المقالات

طاقتنا وأمراضنا

1109 15:38:00 2008-03-18

( بقلم : علي جاسم )

يشير الباحث العراقي الدكتور عبد الجبار الحلفي من جامعة البصرة في بحث له الى حقيقة مهمة وخطيرة وذات ابعاد اقتصادية هائلة، فيؤكد بأنه(لا يزال الغاز المصاحب للنفط المتدفق يُحرق وكأنه سلعة لا قيمة لها) ويمضي الحلفي في بحثه ليؤكد ان هذه الحالة مستمرة منذ بدايتها عام 1972 عندما تم اكتشاف النفط في بابا كركر بكركوك، وبحسب البحث فأن العراق يمتلك نحو(6،3) ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المؤكد وهذه الكمية تمثل(2%) من الاحتياطي العالمي، بينما تبلغ نسبة الغاز المصاحب(70%) والغاز الحر(30%)، واذا ما حسبنا كون العراق ليس مصدراً للغاز في الوقت الحالي فأن عمر الاحتياطي يقدر بـ(750)سنة كما تقول مصادر وأوراق الحلفي وغيره من الباحثين.

لنا ان نتصور بعد هذا كم نملك من الغاز ونحن نتحسر على استخدامه والحصول على قناني تكفينا لطهو وطبخ الطعام، وكم بأستطاعتنا ان نصبح من الدول الاقتصادية الكبرى ليس في المنطقة فحسب بل في العالم اكمله اذا ما أحسنا استغلال هذه الثروة التي منّ الله بها علينا وجعلها في ارضنا، وعدا عن كون ما يجري بواسطة هذا الاحتراق هدراً للمال والثروة فأن حرقه يمثل بحد ذاته خطراً بيئياً كبيراً جداً لاحتوائه على عناصر ملوثة مثل كبريتيد الهيدروجين السام للغاية تؤدي الى امراض سرطانية خطيرة وأمراض أخرى.

ان الغاز بوصفه طاقة نظيفة له استخدامات وفوائد جمة مرتبطة بشكل قوي بأنجازات(تقنيات الغاز) خاصة في قطاع توليد الكهرباء، وفي صناعة البتروكيمياويات ووقوداً في صناعة الحديد والصلب، كما يعد مادة خام في صناعة الاسمدة، ولا نعلم تحديداً لماذا لم تنتبه وزارة النفط حتى الان الى هذه الطاقة المهدورة والنعم المبددة التي يمكن لها ان تبني لنا نظاماً اقتصادياً كبيراً وتُعد للدولة مشاريع للانتاج.

نتمنى من الوزارة ان تبدأ في وضع خطط مناسبة ودراسات كفيلة بأستغلال هذه الثروة أستغلالاً يتلائم مع أهميتها ومع حاجتنا الفعلية والمستقبلية ولكي لا نكون من المبطرين والمبددين لثرواتهم التي تحسدنا عليها العديد من الدول، بل اننا ليس فقط لا نستغلها وانما نجعلها عاملاً في اصابتنا بالامراض والاوبئة نتيجة حرقها وتلويث الهواء، سبحان الله!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك