المقالات

حرامية البصرة

1554 20:24:00 2008-03-18

( بقلم : شوقي العيسى )

مسكينة أيتها البصرة .. ياثغر العراق لقد أوحل بك وبعثر بك فمن لوعة الى لوعة ومن ظلم الى ظلم ،فلم تبرح مدينة العظماء من تسلـط بغاة الزمن ونعثلة الفجـّار ابان حكم الطاغية صدام حتى تغطت وتوشحت البصرة بوشاح الحرامية الجدد.

لقد شكّل حرامية البصرة من عصاباتهم طابوراً جديداً أسمه التسلط على رقاب أبناء البصرة ، تلك المدينة التي انطلقت فيها الثورات والانتفاضات ضد الطغيان وآخرها انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 فكان بحق مشهد بطولي لأهالي البصرة يسجله التأريخ أن يقف أبناء هذه المدينة الباسلة ضد نظام ودكتاتورية المقبور، مدينة السياب ونهر جيكور ،مدينة شط العرب وقد جوبهت البصرة من قبل عصابات النظام البائد وعلى رأسهم "علي كيمياوي" أن يقمع أبناؤها ولكنّ حرارة ونشوة الانتفاضة لم تقمع فقد أبطن البصريون هواجسهم وسواعدهم.

حتى آن الاوان وانقشع الظلام وازيلت بقايا النظام المقبور وابدلت عصابات النظام البعثي بحرامية سيطروا على البصرة فاصبحت المدينة ساحة مقفرة تعيث فيها عصابات الشر تعتدي على الأبرياء وتستهدف الفقراء والمساكين بدءاً باستهداف الأطباء واساتذة الجامعات والمهندسين والطبقة المثقفة في البصرة حتى وكلاء المرجعية الدينية ، فأصبح طاغوت وغول البصرة يأكل كل شيء حتى هجرها أهلها من الناس الابرياء الذين لا ينتمون الى جهات سياسية.

كما هو معلوم لدى الجميع أن البصرة تتقاسمها الأحزاب السياسية فكل حزب بما لديهم فرحون لديه حصة معلومه من خيراتها تستقطع قبل ان تصل عامة الشعب العراقي والبصري على وجه الخصوص وللحزب الحاكم في البصرة الحصة الأكبر، كل ذلك معروف ولكن الذي يهمنا هو سلامة المواطن البصري وامانه حيث أصبحت البصرة ليلاً كتكساس أمريكا وأصبح من لديه رؤية مغايرة للمتسلطين هدف ليلاً أو نهاراً فلم يسلم منها سوق المغايز ولا سوق الكويت واصبحت ساحة سعد مقفرة ليلاً ماعدا شارع بشار في البصرة القديمة هو الوحيد الذي يسلم لما فيه من ابداعات مرضية!!!! وهكذا ترى أغلب اماكن البصرة ساحة صراع ومنازلة ولا تعرف مالذي يحدث بالضبط ، فالكل لديه مليشيات والكل لديه اجندات خارجية وداخلية .

قد يكون السبب في هياج الساحة البصرية هو بقاء محافظها الذي تم عزله من قبل مجلس المحافظة بعد أحداث شهدتها البصرة لمرات عديدة!!!!! ، وقد يكون مجلس المحافظة أنفسهم السبب في غليان الشارع البصري!!!!! وقد يكون المواطن البصري هو السبب في بقاءه في مدينة البصرة وعدم الهجرة منها وترك المدينة للحرامية وقطاع الطرق!!!!! وقد يكون السبب في تواطؤ الحكومة العراقية وهي تنظر الى هذه المدينة من دون ان تغير مأساتها!!!!!! مع العلم أن السبب واضح لدى الحكومة ولكن بما أن البصرة تحكمها عصابات اغترست واتضعت من نظام المقبور.

منذ أن تسلمت حكومة المالكي وكان الصراع في مدينة البصرة قائماً وقتئذٍ كتبت مقالاً مناشداً الحكومة العراقية (( اختبار الحكومة العراقية في البصرة)) في منتصف العام 2006 ولكن الصراع استمر طويلاً ولم يزال السبب ويبطل العجب بل بقي الوضع كما هو عليه صراع بين الاحزاب السياسية في البصرة وتدخلات خارجية لا تريد استقرار مدينة البصرة وسيطرة الحرامية على مختلف دوائر الدولة كالنفط والموانئ .

لقد تم اقرار في البرلمان العراقي باعطاء صلاحية الى رئيس الوزراء بتنحية أي محافظ من محافظات العراق واحيل القانون الى مجلس الرئاسة ولم يصادق عليه لحد اللحظة وبسبب هذه الاخفاقات وتداعياتها يبقى المواطن البصري هو المستهدف والمدينة ساحة حرب ،،، وكفاك ياحكومة العراق دغدغة مشاعر المتواطئين ،قبل فترة ارسل رئيس الوزراء وفداً للبصرة للاطلاع على الوضع برئاسة نائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير الدفاع وبكل برود راحوا يدغدغون مشاعر مثيري الصراع وعادوا وكأنما شيء لم يكن فمن الجاني في البصرة ومتى يتخلـَص البصري من حرامية البصرة؟؟؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2008-03-23
يا نجباء يا خيريين انقذو البصره من براثن الرذيله والحراميه والبعثيه اين مرجع الفضيله من مقلديه اين مسوول النزاهه في البرلمان نزهته ما توصل الى البصره لو بس على القدور موسم الحج. ...... لعنه الله على الظالمين.الى يوم الدين
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-03-20
التلفزيون الالماني هو الاخر تكلم على هذا الموضوع حيث نقل الكتابات التي تخط على الحيطات والتي تنبة النساء من التبرج والسفور والله هذة مؤامرة دولية على هذة المدينة تشترك بها عصابات القاعدة وبعض دول الخليج وازلام النضام ومافيات كابونات النفط وتخريب البصرة هو تخريب نصف العراق والعاقل يفهم لماذا لايتم سحب السلاح من الناس واعطاء السلاح فقط بالاجازة
ابن البصرة الصابرة على الضيم
2008-03-19
ان من يسرق ويقتل في البصرة هو حزب الفضيلة العربي الاشتراكي
ابو هاشم الفياض
2008-03-19
للعلم ان الحرامية ليسوا في البصرة فقط فان حرامية الناصرية ابدعوا في السرقات فمحافظ الناصرية قد تورط قبل اسبوعين بمشكلة سياسية لانه احال المشاريع الى العمل بدون المصادقة عليها من مجلس المحافظة ومن المستغرب ان المشاريع المحالة ليست منصوص عليها في الخطة المرفوعة من مجلس المحافظة بل وبعضها توقف العمل بها لانها ليست في الخطة مما ادى الى تخريب الشوارع وتعطيل خط رابط بين قضاء وناحية وهو الشارع الرابط بين قضاء الشطرة وناحية الدواية مما ادى الى تعطيل ه>ا الشارع الحيوي وقد اصبه الشلل الاقتصادي والخدمي .
عدنان
2008-03-18
عندما نسال انفسنا لماذا لا يحصل فى بقية المحافظات الجنوبية ما يحصل الان فى البصرة فلا نجد الا جواب واحد وهو ان بقية المحافظات الجنوبية لا يحكمها حزب الفضيلة..ندعوا هؤلاء الى تغليب مصالح اهل البصرة على مصالحهم الشخصية والا فما الفرق بينهم وبين النظام العفلقى المقبور.
ابن الفرات السيلاوي
2008-03-18
منذ فتره والله انا قلت ان البصره تحتاج الى قرار من المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحه ان يتخذ قرار بتنظيف البصره من الحراميه والعصابات والمليسشيات ومافيا النفط وان البصره بحاجه الى عمليه اكثر حنكه وصرامه من عملية كربلاء في الزياره الشعبانيه وقادها المالكي البصره تحتاج الى قوات عسكريه من خارج البصره وحملة مداهمات مستمره من بيت الى بيت ومن شارع الى شارع وتحتاج ان يقودها المالكي على الاقل في بداية الامر ويبقون وزير الدفاع والداخليه والامن الوطني في البصره والله انتهت البصره بسبب الاراذل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك