( بقلم : علاء الخطيب )
هذه الجملة التي امامكم أيها السادة هي التي يرددها المجرمون والقتلة والسفاحون الذين أوغلوا في دماء ضحاياهم من البسطاء العراقيين حينما لا يرون ردا ً حاسما من الحكومة ويرون الدموع في مآقي الشعب لا تحرك الضمائر (العراقية) و لا العربية فلو حدث هذا في غزة أو أي مكان آخر من العالم مثلا ً لرأيت ما يحدث في وسائل الإعلام , ولكن حيمان يرون هؤلاء الجلادين من يبارك أعمالهم ويشد على أيديهم بل ويشارك معهم في اتهام الحكومة بالقيام بجرائم القتل ويصفها بالمتآمرة على الشعب وهذا ما سمعناه من الشيخ ...... وهو يصف السيد رئيس الوزراء بالآمر بالأعتقالات والقتل فما بالك بالآخرين, ولكن الذي أجدنا صنعه نحن هو بعد كل عملية إرهابية ترتفع أصوات الذين يدينون ويشجبون وتتعالى الصرخات من الظلم والطائفية، وقد اعتاد العراقي أن يصحو على مثل هذه الإدانات والاستنكارات والشجب ولا شيء عملي على سطح الواقع سوى هذه البيانات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، ويعاود الارهابيون والقتلة الكرة من جديد ويرتكبون جريمة أبشع من سابقتها وقد جرب هؤلاء الظلاميون أعداء النور والحرية ضحاياهم فوجدوهم يجيدون البكاء ويقومون بدور المظلوم بشكل لا أحد يضارعهم فيه .
مع ان المفترض في مثل هذه الحالات ان يواجه الشر بالشر والعدوان بالعدوان وهو مبدأ قرآني وإنساني وهو الرد بالمثل وليس السكوت بحجة إثارة الفتنة الداخلية أو الحرب الطائفية ، أو ليس الذي يحصل هوفتنة داخلية و حرب طائفية أم ماذا؟ والشاعر العربي يقول :ولما صرح الشر --- فأمسى وهو عريانولم يبقى سوى العدو --- ان دناهم كما دانواوفي الشر نجاة حيـ --- ـن لا ينجيك إحسان
اذن بما يفسر هذا القتل العشوائي الذي يستهدف اناس لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالمحتل ولا شئ يشغلهم إلا لقمة العيش لهم و لأطفالهم. لا يفكر احد بأني أميل الى القتال وسفك الدماء أو احرض على قيام حرب اهلية وتمزيق الجسد الواحد وانا اعلم علم اليقين ان الخاسر الاكبر من كل حرب هو الشعب والوطن ولكن بلغ السيل الزبى ، والامر الاخر هو الوقوف بوجه المعتدي ويجب إيقافه عند حدوده يقول امير المؤمين علي بن ابي طالب (ع) (ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفعه إلا الشر) فالاعتداء مرفوض ولكن الجزاء العادل يجب ان يجري بمجراه الطبيعي درءا ً للمخاطر الاجتماعية وتوقيا ً من الفوضى والاعتداء، وان لا يتحول المجتمع الى غابة يأكل فيها القوي الضعيف. والرد هنا ليس إعتداء بل هو تطبيق للشريعة والناموس الكوني ( فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وبهذا ندافع عن كراماتنا وشرفنا. ويعلم عدونا إننا لا ننام على ضيم وحيف، وليكن غدا ً امر كما قال امرؤ القيس.ويكفينا بكاء وعويل وندب وأقامة مجالس التأبين ,أما يوجد من ينصف هؤلاء الضحايا أما يوجد من يطالب بدمائهم الزكية , فهل قدر كربلاء ان لا ترتوي من دماء الحسين ومحبيه, دعونا أن لا نقدم العزاء لبعضا البعض ولتتوحد الجهود في استئصال شئفة الارهاب والمجرمين وبدلا ً من العزاءأحملوا اللواء لواء الحرب على القتلة , ولندعوا حكومتنا الى الضرب بيد من حديد على أيدي أعداء العراق والعراقيين وكفاكم طيبة .
علاء الخطيب/ أكاديمي عراقي
https://telegram.me/buratha