( بقلم : علي جاسم )
يشير الباحث العراقي الدكتور عبد الجبار الحلفي من جامعة البصرة في بحث له الى حقيقة مهمة وخطيرة وذات ابعاد اقتصادية هائلة، فيؤكد بأنه(لا يزال الغاز المصاحب للنفط المتدفق يُحرق وكأنه سلعة لا قيمة لها) ويمضي الحلفي في بحثه ليؤكد ان هذه الحالة مستمرة منذ بدايتها عام 1972 عندما تم اكتشاف النفط في بابا كركر بكركوك، وبحسب البحث فأن العراق يمتلك نحو(6،3) ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المؤكد وهذه الكمية تمثل(2%) من الاحتياطي العالمي، بينما تبلغ نسبة الغاز المصاحب(70%) والغاز الحر(30%)، واذا ما حسبنا كون العراق ليس مصدراً للغاز في الوقت الحالي فأن عمر الاحتياطي يقدر بـ(750)سنة كما تقول مصادر وأوراق الحلفي وغيره من الباحثين.
لنا ان نتصور بعد هذا كم نملك من الغاز ونحن نتحسر على استخدامه والحصول على قناني تكفينا لطهو وطبخ الطعام، وكم بأستطاعتنا ان نصبح من الدول الاقتصادية الكبرى ليس في المنطقة فحسب بل في العالم اكمله اذا ما أحسنا استغلال هذه الثروة التي منّ الله بها علينا وجعلها في ارضنا، وعدا عن كون ما يجري بواسطة هذا الاحتراق هدراً للمال والثروة فأن حرقه يمثل بحد ذاته خطراً بيئياً كبيراً جداً لاحتوائه على عناصر ملوثة مثل كبريتيد الهيدروجين السام للغاية تؤدي الى امراض سرطانية خطيرة وأمراض أخرى.
ان الغاز بوصفه طاقة نظيفة له استخدامات وفوائد جمة مرتبطة بشكل قوي بأنجازات(تقنيات الغاز) خاصة في قطاع توليد الكهرباء، وفي صناعة البتروكيمياويات ووقوداً في صناعة الحديد والصلب، كما يعد مادة خام في صناعة الاسمدة، ولا نعلم تحديداً لماذا لم تنتبه وزارة النفط حتى الان الى هذه الطاقة المهدورة والنعم المبددة التي يمكن لها ان تبني لنا نظاماً اقتصادياً كبيراً وتُعد للدولة مشاريع للانتاج.
نتمنى من الوزارة ان تبدأ في وضع خطط مناسبة ودراسات كفيلة بأستغلال هذه الثروة أستغلالاً يتلائم مع أهميتها ومع حاجتنا الفعلية والمستقبلية ولكي لا نكون من المبطرين والمبددين لثرواتهم التي تحسدنا عليها العديد من الدول، بل اننا ليس فقط لا نستغلها وانما نجعلها عاملاً في اصابتنا بالامراض والاوبئة نتيجة حرقها وتلويث الهواء، سبحان الله!!
https://telegram.me/buratha