكرر عدة مرات بغية الحصول على موقف موحد للكتل السياسية تمكن مجلس النواب من التوصل الى  آلية لقانون تمويل العجز المالي .

وعلى الرغم من موافقة الاغلبية على موضوع الإقتراض الاانه لا يمثل حلاً مقنعاً لاخراج العراق من الأزمات الاقتصادية والمالية الحالية وعلى الحكومة ومؤسساتها كافة البحث في إجراءات إصلاحية فورية مقنعة لمعالجة الوضع المتأزم في البلد .

وواجهت مطالب القوى الكوردية في البرلمان العراقي معارضة شديدة من القوى السياسية الشيعية وهو ما حال دون تضمينها في قانون تمويل العجز المالي ولم يتم تضمين رواتب موظفي الإقليم في القانون .

واشترطت الكتل النيابية الشيعية تضمن إلزام إقليم كوردستان بتسليم 480 ألف برميل من النفط إلى الحكومة الاتحادية مع كل الإيرادات غير النفطية  ومنها المنافذ الحدودية او المطارات والسياحة مقابل إرسال رواتب الإقليم وحصته من الموازنة.              .

وقد تعهدت بغداد  بارسال 320 مليار دينار شهريا لكردستان لتغطية جزء من نفقات موظفي الاقليم شريطة تسليم الاقليم وارداتها من النفط والبالغة 250 الف برميل والمناف الحدودية والمطارات وتتولى حكومة الإقليم تغطية ما تبقى بقيمة نحو 500 مليار دينار من مبيعات النفط وإيرادات المعابر الحدودية الى المركز وهذا ما اعتبروه الكرد بالشروط التعجيزية لهم  .

وطالب مسعود بارزاني النواب الكرد الى اتخاذ  قرارا حازما يكون بمستوى المسؤولية ويحافظ على كرامة الشعب الكوردي ووضع حد لمثل تلك التصرفات التي تهدف لمعاقبة شعب كوردستان.

واعتبر النواب الكرد بان ماحدث في جلسة البرلما ن هو صدمة لهم ولوي اذراع للنواب الكرد ولم نتوقعه  من القوى الشيعية ونرفض تسليم عائدات النفط او المنافذ الحدودية الا ان تنفذ شروطنا .

في حين عزى بعض النواب الكرد بان اتفاق ضم سنجار الى الاقليم واخراج الجماعات المسلحة منها وعلى راسها الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني هو سبب اصرار القوى الشيعية على اتخاذ هذا الموقف .

ويأتي تشريع قانون العجز المالي لتأمين غطاء شرعي للحكومة على اعتبار أن العراق لم يقر الموازنة المالية لعام 2020 بسبب أزمة الاحتجاجات التي أطاحت بالحكومة السابقة وتلتها أزمة جائحة كورونا التي قلصت إيرادات الدولة إلى النصف تقريباً.

والعراق يعتمد على إيرادات بيع النفط لتمويل ما يصل إلى 95 في المئة من نفقات الدولة ويعيش البلد أزمة مالية خانقة جراء تراجع أسعار النفط بفعل أزمة جائحة كورونا التي شلت قطاعات واسعة من اقتصادات العالم.

إن الظروف الحساسة التي يمر بها البلد  تتطلب من الجميع التكاتف والتعاضد ونبذ لغة النعرات الطائفية والقومية  وعلى النواب الاكراد وضع مصلحة العراق فوق مصالحهم الذاتية فقد عانى الشعب العراقي عقوداً طويلة من آثار ذلك الخطاب والتحريض غير المسؤول  والبعيد عن روح المواطنة وقيم تأسيس دولة رشيدة وقوية .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك