( بقلم : بشرى الخزرجي )
كل هذا بشرع من ؟ّ! سؤال سألناه من قبل وسوف يظل يردد في أذهاننا، بشرع من تسفك دماء الأبرياء من أبناء العراق!..متى تصحو الضمائر العابثة بأمن البلاد والعباد.. بشرع من يُكفرنا الشاذون من علماء أمة الأعراب! متى تكف الدول الممولة للإرهاب عن إرسال المفخخين إلى العراقيين؟ إلى متى تبقى جرائم مروعة كالتي حصلت يوم أمس 17_3_2008 في مدينة كربلاء المقدسة والتي سقط على إثرها 54 شهيداً و76 جريحاً من الأبرياء العزل معظمهم من الزوار والباعة الجوالة دون حساب أو عقاب! هل ستسجل الجريمة هذه ضد مجهول كسابقاتها من الجرائم؟..أسئلة مُحيرة تبقى دون جواب!ونبقى نردد نفس السؤال بشرع من يقتل الأطفال والنساء والعمال البسطاء والأساتذة والأطباء والصحفيون وشرائح المجتمع الأخرى؟.
ليلة أمس بعد أن سمعت نبأ جريمة شارع المخيم في كربلاء والحزن الذي خيم عليه كعادتي عند سماع الأخبار المؤسفة عن الوطن العراق، دعاني ولدي كي أحضر معه مشاهدة فيلم للمخرج البريطاني (نيك برومفيلد )اسمه "معركة حديثة" تتحدث مجريات الفيلم عن الأحداث الدامية التي وقعت في مدينة حديثة الواقعة ضمن محافظة الانبار غرب العراق والتي جرت تفاصيلها سنة 2005 ولم يكشف النقاب عنها حتى عام 2006 قصة الفيلم واقعية، تحكي مأساة عوائل عراقية تعرضت لقتل عشوائي من قبل القوات الأمريكية، بعد أن قُتل احد جنودها بعبوة ناسفة زرعها مسلح بائس قرب منزل هذه العائلة المنكوبة! ولم يكتفي بذالك بل أقتحم بيتهم هو ومن معه متخذاَ من الأطفال والنساء درعاً له لمواجهة الرتل العسكري المدجج بالسلاح.
الواقعة مأساويه بما للكلمة من معنى لكن الذي يشد المشاهد هو واقعية التصوير الذي جعلني أظنه فلماً تسجيلياً ولم أدرك ظني الخاطئ الا بعد أن شاهدت النسخة الوثائقية منه، تطرق الفيلم أيضاً الى أخلاقيات مقاتلي القاعدة المنحطة وكذب أدعائهم الإيمان والتقوى! حين صور للمشاهد مشهد الأب الذي كان ضابطاً في الجيش العراقي السابق وهو يحتسي المشروبات الكحولية! وبعد أن حُل الجيش التحق هذا الضابط بالمنظمات الإرهابية التي يقودها شيوخ عشائر عرب من مناطق العراق الغربية!
إلى هنا تبدو الأمور متشعبة ومتشابكة فما ما دخل رواية جريمة حديثة التي قام بها جنود الرتل الأمريكي و مجرموا القاعدة بما حصل مساء البارحة في كربلاء؟ سؤال نظمه إلى مجمل أسئلتنا السابقة على أمل العثور على الجواب الوافي الشافي الذي سوف يكون سبب التعافي بأذن الله.
بشرى الخزرجي_لندن
https://telegram.me/buratha