( بقلم : احمد حسن شلش )
لم يكن احياء ذكرى استشهاد الامام الحادي عشر من ائمة اهل البيت الامام الحسن العسكري (ع) عند مرقد السيد محمد بن علي الهادي بالحدث العادي.الذي يمكن المرور عليه مرور الكرام بل كان التجمع الجماهيري الحاشد الذي فاق التوقعات يبعث بالعديد من الرسائل المهمة والدلالات الايجابية.
فما كان توجه الجموع المؤمنة والمحبة للرسول الاكرم محمد (ص) واهل بيته الاطهار (ع) من مختلف المحافظات الى قضاء بلد في محافظة صلاح الدين حيث مرقد السيد محمد (رض)،وكثافة المسيرات الراجلة لاهاليها وبمشاركة محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكصي.فضلا عن سراديق العزاء التي انتشرت في الطرق المؤدية الى المرقد الشريف الادليلا واضحا على على الوحدة العراقية وقوة النسيج الاجتماعي الذي طالما حاول اعداء العراق تمزيقه.كما اكدت مدى النجاحات الامنية المتعاقبة التي تحققها اجهزتنا الامنية بالتعاون مع المواطنين .
مما ابرزت هذه الزيارة حقيقة واضحة بان تأمين الطريق المؤدي الى المرقد الشريف للامامين العسكريين (ع) بدأ فعلا في ذكرى شهادة الامام العسكري (ع) هذا العام ،مما يعتبر ذلك وفاءا للدماء البريئة التي سفكت في سامراء، وعلى طريق المؤدي إلى المرقدين الشريفين.
فأن تأمين الحماية الكاملة للطريق المؤدي إلى سامراء من أجل إتاحة الفرصة لزوار هذه العتبة المباركة لممارسة شعائرهم وزيارة أئمتهم بكل أمن وحرية.والسرعة القصوى في اعمار الروضة العسكرية المطهرة يعد امرا مهما للغاية من شأنه ان يعيد البسمه على وجوه العراقيين التي غابت عنهم حينما اقدمت الشراذم القذرة من عصابات البعث التكفيريةبأرتكاب جريمة تفجير قبة مرقد العسكريين(ع)،ثم عاودت مرة اخرى لتستفز مشاعر المسلمين بنسف منارتي المرقد الشريف.
هذه الجريمة الكبرى والفاجعة الاليمة ومن قبلها وبعدها من مسلسلات الاجرام وحرب الابادة التي شنتها علانية عصابات التكفير ومافيات الارهاب لم تثني عزم العراقيين في مواصلة مشوارهم وطريقهم تحو نيل الحرية وتتويجها بالشهادة اسوة بالئمة الطاهرين الذين قارعوا الظلم والطغيان ولم يخضعوا لسلاطين الشر وامراء الضلالة. وهذا مايدعونا للدعوة من جديد الى نبذ الطائفية المقيتة والتمييز العنصري وإحلال الحق والعدالة بين صفوف شعبنا الصابر والممتحن.وعدم الانجرار خلف مخططات الإرهابيين والتكفيريين والصداميين الرامية إلى إشعال فتيل الحرب الطائفية والأهلية بين صفوف أبناء الشعب الواحد.
وهذا مانراه اليوم ،فأفشال المخطط البغيض لاعداء الانسانية ساهم في تحسن الوضع الامني الى حد كبير، وساهم في تعزيز الثقة بين مختلف الاطراف، وساهم ايضا في الشروع مؤخرا بحملات اعادة اعمار المرقد المطهر للامامين العسكريين، لتمهيد الطريق امام محبي واتباع اهل البيت (ع) للتدفق مرة اخرى الى المرقد الشريف الذي يعتبر من الرموز الاسلاميه التي تمتاز بمعالم وقيم تراثيه متميزه يرجع تاريخها للعصر العباسي والذي امتاز بظهور معالم تراثيه اضافه الى القبه التي تمتاز بكونها واحد من اكبر القباب الاسلاميه في المنطقه.
فالجموع المحتشدة عند المرقد الطاهر جاءت لتؤكد وقفة الاباء والصمود امام كل التحديات والمصاعب والمآسي التي دفع ضريبتها محبي اهل بيت النبوة وتطلق رسالة مفادها: أن السحب السوداء ستزول عن سماء بلادنا وان الشرارة التي اججت العنف الطائفي من سامراء ستنطفي ايضا في سامراء .
https://telegram.me/buratha