المقالات

أصبع على الجرح..الأجواء والسيادة والخط الأحمر

1288 2020-11-03

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

يأتي الصمت الحكومي إزاء سطوة أمريكا على الأجواء العراقية ومن خلالها فتح المجال الجوي العراقي لعدوان الطائرات الإسرائيلية على فصائل الحشد الشعبي وما كان أخيرا في الجريمة الأميركية بحق الحشد في المثنى وهو مايؤكد سيطرة أميركا على أجواء العراق والسيادة كانت ولا زالت هي الخط الأحمر في قاموس الكاظمي الذي لم يترك لسيادة العراق شيئا يذكر .

كل ذلك يأتي مع استمرار الفشل والإخفاق لحكومة الكاظمي في معالجة الأزمات التي تمر بها البلاد مع قيامه بخطوات تبعث على الريبة ابتداءً من إلغائه الاتفاقية مع الصين وتحويلها إلى مصر مرورا بالتنسيق مع الأردن ناهيك عن الاستثمار السعودي والإماراتي للصحراء العراقية في كربلاء والمثنى .

 لقد أخفقت الحكومة في السيطرة على الانتهاكات الأمريكية للأجواء العراقية وكما يبدو فإن مفهوم السيادة لديها مغايرعن مفاهيم الدول الأخرى حيث تنتهك أمريكا الأجواء العراقية بالشكل الذي تشاء وبالوقت الذي تشاء وبشكل مباشر دون أي رادع حكومي لها .حيث تشير الأنباء الواردة من المثنى إلى وجود طائرة مسيرة وراء استهداف الأنبوب الغازي ومقر الحشد الشعبي في المثنى والذي أدى إلى إصابة سبعة من مقاتلي الحشد .

ما يلفت الانتباه ويدعو للتعجب هو هذا الصمت النيابي عن تمادي الكاظمي في التماهي تحت سطوة أمريكا وعدم التزامه باستعادة السيطرة على الأجواء العراقية بعد أن صار واضحا للجميع سيطرة الإدارة الأميركية بشكل كامل على الأجواء العراقية إضافة إلى سيطرتها على أجهزة الكشف والأرقام السرية الخاصة بالملاحة الجوية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن العراق قد وضع ملفه الأمني بيد الأمريكان .

 إن بقاء الوضع على ما هو عليه يدل على أمرين لا ثالث لهما فإما أن يكون ضعف الأداء للقائد العام للقوات المسلحة وعدم قدرته على اتخاذ القرار وهو ما يتطلب سحب الثقة منه إو أن يكون الأمر بالتوافق بينه وبين الرغبة الأمريكية في هذا الجانب وهو ما يقع تحت طائلة الخيانة والتي تضع مجلس النواب والقضاء العراقي إزاء واجبه الشرعي والقانوني في إحالته للقضاء .

 إننا اليوم بحاجة إلى تفعيل قرار مجلس النواب العراقي القاضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق وعدم الركون إلى ما أعلنه ترامب في زيارة الكاظمي لواشنطن من سقف زمني حدده بثلاث سنين .

نعم صرنا ملزمين اليوم بتشريع قانون يُلزم القوات الأمريكية والأجنبية كافة الخروج من العراق وهذا ما يستلزم حراكا وقرارا عراقيا قويا ومستقلا يحقق للعراق حفظ سيادته وعدم انتهاكها من أية قوات أجنبية، خصوصًا القوات الأمريكية التي اتسعت مساحة تواجدها جوا وبرا في الكثير من مناطق العراق .

 أخيرا وليس آخرا نقول إن سيادة العراق كدولة وقرار واستقلال على المحك وهو في مهب الريح ما لم يحسم موضوع سطوة أمريكا على الأجواء العراقية .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك